تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن المجازر البشعة والخسائر الجسيمة، والعواقب المروعة التي نشاهدها كل يوم في أهل السنة، من دون أن يتحرك العالم العربي والإسلامي أمرٌ ينذر بقلقل كبير تجاه الأمة؛ فالعمليات العسكرية الأمريكية تقتل المئات والآلاف من العراقيين الأبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً، تمنع سلطات الاحتلال، وأجهزة الحكومة العراقية الإفصاح عن أعدادهم، وتحظر الإشارة إلى حجم الدمار الشامل الذي يجتث مدنهم وكل مقومات حياتهم، فضلاً عن آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال منهم، وكذا الآلاف في سجون وزارة الداخلية، مع المداهمات المستمرة صباح مساء.

ثم إن هذه العمليات المشتركة التي تشنها قوات الاحتلال مع الحكومة العراقية تستخدم فيها أنواعاً من الأسلحة المحرمة دولياً؛ فخذ على سبيل المثال مادة الفسفور الأبيض المحرمة دولياً في الهجمات التي تشنها في العراق، ولولا قيام مراسل صحفي أمريكي يعمل إلى جانب القوات الأمريكية بتسريب خبر استخدام هذه المادة الشديدة الاحتراق في مهامها العسكرية في العراق، لما اضطرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في نهاية المطاف للاعتراف بالأمر، مع كذبهم بأن هذه المادة ليست شديدة الاحتراق، ثم إنها ليست محرمة دولياً مما يمكن استخدامها عسكرياً. ثم إنَّ كل من يشاهد الواقع أو يشاهد الأفلام والصور المرعبة لضحايا هذه المادة الكيماوية، يتوصل إلى قناعة سريعة بأنَّ كل ما يقوله البنتاجون كذب في كذب، حيث رأينا بأنفسنا ورأى الناس على شاشة التلفزيون كيف تلتصق هذه المادة الجهنمية في أجسام الضحايا محدثة حروقاً بليغة، ثم إنَّ الأمر الأدهى والأخطر أنَّ القوات الأمريكية تستخدم الفسفور الأبيض في عتادها الحربي خلال عمليات قصف مناطق سكنية، وخلال مواجهات مع مسلحين، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات كثيرة في صفوف المدنيين العراقيين بهذه المادة خاصة بين الأطفال، أما أمراض السرطان فصارت كثيرة جداً، مع قلة العلاج وصعوبة الحال، نسأل الله السلامة.

ثم إنَّ الكلام على الأسلوب الوحشي الذي تستخدمه قوات الإحتلال في مناطق السنة لو تكلمنا عنه في مجلدات لم نستوفِ حقه، ولكن يكفيني هنا أن أشير إلى مقال نشر في مجلة البيان العدد (211) صفحة (96) بعنوان " المقرمشات الأمريكية " وهو يشير إلى برنامج بانوراما تعرضه القناة الإولى ARD فيه بيان جزء من الوحشية الأمريكية مدعم بأشرطة الفيديو لانتهاكات عظيمة حصلت في مدينة الرمادي السنية البحتة.

وأعود لأتكلم عن فرق الموت وغيرها من الفرق المتعددة والمتنوعة المدفوعة من قبل جيش الاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني، وهي فرق صار همها قتل العراقيين خاصة أهل السنة؛ لأنَّ أهل السنة هم المقصودون في أغلب تلك العمليات، وهذه الفرق قد ألقمت البرطيل ومعلوم أنَّ البراطيل تنصر الأباطيل ومن ذلك فإنَّ سنة أهل البصرة الذين يمثلون ثلث سكان المدينة قد تعرضوا لأشكال التقتيل والتدمير والتهجير والتعذيب، وعلى سبيل المثال فإنَّ شرطة البصرة أعلنت هذا الأسبوع أنَّ سيارة أو سيارات تسمى " البطة " من نوع " مارك " بيضاء اللون من طراز 1999 تنماز بأنَّ مقودها على اليمين تستقلها عصابات الاغتيال المنظم التي تسجل جرائمها عادة ضد مجهول، وقد أعلنت الشرطة أنها خلال يومين قتلت (39) شخصاً، فإذا كان في مدينة واحدة يقتل في يومين (39) شخصاً فما هو عدد أهل السنة الذين يقتلون كل يوم في جميع أنحاء العراق، رب رحماك.

وهناك مناطق مثل الشعلة في بغداد يندر أنْ يدخلها أحد من أهل السنة ويخرج حياً، وكثير من هذه العمليات تكون بإيدي المحتليين أنفسهم وبزي متنكر كي يثيروا الفتن بين أهل البلد الواحد كما حصلت من ذلك حالات في البصرة وتكريت والأنبار. وكثير من العمليات بل الأكثر تكون بإيدي من ألقموا البرطيل، وباعوا دينهم بعرض من الدنيا زائل، وكثير من هذه الجماعات تستهدف رموز أهل السنة وعلمائهم، ولا يخفى على العالم أنَّ بغداد شهدت في أسبوع واحد مقتل (32) إماماً وخطيباً من أهل السنة، وعلى ذلك فقس ولم يخف على العالم أجمع فضيحة سجن الجادرية فإنَّ عدداً من المعتقلين من العرب السنة الذين تم إطلاق سراحهم عقب مداهمة السجون العراقية قالوا: إنَّ المئات يموتون داخل السجون، وإن قوات الحكومة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير