تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خذ لك سهما]

ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[19 - 08 - 06, 06:06 م]ـ

بداية

القرآن الكريم هو كتاب الدعوة المفحم، وجماع مبادئها، وقانونها، ودستورها وصراطها المستقيم، فضله على المناهج البشرية كفضل الله على خلقه، فهو كتاب الإنسانية وحياتها وغذاء فطرتها، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: "إنا سمعنا قرآنا عجبا" من عمل به سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أ جر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.

كتاب بهذا الحجم، ودستور بهذه المنزلة، ومنهج بهذا الإشراق، لابد وأن يتنافس المحسنون لخدمته، وأن يتبارى الأخيار لحفظه، ولوقلبنا صفحات التاريخ واحدة بعدأخرى لوجدناأن المحسنين والكرماء الذين خالط الإيمان بشاشة قلوبهم،لم يبخلوايوما في سبيل القرآن الكريم .. أنفقوا بلا حساب، وأعطوا بلا عدد ..

همهم:'وعجلت إليك رب لترضى'.طه

شعارهم:

فليتك تحلوا والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

إذاصح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

ولاإخالني مغاليا إذاقلت إن المحسنين هم حملةُ حملةِ القرآن الكريم .. بجيوبهم .. بأموالهم قامت المباني والمدارس، والزوايا والتكايا .. التي خرجت حملة الكتاب العزيز.

لماهاجر مصعب بن عمير كان يفقه أهل المدينة في دينهم ويقرؤهم القرآن ولذلك سمي'مقرئ المدينة'،ونزل في ضيافة أحد المحسنين وهو أسعد بن زرارة [رواه ابن اسحق].

ولماهاجرابن أم مكتوم نزل دار القراء وهي دار مخرمة بن نوفل [الطبقات الكبرى /ابن سعد].

وكان عبادة بن الصامت واحدامن معلمي القرآن في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-، وفي نفس الوقت واحدا من أغنياء المسلمين، ومن أكثرهم بذلا في سبيل القرآن العزيز. [الدلالات السمعية/أبو الحسن الخزاعي التلمساني].

بل عرف العهد الأول تخصيص راتب لأهل القرآن تلتزم به خزانة الدولة،روىالبيهقي في شعب الإيمان عن علي قال من ولد في الإسلام فقرأ القرآن فله في بيت المال كل سنة مائتا دينار إن أخذها في الدنيا وإلا أخذها في الآخرة). قال البيهقي رحمه الله وروي من وجه آخر ضعيف عن علي وابن عباس كذلك والصحيح عن علي ..

وعن سالم بن أبي الجعد أن عليا رضي الله عنه (فرض لمن قرأ القرآن ألفين ألفين قال سالم وكان أبي ممن قرأ القرآن فأعطاه فلم يأخذ) رواه البيهقي.

وعن محمد بن فضيل عن أبيه قال: (كان عمر بن عبد العزيز لا يفرض إلا لمن قرأ القرآن , قال: وكان أبي ممن قرأ القرآن ففرض له). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

كان المحسنون ينفقون بسخا من أجل الكتاب العزيز. لما حفظ حماد بن أبي حنيفة الفاتحة أعطى أبوحنيفة معلمه مئة درهم.

وهكذالوتتبعنا مفاصل التاريخ الإسلامي لوجدنا بصمات المحسنين مرتسمة على كل جدار مدرسة أو كُتاب، أوخلوة أو زاوية .. وماأكثرها في بلاد المسلمين:

ينفقون الأموال حبا لوجه الله منهم ويطعمون الطعاما

دحضوا الغي بالرشاد فما زالواإلى الله يرشدون الأناما

نوَّلوا وابلا وجادواغيوثا واستهلوابشاشة وابتساما

لوسألت الزوايا أجابتك عنهم أوسألت المدارس والأقلاما

لايضام النزيل فيهم بحال وأبى الله جارهم أن يضاما

بلغواغاية المعالي قعودا يعجزالراغبون فيه قياما

صراع بين الحق والباطل

أيها الإخوة: وإذاكان المحسنون يشكرون على مابذلوا للقرآن الكريم،فإنهم اليوم مدعوون-بإلحاح شديد-للإنفاق أكثر على القرآن الكريم،فالعوائق اليوم أكثر، والتحديات أخطر، والعبءعلى حامل القرآن الكريم أكبر، إذهوكما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (حامل القرآن حامل راية الإسلام).

في وقت حمل فيه رويبضة العالم إفك الافتراء على الكتاب العزيز بتزويرهم صفحات باطلة مهترئة كبيت العنكبوت، سموها –تلبيسا على المسلمين-الفرقان الحق، وشتان بين فرقانناوفرقانهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير