تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وفاء لحبيب ... قصة خاتمة حسنة]

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:37 م]ـ

منذ أشهر توفي والد زوجتي رحمه الله، و كان أن كتبت حينها كلمات لنفسي و لإخواني

و قد مررت على هذه الكلمات قبل قليل فحركت من النفس ما كان ساكناً

و حباً لصاحب القصة و وفاء له و رغبة في إهداء البشارة لمن عمل الصالحات و إهداء النصح للمقصرين أمثالي للحث على ترك المنكرات رأيت أن أنشر هذه الكلمات بين أهلها

أهل ملتقى الحديث

فلا تنسوا كاتب الكلمات و من كتبت الكلمات بحقه من صالح دعائكم

محبكم أبو البراء

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أحبتي في الله ... هذه قصة خاتمة حسنة ـ كما يظهر لنا ـ لرجل كانت لي معه علاقة دامت منذ زواجي بابنته مدة خمس سنوات

اتفقنا فيها واختلفنا

فرحنا سوياً وحزنا

اقتسمنا فيها همنا الخاص و هم أمتنا العام

لكن الاحترام والمحبة المتبادلين قد جمعا بيننا في كل أحوالنا

أحببت أن أسطرها لكم كي تشاركوني استبشاري وكي تكون حافزاً لنا كي ننال أعظم كرامة

الممات على الاستقامة

وقبل أن أقص عليكم ما حوته الساعات الأخيرة لهذا الحبيب من بشارات أروي لكم مواقف مميزة من حياته التي لم تتجاوز الخمسين سنة إلا قليلاً:

فعندما كان في المرحلة الإعدادية التزم بشرع الله وواظب على حضور دروس الشيخ الألباني رحمه الله

وعندما أدى الخدمة العسكرية الإلزامية حافظ على لحيته في الجيش و هذه من العجائب، وبعد ذلك حافظ عليها أيضاً في أحلك الظروف التي كان مجرد إطلاق اللحية فيها تهمة!

عندما كانت إحدى بناته في المدرسة وقف بقوة في وجه مديرتها التي أرادت منعها من ارتداء غطاء الرأس داخل المدرسة مما اضطره إلى مقابلة العديد من المسؤولين وهو ما لم يثنه عن موقفه و في نهاية المطاف آثر إخراج ابنته من المدرسة بالكلية

أصيب قبل سنوات بمرض في عينيه جعله لا يرى الأشكال في وسط الصورة فلا يرى من وجه المرء عينيه و فمه بل محيط وجهه، وكان يقول لقد رأيت من الدنيا ما يكفي في ماضي أيامي، لكنه كان يتحسر لعجزه عن قراءة القرآن الكريم

وقد بدأ رحمه الله بائعاً صغيراً عند بعض التجار ومات رحمه الله تاجراً و قد ترك لذريته ما يغنيهم به عن سؤال الناس

بشارات الساعات الأخيرة و علامات حسن الخاتمة

كعادته في العشر الأواخر من رمضان اصطحب زوجته و أولاده لصلاة التهجد بعد منتصف الليل في منزل أحد الأقرباء، وكانت هذه هي ليلة الخامس و العشرين

سمعه من كان بجانبه في هذه الليلة يكثرمن قوله في السجود " اللهم حاسبني حساباً يسيراً "

قرأ القارئ في هذه الليلة قوله تعالى {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم و ساءت مصيراً} فقال في الاستراحة ناصحاً و موجهاً من حوله: سبيل المؤمنين هي طريق أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وهي الطريق الواجب علينا السير عليها.

في استراحة ثانية قال: إن الإنسان عندما يكون في قبره! تأتيه " شيكات" من الحسنات هي دعاء أولاده الصالحين له، و أكد على أولاده أن دعاء الولد وحده لا يكفي بل لا بد أن يكون الولد صالحاً!!

بعد تناول السحور و صلاة فجر الجمعة أحس بألم شديد في صدره فطلب إحضار الإسعاف وهو الذي نادراً ما كان يذهب للطبيب

في انتظار الإسعاف كانت زوجه و أولاده من حوله يعوذونه ويرقونه بينما كان يتألم ألماً شديداً يلجئه للتمدد تارة والجلوس أخرى و هو يردد الشهادتين

مع شعوره بدنو الأجل راح يوصي أكبر أولاده الذكور وإخوته ...

فبماذا أوصاهم؟

أبالمال والتجارة؟

أبالعقارات و السيارات؟

أبالدنيا الفانية؟

لا والله لقد أوصاهم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

" صلاتك يا عبد الرحمن و صلاة إخوتك، حافظوا على صلاتكم يا أولادي "!!!

أما التجارة و الأموال فكانت و صيته الوحيدة أن تباع البضائع في مخازنه لسداد ما للمضاربين معه في التجارة من أموال

قبل وفاته بدقائق و قبل أن يعجز عن الحركة والكلام لشدة ما نزل به كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن

لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير