تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليه الصلاة والسلام- بنفسه، ويوقف نفسه عليه، فأعرض عني - ترك دعوته إلى الزواج- فخدمته ما خدمته ثم قال لي الثانية: - بعد مدة- يا ربيعة! ألا تزوجت فقلت: ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني ثم رجعت إلى نفسي فقلت: والله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- بما يصلحني في الدنيا والآخرة أعلم مني. يعني أنا الآن راغب عن الزواج من أجل الأجر في خدمته - عليه الصلاة والسلام- لكن هو الذي أشار علي بالزواج فمعنى زواجي فيه أجراً أكثر، والله لئن قال: تزوج، لأقولن: نعم يا رسول الله! مرني بما شئت، قال فقال: يا ربيعة في المرة الثالثة "ألا تزوجت، فقلت: بلى، مرني بما شئت قال: انطلق إلى آل فلان - حي من الأنصار- وكان فيهم تراخ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- يعني ما كانوا يواظبون على حضور مجالسته - صلى الله عليه وسلم- لأجل مشاغلهم الضرورية من كسب العيش وغيره. انطلق إليهم فقل لهم: إن رسول الله أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم – أي أرسل إلى قوم معينين إلى امرأة معينة، فذهبت فقلت لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة فقالوا: مرحباً برسول الله وبرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والله لا يرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا بحاجته) – أي وقد قضيت حاجته- فزوجوني وألطفوني، وما سألوني البينة، وما سألوا عني، ولا أستوظحوا خبري، ولا عن أخلاقي وديني، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حزيناً. فقال لي: مالك يا ربيعة؟! فقلت: يا رسول الله أتيت قوماً كراماً فزوجوني، وأكرموني، وألطفوني، وما سألوني بينة، وليس عندي صداق؛ لأنهم وثقوا ما دام من عند النبي - عليه الصلاة والسلام- فلم يسألوا عن شيء. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب) قال: فجمعوا لي وزن نواة من ذهب، فأخذت ما جمعوا لي، فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: (اذهب بهذا إليهم فقل هذا صداقها) فأتيتهم فقلت: هذا صداقها هذا مهرها. فرضوه وقبلوه، وقالوا كثير طيب. قال: ثم رجعت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حزيناً. فقال: يا ربيعة مالك حزين؟! فقلت: يا رسول الله ما رأيت قوماً أكرم منهم رضوا بما آتيتهم، وأحسنوا، وقالوا: كثيراً، طيباً، وليس عندي ما أولم،-أي انحلت مشكلة العقد، والبنت وجدناها، والمهر أديناه، ولكن بقي الوليمة - قال: (يا بريدة اجمعوا له شاة) تأمل كيف تنحل المشاكل في العهد النبوي!! في سرعة فائقة، فليس في ذلك العهد مشاكل تتوقف لمدة سنة أو سنتين؛ وإنما أجمعوا لأخيكم، فالأمور ميسرة وبسيطة، والأمور تمشي بسهولة، والمهم هو أن يحصل الزواج والعفاف، قال: فجمعوا لي كبشاً عظيماً يعني ما يكفي لشراء كبش كبير سمين فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام.-والمكتل: الزنبيل وعاء يسع خمسة عشر صاعا-ً قال فأتيتها فقلت لها: ما أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: هذا المكتل فيه تسع آصع شعير بسعة صاع. آصع: جمع صاع ويجمع أيضاً على أصوع وصيعان. "لا والله إن أصبح لنا طعام غيره" خذه والله ما عندنا طعام غير هذا الذي طلبه النبي - عليه الصلاة والسلام- أن تأتيه به فكل الموجود تسعة أصواع من الشعير عندنا!! هذا كله الذي في مطبخ عائشة إذا كان لديها مطبخ وهي حجرتها – رضي الله عنها- ولما لم يكن عندها إلا تسعة آصع من الشعير، لم تبخل به، لأنها لم تكن بخيلة في يوم من الأيام، ولأن زوجها كريم، فأخذته فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ما قالت عائشة فقال: (اذهب بهذا إليهم فقل: ليطبخ هذا عندكم خبزاً، فذهبت إليهم، -أي أهل العروس- وذهبت بالكبش، ومعي أناس من أسلم، فقال: ليصبح هذا عندكم خبزاً، وهذا طبيخاً، - أي أنا أحضرت لكم المواد الخام وأنتم عليكم الصناعة والطبخ، وهذا الكلام كله موجه لأهل العروس!!. فقالوا: أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فأكفونا أنتم، - هو أخذ أناس من جماعته من بني أسلم فقال أهل العروس: الخبز مقدور عليه عندنا في من يخبز، وأما الكبش فعليكم تأمل معي - سبحان الله-!! سهولة، ورغبة، وتعاون فليس هناك اعتراضات (مثل، لا،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير