تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وليس معناها مقتصرًا على المعرفة المجردة أن الله هو الخالق الرازق المدبر المالك، فالمشركون كانوا مقرون بذلك كله، لم ينكروا أن الله خالق رازق مدبر، بل ولم يزعموا أن غيره خلق ولو شعرة! وإنما أشركوا في عبادتهم لغير الله، وهذا ما فعله -ويفعله- المشركون في زمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ..

وبسبب دعوته هذه عودي عداءً شديدًا، واتهم بالعظائم رحمه الله، وهو بريء مما ينسبونه إليه طيب الله ثراه ..

ونصيحتي لك أخي: إذا سمعت أحدًا يذم الوهابية أو يدندن حول تلك الكلمة: ففر منه فرارك من الأسد، ففي الغالب ستجده مبتدعًا ضالاً، هدانا الله وإياه ..

ونصيحتي أيضًا: وسط كل تلك الفرق المتضاربة الضالة، لا شك أنه هناك جماعة واحدة على الصراط المستقيم، وأي مسلم يؤمن بربه وبرسوله صلى الله عليه وسلم: يصل إلى نتيجة منطقية سهلة، وهي أن الحق محصور في الذين اتبعوا كتاب الله جل وعلا، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..

فهؤلاء الذين اتبعوا كتاب الله وسنة نبيه هم المهتدون حقًا، قال تعالى: { .. فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول .. } ..

ولكن اتباع الكتاب والسنة ليست مجرد دعوى، وإنما الاتباع الحقيقي بشيئين: أن يفهم هذان المصدران فهمًا صحيحًا، والشيء الآخر أن يُعمل بهذين المصدرين ..

فمن فهم هذين المصدرين فهمًا خاطئًا فقد ضل سواء السبيل ..

وأما الفهم الصحيح للكتاب والسنة: فهو فهمُ الذين زكاهم الله ورضي عنهم، ورضي على من اتبعهم، وهم الصحابة وتابعوهم وتابعو تابعيهم، قال الله جل وعلا: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: رضي الله عنهم ورضوا عنه .. } ..

فإذا أردت أن تكون ممن رضي الله عنهم: فكنْ من الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتبعْهم بإحسان ليرضى الله عنك ..

وقال الله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين: نوله ما تولى ونصله جهنم .. }، ففي هذه الآية يوضح الله مصير مَن اتبع غير سبيل المؤمنين، ولا شك أن الصحابة هم أولى الناس بكلمة المؤمنين في هذه الآية ..

وقال الله مخاطبًا الصحابة: { .. فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق .. }، فاحذر أخي الحبيب أن تكون ممن تولى عن الإيمان بمثل ما آمن به الصحابة ..

فلا فهمَ صحيحَ لكتاب الله تبارك وتعالى ولسنة نبيه: إلا فهم سلفنا الصالح، وقد عرفتَ من هم: الصحابة وتابعوهم، وكل من تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم القيامة، وكل فهمٍ خالفهم فاضرب به عرض الحائط ..

وأما الشيخ الألباني والشيخ ابن العثيمين: فهما من أهل السنة والجماعة قطعًا، بل من أئمة أهل السنة في هذا العصر دون مبالغة، ومَن طعن فيهما ففر منه فرارك من الأسد أيضًا ..

وأما عن اتهام أهل السنة أو الوهابية بتجسيم الذات الإلهية: فما أقبحه من اتهام! وما أكذب من ادعاه!

فأهل السنة أخي الفاضل يؤمنون بصفات الله جل وعلا، فكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم: فأهل السنة لا يترددون أن يصفوا به ربهم جل وعلا، وأما أعداء السنة: فعطّلوا تلك الآيات والأحاديث التي فيها صفات ربنا جل وعلا، ولم يكتفوا بذلك بل وصفوا أهل الحق بأنهم مشبهة مجسمة! عليهم من الله ما يستحقون ..

ومسألة صفات الله تعالى والكلام فيها لا يتسع له هذا الرد، ولكن استمع لكلام أهل العلم الموثوق بهم، ومن أفضل الكتب التي ألفت في ذلك: كتاب القواعد المثلى للشيخ ابن العثيمين رحمه الله، وتجده هنا: http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1213

وكذلك عليك بهذا الكتاب: http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1209

وبصفة عامة في مسائل العقيدة اقرأ: http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1150 ، واقرأ أيضًا: http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1218 ، وقبلهما لابد أن تقرأ: http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1228

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير