تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عوتب ابن المبارك فيما يفرق من المال في البلدان دون بلده قال إني اعرف مكان قوم لهم فضل وصدق طلبوا الحديث فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم احتاجوا فإن تركناهم ضاع علمهم وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم [سيرأعلام النبلاء].

إناإذا اجتمعت يوما دراهمنا ظلت إلى طرق المعروف تستبق

لايألف الدرهم المضروب صرتنا لكن يمر عليها وهو منطلق

04/إخراج تسجيلات صوتية،للمتقنين حفظا وأداء،والمتميزين نغمة وصوتا، حتى نسد هذه الثغرة الموجودة عندنا.

هذا وهناك سبل أخرى لدعم القرآن الكريم،فرضتها الطفرة التكنولوجية الحديثة،من قنوات وإذاعات ومواقع الكتروني .... الخ

كأنني أكلت

أيها المحسن: لاتحقرن من المعروف شيئا ..

في منطقة "فاتح" في اسطنبول، جامع صغير اسمه باللغة التركية "صانكي يَدِمْ" .. أي "كأنني أكلت" أو "أفترض أنني أكلت"!! ووراء هذا الاسم الغريب قصة غريبة، وطريفة وفيها عبرة كبيرة. ثم يكمل الأستاذ أورخان قصة هذا الجامع فيقول: "كان يعيش في منطقة "فاتح" شخص ورع اسمه "خير الدين كججي أفندي"، كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق، وتتوق نفسه لشراء فاكهة، أو لحم أو حلوى يقول في نفسه: "صانكي تدم" "كأنني أكلت" ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له. ومضت الأشهر والسنوات، وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل، ويكتفي بما يقيم أوده فقط، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئاً فشيئاً، حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في محلته، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد، فقد أطلقوا على الجامع اسم "جامع صانكي يدم" [نقلا عن الداعية عبد الحميد البلالي].

كم من المال سنجمع للقراء والحفاظ، وكم من المشاريع القرآنية سنشيِّد في مجتمعنا،لو أننا اتبعنا منهاج ذلك الفقير الورع، وقلنا كلما دعتنا أنفسنا لشهوة زائدة على حاجتنا (كأنني أكلت).

على قدر أَهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغيرصغارها وتصغرفي عين العظيم العظائم

أقبل ولاتدبر

انتهز الفرصة،ولا تتردد قال الماوردي ينبغي لمن قدر على ابتداء المعروف أن يجعله فإنه من فرص زمان ه وغنائم إمكانه، ولايمهله ثقة بالقدرة عليه،فكم من واثق بقدرة فاتت فأعقبت ندما،ومعول على مكنة زالت فأورثت خجلا، ولو فطن لنوائب دهره وتحفظ من عواقب فكره لكانت مغارمه مدحورة ومغانمه محبورة وقد قيل من أضاع الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها). [صفقات رابحة]

إذاهبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون

ولاتغفل عن الإحسان فيها فلاتدرى السكون متى يكون

وإن درت نياقك فاحتلبها فلاتدرى الفصيل لمن يكون

ختاما

ونحن اليوم وإن كنا نشجع المحسنين على رعاية القرآن الكريم وأهله، ونتمنى لهم الخير والتوفيق والسداد، لندعو أن تربي الأمة الرجل القرآني، والعقل الرباني: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" وأن تتعهد المسيرة الراشدة والزحف المبارك ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، وينكشف الغطاء، ويزاح الستار عن الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

وآخر مانتواصى به وصية نبينا- صلى الله عليه وسلم -حيث روى البخاري في صحيحه عن طلحة بن مصرف: سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى؟ فقال: لا. فقلت: كيف كتب على الناس الوصية أوأمروا بالوصية؟ قال: {أوصى بكتاب الله}.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير