تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكم شدتني تلك النصيحة التي كتبها علامة المذهب الحنبلي أبو محمد ابن قدامة لبعض أعيان المذهب الحنبلي وقد دارت بينهما مكاتبات ومراسلات فكتب أبو محمد له بعض ما رأى منه: وقد كنت أتخيل في الناصح أن يكون إماما بارعا وأفرح به للمذهب لما فضله الله به من العلم وإعراق في نسبه في الإمامة وماآتاه الله من بسط اللسان وجراءة الجنان وحدة الخاطر وسرعة الجواب وظننت أنه في الفتوى يكون مبرزا وظننت أنه ابتلي بذلك - أي بصرفه عن هذه المكانة التي كان يعتقدها له - لمحبته تخطئة الناس واتباعه عيوبهم ولا يبعد أن يعافب الله العبد بجنس ذنبه والناصح قد شغل كثيرا من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم وكشف ما استتر من خطاياهم ومحبة بيان سقطاتهم ولا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أفتراه يحب بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته؟ وعيب تصانيفه؟ وإظهار أخطائه؟ وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره سيما الآئمة والعلماء المبرزين وقد أراناالله آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه.إ. هـ

وأعظم معين للتغلب على هذه المعضلة المقيتة هي دوام محاسبة النفس والاشتغال بتقويمها وتعديلها فإنها أقرب عدو لابن آدم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه فيقول (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها) كما في صحيح مسلم وكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يتعوذ من نفسه في كل خطبة فيقول: نعوذ بالله من شرور أنفسنا) وقد قال الله تعالى في ذكر قسمي النفس ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خال من دساها) وقد قال بعض المفسرين بأن قوله (خاب من دساها) هو من يخالف فعله قوله ولهذا كان من جميل الأمر أن يحاسب نفسه في كل وقت ويراجع حساباته وما نتيجة علمه وأن يشتغل بعيوبه عن عيوب الناس، وإن الله سائلك أنت عن علمك ما ذا عملت به أولا لنفسك، وما اذا استفدت منه

ومن أسباب ذلك أيضا العجب والكبر = فيُكسب المقت، ويلهي عن العمل، ويصبح الإنسان يرى في نفسه الكمالات الزائفة، فكأنه خلي من عيوب الناس، والحق أنه من أشدهم وأكثرهم والله جل وعلا يقول (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) وقال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (آفة العلم الكبر وآفة العبادة الرياء)

العلم شجرة والعمل ثمرة = وليس يعد عالما أو مصلحا من لم يكن عاملا، فإذا كان العمل قاصرا عن العلم = كان العلم كلَّا على العالم والمصلح فلولا العمل لم يطلب العلم

اللهم اهدنا فيمن هديت

المقرئ

ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[12 - 08 - 06, 12:05 م]ـ

جزاك الله خيراً وبارك فيك، وكثر من أمثالك.

محبكم والداعي لكم / أبومحمد.

ـ[أبو عمر]ــــــــ[12 - 08 - 06, 12:29 م]ـ

جزاك الله خيراً وبارك فيك.

ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[12 - 08 - 06, 12:38 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم،

و ما قلته صحيح

و الشواهد عليه كثيرة مما نراه و نسمعه

نسأل الله تعالى الصواب في القول و العمل و الاخلاص فيهما، و الانصاف من النفس و الغير

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 - 08 - 06, 01:19 م]ـ

جزاك الله خيرًا.

عسى الله أن يهدي قلوبنا، ويصلح حالنا.

ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 06, 04:28 م]ـ

لله درك يا شيخنا المقرئ!!

نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بهذا الكلام وأن يهدي قلوبنا ويصلح أحوالنا.

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 08 - 06, 06:45 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[وائل عاشور]ــــــــ[12 - 08 - 06, 11:21 م]ـ

الله المستعان ...

جزاك الله خيرا , شيخنا الفاضل.

ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[13 - 08 - 06, 02:36 ص]ـ

جزاكم الله خيراً.

موضوع رائق جداً.

نسأل الله تعالى العمل بما نعلم.

ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[14 - 08 - 06, 12:37 ص]ـ

جزاك الله خيراً وبارك فيك.

من الكاتب؟

ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 01:04 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[المقرئ]ــــــــ[17 - 08 - 06, 02:29 م]ـ

المشايخ الكرم: خالد الأنصاري، أبو عمر، الطبيب وشنان، خالد الشبل، الحنبلي السلفي، عبد الله الخليفي، ابن عاشور الحنبلي، أبو إسحاق الرازي، أبو محمد الموحد، أبو ذر الفاضلي

جزاكم الله خيرا على دعائكم ولا حرمكم الأجر

الشيخ الكريم خالد الأنصاري: أحبك الله الذي أحببتني فيه

المقرئ

ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[17 - 08 - 06, 07:40 م]ـ

جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل المقرئ وأحسن إليكم وبارك فيكم وفي علمكم

السلام

نعم السلام الذي هو من أسباب المحبة والألفة بين المسلمين أصبح لا يُرَد!

ومن من، من بعض طلبة العلم!

كيف تُريد أن تكون قدوة للناس وأنت لا تَرد السلام وتنظر إلى غيرك بنظرة استحقار

ولا حول ولا قوة إلا بالله

إلى الله نشكو حالنا في هذا الزمان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير