تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من محمد بن المُختار الشنقيطي إلى كل من ينتسب إلى العلم

ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:38 م]ـ

منقول

إخوتي الكرام:

أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بتلك الكلمات العظيمة لطلاب العلم والتي اقتطفتها من بستان فضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله تعالى وسدد خطاه - فلينتبه كلُّ واحد منّا:

يقول الشيخ - حفظه الله -:

أولا: أوصي إخواني طلاب العلم بتقوى الله –عزَّ وجلَّ-.

ثانيا: الأهم في العلم ضبطه وليس كثرته ولا كثرة مسائله.

من الناس من قرأ من العلم القليل فبارك الله له، فحاز الثواب الجليل، ومنهم من قرأ من العلم الكثير ونزع الله منه البركة فلم ينتفع في نفسه ولم ينفع الله به.

أوصي طلاب العلم لأمر مهم جدا وهو قضية ضبط العلم، ونحن كنا قبل رمضان قد أخذنا كتب العبادات، وسرنا على طريقة الحقيقة ضغطنا فيها طلاب العلم كثيرا، وأخذنا دورة إلى أن انتهينا من كتاب العبادات كاملا.

طالب العلم الذي هو بحق ويريد أن يرضي الله –عزَّ وجلَّ- لا يفوّت من العلم شيئا، وإذا أردت أن ترى طالب العلم بحقّ فانظر إليه في تحضيره للدرس، وأيضاً في ضبطه لما يقال أثناء الدرس، وفهمه وتحصيله وحرصه على أن لا يفوته شيء، وانظر إليه بعد انتهاء مجلس العلم كيف يرجع ويراجع، فإن رأت عيناك طالب علم شغله الله بقراءة هذا العلم مستشعرا للأمانة، ويعلم الله أنه ما جلس بين يدي شيخه ولا جلس مجلس علم إلا وقد قرأ وأتعب نفسه حتى لا تضيع منه كلمة أو لا يضيع منه حرف قبل الكلمة، لأنه يعرف ويعلم أن الله سيرفع درجته بهذا العلم، إذا وجدته أتعب نفسه في التحضير وأتعب نفسه في مجلسه في العلم، وخرج من مجلس العلم وقد جمع ما قيل أو أغلب ما قيل؛ لأنه يعلم أنه مؤتمن من أمة محمد- صلى الله عليه وسلم - على هذه المسائل، وأن أي مجلس علم تذكر فيه مسائل العلم فمعنى ذلك أن كل من حضرها وسمعها وفهمها مسؤول أمام الله أن يبلغها للأمة، والعالم تبرأ ذمته، ولذلك الأمل في الله، ثم في طلاب العلم، فإذا وجدته في مجلس العلم بهذه المثابة ووجدته بعد مجلس العلم أخذ ذاك الذي قرأه، فإن كان في شريط فرّغه وإن كان في شريط سمعه المرة بعد المرة حتى يحفظ هذا العلم حفظا صحيحا، وإن من أهل العلم من أدركناهم فوالله، إني سمعت بعضهم من مشائخنا –رحمة الله عليهم- سئل عن المسألة وبعض الأحيان يسأل عن العبارات في الكتب ليشرحها فيأتي بجملة حفظت بعض الجمل وكتبتها حرفيا، ونظرت إليه بعد أربع سنوات يسأل عن المسألة إياها، وبعد يمكن أكثر من خمس سنوات يسأل عن شرح يمر على نفس هذه الجملة التي قبل أربع سنوات فوجدت أنه لم يزد حرفا ولم ينقص حرفا، العلم أمانة العلم مبني على الحفظ والرعاية ما يعطيك من رأسه، شيء حفظه عن علمائه وأداه إليك، حتى إن بعض أهل العلم ممن تقرأ بعض كتبهم وشروحهم وبعض العلماء الكبار الذين أدركناهم –رحمة الله عليهم- وجدناهم إذا تعرضوا لبعض المسائل الفقهية نسمع بعض الأشرطة لهم أو تدوّن بعض المذكرات وبعض المسائل فتأتي إلى الكتب القديمة العتيقة فتجد أن الكلام نفسه؛ لماذا؟ لأنه علم أخذ بالأمانة وأدي بالأمانة، فإذا كان طالب العلم بهذه الصفة فمعناه وهذا الذي نريد معناه أنه يبحث عن علم يضبطه ولو قليل لا عن علم لا يضبطه ولو كان كثيرا.

المشكلة اليوم في طلبة العلم أنهم يبحثون عن عشرات الدورات، ولا يلام فمنهومان لا يشبعان ويبحثون عن عشرات الدروس وبعضهم يقول أنا سأسافر وأرجع إلى بلدي فتجده عنده دروس الجامعة مثلا فيها من العلم والخير الكثير، وعنده دروس الحرم فتجده يخلط بين الاثنين بطريقة ((إن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع) تأتي بعد نصف السنة أو السنة الكاملة تقول له ماذا عندك يقول: والله ضائع ما أدري ماذا أفعل؛ لماذا؟ أولا قل أن تجده فتح كتابا قبل أن يأتي إلى مجلس العلم، في دورة نعم في دورة بسم الله متى بعد العصر بعد العصر خلاص بسم الله، جاء وجلس في الدورة اكتب دون أو اسمع حتى يمضي الوقت ثم يقوم لا كأن شيئاً حدث، تلك الكراسة إن كتب في كراسته رماها في دولابه، وهو لا يعلم مدى مسؤوليته أمام الله عن هذا الذي سمع، ولذلك لو أن طالب علم بحق تجده يتمنى أن ليس له بالأسبوع إلا درس واحد، لكن يحفظ فيه كل كلمة ويضبط فيه كل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير