تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسألة، ويخرج للأمة ضابطا للعلم كما خرج الصحابة الذين منهم ابن عمر الذي حفظ البقرة في ثمان سنوات وخرج للأمة فانتشرت فتاويه في أصقاع الدنيا من البركة التي وضعها الله –عزَّ وجلَّ- العلم بالاستكثار وعدم النظر في إتقانه مصيبة على الإنسان فيجد بعد فترة أن عنده أشرطة الدروس كلها، وعنده الكراريس مليئة لكن أين؟ هل يستطيع هذا الذي سمع باب الطهارة هل يستطيع أن يفتي في مسألة واحدة؟ هل يستطيع أن يخرج نفسه من هذا البلاء؟ والله، إن القلوب تتقرح نحاسب أهل العلم قبل أن نحاسب أنفسنا فتجده يقول والله الشيخ ما عنده إلا درس واحد، والله ما في الجامعة إلا شيخان أو ثلاثة نستفيد منهم، كأننا بلغنا القدوة في طلب العلم، علينا أن نسأل أنفسنا نحن، مالذي قدمناه؟ وما الذي فعلناه؟ وبعض المشايخ لهم شرح كامل في الفقه، إذا شرح الفقه كاملا فقد أعذر إلى الله، لكن أين طلاب العلم من هذا الشرح الآن، هل تستطيع أن تجد شيخا شرح كتابا كاملا. ويقول لك: فلان من طلابي أستطيع أن آمن وأحيلك عليه، يفتيك في هذه المسألة، أو فلان من طلابي اذهب إليه يشرح لك هذا الكتاب، لأنه طالب بحق، ولكن مصيبة إذا كانت الكثرة موجودة والقلة معدودة، كانت مجالس الشيخ عبدالعزيز رحمه الله والشيخ محمد تكتحل بها العيون من الأمة التي تحضر، لكن أين الذين خلفوا؟! وأين الذين أبقوا لهذا العالم الجليل، الإمام، الذي قدم للأمة علمه حتى تكون فعلا رد له بعض الجميل على الأمة؟! حضر له دروس لا تحصى له كثرة، ولكن ما أبقى شيئا، إلى متى؟! نحن ما نبحث عن أن يكون عندنا والله عشرون يوما دورة، خمسون يوما دورة، حينما فعلنا دورة العبادات لأول مرة شرحناها بهذا الوجه تركنا شهر رمضان، وشوال، وذي القعدة ووافقت الاختبارات ما نستطيع. طلاب العلم إذا عندهم اختبارات بين أمرين: إما أنهم يتركون، وبعضهم يقول: هذا علم لله، وهذا للجامعة، ما يصلح هذا، نحن نريد طالب العلم أن يأخذ من الجامعة ومن الحرم، وأن يأخذ من أي عالم عنده علم وعنده حق، والله، وجدنا في الجامعة من العلم ما لم نجده في الحرم، ووجدنا في الحرم من العلم ما لم نجده في الجامعة، نحن نبحث عن حكمة وحق، فإذا جاءت أيام الاختبارات نتوقف رفقا للطلاب، لأننا نحس أننا نحملهم هذه الأمانة والمسؤولية، ونحملهم هذه الأمانة، فإذا شرحت كتب العبادات كاملة فيحتاج طالب العلم بالاستقراء والتجربة إلى ما لا يقل عن سنة مراجعة لكتاب العبادات، كتاب العبادات إذا أخذته كاملا في الفقه تحتاج ما لا يقل عن سنة، سنة بمعنى الكلمة بمعنى أنك تكتب جميع ما في الشريط تفرغه، ثم تأخذ المسائل وترتّبها، ثم تضع فهرسا لهذه المسائل، ثم تبدأ بالحفظ والمراجعة ثم تطبق على نفسك، والله، ثم والله، لا أخفي ما يجده كل من بُلي بمسؤولية تعليم الناس من الألم والحزن حينما لا يجد من يخلفه، ولا يمكن أن يتصور أحد مقدار الفرحة للعالم والأستاذ والشيخ والمعلم إذا وجده من يخلفه، رأس مال العالم في هذه الدنيا بعد تعليمه طلبة العلم، فإذا نصحوا فوالله، قدموا له يعني كافئوا وردوا له جميله، حينما يردون، العلم ما هو الثناء على العلماء وذكر أوصافهم وألقابهم وضبطهم وتحريرهم، العلم أن تنقل علمه، وأن تؤدي هذه الأمانة على الوجه الذي يرضي الله، نجد في بعض الأحيان طلابا يواظبون، وهذا ليس هنا يعني من خلال تجربتي في عدة مواضع، فتألمت وتقرّح قلبي، وما الذي جعلني لا أكثر من الدروس، آتي وأجد طالب العلم في بعض الأحيان لا يفارقني، من أسبق الطلاب، ما شاء الله، لا حول ولا قوة بالله حضورا، وتجد عنده حرصا ومحبة للعلم وضبطا له، فتجده مثلا قرأنا بابا في الطهارة والله، هذا شيء أشهد به رأيته وسمعته وعشته ليس من واحد، بل من أكثر من واحد، فتجد هذا الطالب قد حضر دروس الطهارة، في الفقه وفي الحديث، وتكرر هذه الدروس، وأعرف بعضهم من سألني في مسائل في المناسك، ومنهم من قرأ بعض المتون في المناسك، ثم أفاجأ بعد مدة، وإذا به يقول: يا شيخ، الوالد أو الوالدة أو فلان من جيراننا أو فلان من قرابتنا عنده سؤال مشكل في مناسك الحج، ما هو هذا السؤال المشكل؟ الذي قرأه والذي حضره، والذي سمعه عشرات المرات، أي حزن، هناك جروح يعني لا نلوم أهل العلم، نريد أن نستفيق من الغفلة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير