تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد دخل لبنان بفضل الله الكثير الكثير من الإعانات والإغاثات والإسعافات عن طريق المملكة العربية السعودية ولكنها مع كل أسف وأسى كمن ينفخ في رماد أو يصيح في واد؛ وسدت لغير أهلها ووزعت على غير مستحقيها، كانت تمر بجوار المهجر السني يشم رائحتها ولا يذوق طعمها .. لماذا؟ لأنها وصلت ووزعت على أيدي حركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل وغيرهم، وهؤلاء جميعًا استغلوها لأغراضهم الشخصية ومناصبهم السياسية وكأننا في أيام انتخابات، إذ نرى مغلف الهيئة الداعمة ينزع ويلصق باسم لائحة انتخابية أو حزب أو حركة أو ما شابهها وشاكلها، ثم لا تعطى إلا للمصفق والموالي لهم، ومنهم من يبيعها ومنهم من يدخرها ومنهم من يحصصها ويخصصها لذويه، أما جمعياتنا السلفية الخيرية الناهضة بجهدها التطوعي فباتت لا تعرف الإعانات والإغاثات إلا اسمًا وسهمًا.

ثم إن قرانا في جنوب لبنان هي التي قصف وهدم معظمها وباتت خاوية على عروشها بعد أن هجر أهلها بقصد، كقرية عيترون والعرقوب وشبعا ودحيرجات وكفر شوبا ومروحين وكفر حمام وقسم من مرجعيون وغيرها كانت قواعد صواريخ حزب الله تضرب من على سطوح بيتها ومن بين أحيائها السنية فلذلك تعمدتها طائرات العدو الغاشم، ناهيك عن ترويع أهلها من قبل الحزب بتضليلهم بمناشير وقنابل صوتية ومنع الصحافة الدخول والتصوير.

ولقد ارتفعت أصوات الذين سرقت بيوتهم ونهبت ثرواتهم وممتلكاتهم، ناهيك عن العبث والتخريب والتحرش بمساجد بعض الصحابة والصالحين.

ثم إن المهجرين من الشيعة الرافضة حينما آواهم أهل السنة في قراهم رفضوا الدخول إلى أي مدرسة أو مسجد يحملان اسمًا لصحابي جليل أو زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ورفضوا أيضًا قبول المساعدات التي تحمل اسمًا أو شعارًا لأهل السنة، ومن قبلها منهم تحت وطأة الاضطرار مزق الشعار والاسم متهمًا أن مال المملكة مال خبيث، كما ربوا وتعلموا وهاهم نراهم يسكنون أفضل الشقق ويأكلون أطيب الطعام وكل وسائل الراحة والرفاهية والدعة تؤمن لهم بسبب الإمداد الإيراني لهم، أما أهلنا من السنة فتتقلص أمعاؤهم جوعًا وعطشًا وحرمانًا.

ثم إن أهل السنة لا يضيق عليهم في الجنوب فحسب، بل في كل لبنان، وخاصة بعد أن أخذ توسع الشيعة الرافضة يأخذ مجراه في العقد الأخير من الزمن، فهاهم اشتروا نصف أراضي الجنوب من السنة ابتداءً من الجيه فصيدا وصولاً إلى صور وما بعد صور، وكذلك الأمر في بيروت عند منطقة الأوزاعي ونواحيها وصولاً إلى تلة الخياط وكذا في البقاع بدءًا من شتورا وصولاً إلى الحدود السورية، هذا عدا المساجد التي قاموا باحتلالها بفوهة التهديد والتخويف وبمنطق السلاح، كمسجد النبي يونس في الجيه ومسجد الوردانية في جبل لبنان، ومسجد بيبرس في البقاع والمسجد الأموي الكبير في بعلبك، ولقد أغلقوها حقبة من الزمن مع أن تاريخها العريق يحمل دليلاً واضحًا وساطعًا أنها لأهل السنة والجماعة، كما أن هناك زحفًا دعويًا لترهاتهم وفرياتهم، وذلك بتغرير الكثيرين من شباب السنة بالدخول في صفوفهم وذلك بإقناعهم عن طريق الكتب والأشرطة والوقائع الكاذبة المزيفة على كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان، وما رمي وقذف أمهات المؤمنين كعائشة وخديجة وسبهم علانية، وإما بإغرائهم بمكسب مادي أو وظيفة في الدولة ليدهم الطولى فيها.

إن بغضهم وكراهيتهم لأهل السنة يكاد لا يوصف ويبدو ذلك واضحًا في أيام عاشوراء والآن في أيامنا الحاسمة هذه، حيث يتوعدون عدوهم الثاني عمر وأبو بكر وعثمان وعائشة وخديجة بعد خلاصهم من عدوهم الأول إسرائيل، ويحملون مبدأ 'من ليس معنا فهو ضدنا'، وأيضًا مبدأ 'نحن مسلمو لبنان وليس غيرها'، و'نحن أتباع وأحفاد علي وفاطمة والحسن والحسين وإن أي حفيد ينتمي لغيرهم مشكوك في عرقه ونسله ونسبه، وإن أي مال يفدنا نحن غير إيران فهو أيضًا مال مشبوه'، وإن إيران هي السند الأساسي لشيعة لبنان وزحفهم سندٌ مالي وسند عسكري وسند معنوي، فلذلك هم أقوى منا بكثير لأنهم لا يتكلمون إلا بمفهوم القوة والمال والسلاح والعدة والعتاد.

أما نحن أهل السنة والجماعة فعتادنا قليل ومالنا ودعمنا ضئيل ونكاد لا نرى دعمًا إلا ما رحم ربك، وغالبًا ما يكون هذا الدعم في غير أهله كما أسلفنا، فلا يكون إلا كطلقة فارغة جوفاء تحدث دويًا ولا تصيب هدفًا.

فيا أهلنا في المملكة العربية السعودية ويا إخواننا، تربينا في لبنان على الولاء لله والوفاء لكم، وكلنا أمل بكم وإن انقطعت الأسباب فنحن نؤمن برب الأسباب وأنت سببُ ثقتنا وعزنا ومجدنا، بالأمس والتاريخ حافل بمواقفكم الخيّرة والنيرة، نثمن غاليًا جهودكم وحرصكم وسهركم على أهلكم في لبنان فلم تقصروا جزاكم الله كل خير، واليوم من جديد نستصرخكم فقد مسنا الضر وبلغنا الذروة ودفعتنا الحاجة لما نناله في كل يوم بآلة التنكيل والإبادة الإرهابية من قبل العدو الإسرائيلي الغاشم، فشعبنا الصامد الأبي الباسل التليد بما فيه من رجال ونساء وأطفال رضع وشيوخ ركع حتى الجنين في عالم الأرحام يستصرخ عطاءكم وسخاءكم وجودكم ودعمكم لنا يدًا إلى يد وجنبًا إلى جنب، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

أدام الله فضلكم وجعلكم للإسلام ذخرًا ولإخوانكم في لبنان سندًا وظهرًا،

والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته'

وكان البيان قد تناقلته مجموعة من المنتديات نقلاً عن 'مفكرة الإسلام' بعدما نشرته ضمن ملف صحفي عن الشيعة، ونظرًا للحاجة الماسة إليه ولأهميته فتقرر إفراده بخبر مستقل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير