تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون

ـ[أبو عبد الرحمن الحراني]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:41 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو، الحمد لله الغفور الرحيم، الحليم الكريم، الغني العظيم يطلب من العباد الفقراء الضعفاء أن يستغفروه، يتعدون حدوده وينتهكون حرماته ما احلمك ياربنا فاللهم انا نستغفرك ونتوب إليك إنك كنت غفارا،نستغفر الله، نستغفر الله،نستغفر الله ليلا ونهارا سرا وجهارا، نستغفر ربنا حتى يغفر لنا ويرضى عنا، والصلاة والسلام على خير من عبد ربه وشكره واستغفره وتاب إليه مع أن ربه ومولاه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار الذين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار همم يستغفرون،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ممن تقرب إليه فكان من التائبين أما بعد

أيها المؤمنون: من تدبر في صفات الله وأسمائه وآلائه ونعمائه يحصل له في قلبه معرفة حقيقية بالرب الرحيم الرؤوف الغفور سبحانه،وإن مما تكاد النفوس أن تطيربه فرحاً،وتمتلىبه القلوب أنساً، هو معرفة حال الرب سبحانه الخلق الرازق مع عبده الضعيف المذنب، ربنا يدعوه ليتوب ويستغفر وينيب والعبد معرض،فسبحان من وسعت رحمتك الوجود ياغفور ياودود،اسمع يا من عصى الله يامن ترك فرائض الله يا من غرق في الشهوات يامن عاقر الخمر والمخدرات يامن وقع في الفواحش والزنا واللواط والموبقات يا من أكل الحرام وتعامل بالربا ولم يخف جبار السموات اسمع لنداء مولاك: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)

أيها الموفق المسدد: إعلم أن من علامات توفيق الله لك أن ييسر لك أمر التوبة فتعود إلى ربك الرؤوف الرحيم الرحمن الذي يطلبك ويدعوك أن ترجع فلا تتردد و لا تسوف، ربك يفتح لك بابه وأنت معرض ربك يدعوك وأنت لا تجيب ياحسرة عليك يا ندامة عليك إذا لم تجب داعي الله،وأعلم أن ربك يقول لك يا عبدي أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، وإن تابوا فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم منها، الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له، اشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي وعفوي سبقت عقوبتي أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها.هذا ما يريده منك مولاك وهذه حقيقة بره وكرمه وإحسانه إليك.

أيها المؤمنون: خطاب من ربنا يهز الوجدان والضمير إليك يامن آمنت ورضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا يا من آمنت بكتاب ربك وسنة نبيك منهجا ومرجعا

ربنا الرحيم الغفور يقول (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) ولنا مع هذه الدعوة من ربنا إلى التوبة وقفات وبشارات وقفات لنتعرف على حقيقة التوبة وبشارات إلى كل مؤمن مقبل يريد التوبة فأسرع وحث الخطا ولا تتردد فإن الباب مفتوح وابشر برب يفرح بتوبتك وإقبالك عليه فإنك إن تقربت شبراً تقرب منك باعاً وأن أتيته تمشي أتاك هرولة سبحان من لاحدود لكرمه ولا لحلمه لنا مع هذه الآية وقفات:

فأما الوقفة الأولى: إن أعظم ما يتقرب العبد إلى ربه ومولاه هو التوبة إلى الله التوبة إلى الله في كل وقت لا تفارقنا في طاعتنا ومعاصينا في إقبالنا وإدبارنا في غفلتنا وصحوتنا في برنا وبحرنا في كل وقت وكل مكان، فالله سبحانه هو التواب الرحيم ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ِ)،واعلم أن هذه العبادة من أعظم وأفضل العبادات التي يحبها ربك ومولاك كما سوف نذكره فلا تتردد في التوبة والإقبال عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير