تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلمات رقراقة لفضيلة العلامة ابن سعدي (رحمه الله)]

ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد:-

فقد نصحني إحد إخواني الفضلاء بأن أضع تلكم الكلمات الرقراقة أمام عيني , لما فيها من الدرر المفيدة ..

فجزاه الله خيرا وهو أحد أعضاء هذا المنتدى المبارك ...

ففيه هذه الكلمات فوائد منها:- 1 - التدرج في طلب العلم وإفراغ الهمة فيها

2 - العمل على إصلاح الحال , وإصلاح أمراض القلوب .. وغيرها من الفوائد ..

قال الشيخ السعدي (رحمه الله) في تفسيره لقوله تعالى في سورة القتال (20ـ 23] {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ * فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم}

يقول تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} استعجالا ومبادرة للأوامر الشاقة: {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} أي: فيها الأمر بالقتال.

{فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ} أي: ملزم العمل بها، {وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} الذي هو أشق شيء على النفوس، لم يثبت ضعفاء الإيمان على امتثال هذه الأوامر، ولهذا قال: {رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} من كراهتهم لذلك، وشدته عليهم.

وهذا كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}

ثم ندبهم تعالى إلى ما هو الأليق بحالهم، فقال: {فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} أي: فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم، ويجمعوا عليه هممهم، ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله تعالى وعفوه.

{فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أي: جاءهم الأمر جد، وأمر محتم، ففي هذه الحال لو صدقوا الله بالاستعانة به، وبذل الجهد في امتثاله {لَكَانَ خَيْرًا لَهُم} من حالهم الأولى، وذلك من وجوه:

منها: أن العبد ناقص من كل وجه، لا قدرة له إلا إن أعانه الله، فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.

ومنها: أنه إذا تعلقت نفسه بالمستقبل، ضعف عن العمل، بوظيفة وقته، وبوظيفة المستقبل، أما الحال، فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره، والعمل تبع للهمة، وأما المستقبل، فإنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يعان عليه.

ومنها: أن العبد المؤمل للآمال المستقبلة، مع كسله عن عمل الوقت الحاضر، شبيه بالمتألي الذي يجزم بقدرته، على ما يستقبل من أموره، فأحرى به أن يخذل ولا يقوم بما هم به ووطن نفسه عليه، فالذي ينبغي أن يجمع العبد همه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر، ويؤدي وظيفته بحسب قدرته، ثم كلما جاء وقت استقبله بنشاط وهمة عالية مجتمعة غير متفرقة، مستعينا بربه في ذلك، فهذا حري بالتوفيق والتسديد في جميع أموره.

))

فجزا الله أخي الناصح بقراءة هذه الكلمات خير الجزاء ...

واسئل الله العظيم أن يرحم العلامة الشيخ ابن سعدي (رحمه الله تعالى).

ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:10 م]ـ

جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير