بعد صلاة الجمعة صلى عليه ولده عبد الرحمن الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره وخلفه ما يقرب من ثلاثة آلاف مصل كانوا في المسجد
قبل الصلاة دعا عبد الرحمن برباطة جأش من له عند أبيه دين أن يأتي إليه مع بينة قائلاً أنه كفيل دين أبيه
في المقبرة كنت شاهداً على أكثر الجنازات هدوءاً و وقاراً من بين ما حضرته من جنائز و بعد أن تم الدفن مكث المشيعون مدة يستغفرون له ويسألون الله له الثبات و يدعون الله له و يثنون عليه بالخير
كان رحمه الله يتابع الشيخ الألباني رحمه الله في القول ببدعية مجالس العزاء و تعليق أوراق في الطرقات تُعلم بموت فلان بن فلان فتم له عند وفاته ما أراد رحمه الله
هذا و قد رؤي بعد موته في الرؤيا ضاحكاً وقال له من رآه " ما شاء الله عليك، ما شاء الله عليك"
فاجتمع له من علامات حسن الخاتمة:
1. نطقه بالشهادة عند الموت لحديث معاذ " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "
2. الموت يوم الجمعة لقوله صلى الله عليه و سلم " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"
3. الموت على عمل صالح وهو النطق بالشهادتين والوصية بالصلاة وقبل ذلك صلاة الفجر و السحور و صلاة الليل، وقد استدل الشيخ الألباني على هذه العلامة بقوله عليه السلام " من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة "
أما البشارات، فمنها ثناء الناس عليه لقوله عليه السلام " من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة " وقوله عليه السلام " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، قلنا: وثلاثة قال: وثلاثة، قلنا: وإثنان قال: و إثنان، ثم لم نسأله في الواحد "
ومنها أنه قبض في رمضان حيث تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، ومنها وصيته بالصلاة و الرؤية الحسنة التي رؤي فيها.
وبعد أحبتي ... فإننا لا نتألى على الله سبحانه وتعالى و لا نشهد لأحد بعينه بالجنة ما لم يشهد له الوحي بذلك، أقصى ما هنالك أن الصادق المصدوق فداه أبي و أمي قد أخبرنا بعلامات تدل على حسن خاتمة العبد فنحن إن رأيناها على إخواننا الذين سبقونا بالإيمان فرحنا و استبشرنا و رجونا أن تكون خاتمتهم حسنة في الحقيقة كما ظهر لنا من العلامات، وقد تأملت أحبتي في هذا الأمر ـ أعني علامات حسن الخاتمة ـ فعنَّ ببالي أن المستفيد من هذه العلامات في حقيقة الأمر هو نحن الذين نشاهدها على موتانا، و إلا فإن الميت الصالح لا يرى من علامات حسن خاتمته شيئاً و هو منعم في قبره سواء شاهدنا عليه علامات حسن الخاتمة أو لم نشاهدها!
وعنَّ ببالي كذلك أن هذه العلامات هي من آثار رحمة الله عز وجل و شفقة نبيه عليه السلام بنا ففيها تسلية لنا عن حزننا وحث لنا على أن نحسن العمل كحال موتانا الذين نرى عليهم تلك العلامات كي ننال حسن الخاتمة كما نالوها، ومصداقاً لذلك فقد قال بعض من حضروا الجنازة من المبتلين بالمعاصي ـ هداهم الله ـ ليتنا نموت كميتته!!
وقد تفكرت إخوتي في حال هذا الرجل و بحثت عن العمل الذي ربما بسببه رأينا عليه ما رأينا فلم أجد له كثير صلاة أو صيام إلا أنني أحسبه و الله حسيبه كان يحب الله و رسوله و لولا الخوف من الله لأقسمت على ذلك.
ثم أحسبه كان شاباً قد نشأ في طاعة الله بتوفيق من الله.
كما أنه رحمه الله كان يحب السنة و أهلها و يدعو لاقتفاء آثار صاحبها صلى الله عليه وسلم و ربما كان هذا عنده من أرجى أعماله.
و رغم أن الله عز وجل قد بسط له في رزقه إلا أنني أرجو أن الدنيا كانت في يديه و لم تكن في قلبه إذ لطالما سمعته يقول " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة "
اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن و ارحمه وتقبل منه صالح أعماله و تجاوز عن سيئاته و اجعل قبره روضة من رياض الجنة، نور له في قبره ووسع له فيه مد بصره و افتح له فيه باباً إلى الجنة يأتيه من ريحها و طيبها و نعيمها.
اللهم حاسبه حساباً يسيراً وارفع درجاته في عليين و اجعله من أقرب الناس منزلاً من نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ومتعه بالنظر إلى وجهك الكريم وسائر موتانا و موتى المسلمين و نحن معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:41 م]ـ
اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن و ارحمه وتقبل منه صالح أعماله و تجاوز عن سيئاته و اجعل قبره روضة من رياض الجنة، نور له في قبره ووسع له فيه مد بصره و افتح له فيه باباً إلى الجنة يأتيه من ريحها و طيبها و نعيمها.
اللهم حاسبه حساباً يسيراً وارفع درجاته في عليين و اجعله من أقرب الناس منزلاً من نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ومتعه بالنظر إلى وجهك الكريم وسائر موتانا و موتى المسلمين و نحن معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اللهم آميييييييييييييييييييييين
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا حسن الخاتمة