ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 05 - 08, 07:00 م]ـ
أسأل الله أن يجزي شيخنا الكريم / المقرئ خير الجزاء.
كما أسأله تعالى ان يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 07:30 م]ـ
لئن عجب البعض من عبد الله القصيمي وغيره أعاذنا الله من خاتمتهم ومآلهم فإنّ عجبي لأشدُّ ولكن من المرتدين بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.!!!
قومٌ أسلموا لله وشهدوا أنه محمدٌ رسول الله , ونالوا بذلكم شرف الصحبة , ثمّ طبع الله على قلوبهم وفتنهم عن الهدى ودين الحق.
ولذلك:
ما أحوجنا أن نتيقّن أن الهداية منحةٌ ربانيةٌ من الله يهدي من يشاء متى شاء ويضل من يشاء وكل شيء عنده بمقدار , وأنّ المهتدي المستقيم هو من كتبه الله عنده مَهْدِيّا وإن جهله الناسُ وأنّ شهادة النّاس لك بالهداية والصّلاح إن لم يقترن بها رضى الله عنك وسلامة باطنك لله فلن تغني عنك من الله شيئاً ,وأنّ السلامة من الانتكاسة والمعصية ليست إلا محض فضل من الله تعالى , فهو القائل (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكنّ الله يزكي من يشاء).
ولا يعجبِ البعضُ من انتكاسة طالب علمٍ أو عالمٍ أو ابن إمام من أئمة الدين أو غير ذلك فالله تعالى يقول (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله)
وعليه:
فلا يعطي الهداية والاستقامة الحقة إلا الله , كم من مستقيمٍ في أعين الناس والله ساخطٌ عليه.؟
وكم من باكٍ على المنابر والمحاريب لا يبالي الله به في أي وادٍ هلك , ولا يزيده تباكيه وريائه إلا مقتاً من الله له.؟
يقول فضيلة الشيخ محمدُ بنُ محمدٍ المختَار الشنقيطِيُّ - حفظه الله- في هذه الآفة وهي الانتكاسة عن الهداية:
أعظم مصيبة يصاب بها الإنسان في هذه الدنيا مصيبة الدين، ومصيبة الدين من دلائلها النقص بعد الزيادة، والحور بعد الكور، والضلال بعد الهدى، والعمى بعد البصيرة، نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يعيذنا من الحور بعد الكور، ومن النقص بعد الزيادة، ومن العمى بعد البصيرة، ومن الضلال بعد الهدى، ولذلك ورد في الأثر في سورة المؤمنون حينما نزلت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا)).
النقص في الدين لاشك أن له أسبابا، قد يبتلى الإنسان بحرمان الطاعة والخير بسبب المعصية، والمعاصي تقفل باب الرحمة عن العبد -والعياذ بالله- ويحجب عن كثير من الخير، فالصدر ينشرح بطاعة الله وينقبض بمعصية الله، وإن العبد ليصبح أو يمسي منشرح الصدر، لو عرضت عليه أعمال البر لكان إليها سبّاقاً توّاقاً مشتاقاً، ولكن ما إن أصاب نظرة إلى حرام أو كلمة من الآثام حتى -والعياذ بالله- ينتكس حاله، والله تعالى يقول في كتابه: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
من أعظم أسباب الانتكاس والنقص بعد الزيادة وحرمان الخير: الظلم، فظلم الناس في حقوقهم وغمطهم حقوقهم وأذيتهم والإضرار بالمسلمين من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب وتجعلها مظلمة -والعياذ بالله-، وقد يصاب العبد بدعوة مظلوم قد تكون سببا في سوء الخاتمة -والعياذ بالله-، وقد يعادي وليا من أولياء الله، فيخدعه ويؤذيه ويضره، فيؤذنه الله بحرب فيسلبه الله ما أعطاه من الخير والبر، فيصبح في الشقاء بعد السعادة -والعياذ بالله-.
الذي يريد الخير مستديما, عليه:
أولا: أن يسأل الله أن يثبته على الطاعة والهدى.
وثانيا: أن يأخذ بالأسباب فلا يغتر بطاعته وهدايته.
وثالثا: أن يقفل عن بابه باب الأذية للمسلمين، فعندها سيبارك الله له في كل خير وبر، فما طرق باب خير إلا فتحه الله في وجهه، ولا سلك سبيل بر إلا يسره الله عليه، فهؤلاء هم خيرة الله من خلقه، وهم الصالحون المصلحون الذين سلمهم الله وسلم منهم.
¥