تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ? (البقرة:114) ثم الذين فجروا المرقدين هم الذين هدموا المساجد وقتلوا أهلها بمساعدة أمريكية مبيتة؛ ففي ذلك اليوم لم تُر ولا سيارة أمريكية في بغداد؛ لأنهم سهلوا الطرق لهؤلاء الجناة، بل أخبرني شاهد عيان من منطقة حي الجهاد في بغداد أنَّ الشيعة سارعوا في حماية مساجد أهل السنة قبل السنة ووقفوا جنباً لجنب للدفاع عن المساجد، ولما جاءت فرق الموت لاقتحام أحد المساجد تصدى الشيعة والسنة لأولئك وقُتلوا جميعاً، ثم جاءت الطائرات الأمريكية لحمل جثث أصحاب الزي الأسود، فالشيعة والسنة على أرض العراق منذ مئات السنين، وقد تعايشوا جميعاً بسلام وأمان وطوّقوا كل الأزمات التي قد يثيرها بعضهم، لكن المحتل الآن صار يلعب هذه اللعبة ليضرب العراقيون بعضهم بعضاً. ومن أبرز من يقوم بذلك اليهود، ودولة يهود ليست عدوة للعراق فحسب، بل عدوة لدول العالم العربي الإسلامي، وهي كانت من أعظم الناس تأليباً لضرب العراق، ووجودهم في صفوف الجيش المحتل كبير جداً؛ بل إنَّ أغلب المحققين الذين يحققون مع المعتقلين من اليهود الذين هم أشد عداوة للمؤمنين، ووجودهم في الفنادق الراقية في بغداد كبير وكثير فقد شاهدهم المئات، بل الآلاف وهم على رؤسهم القبعات، ومثل هؤلاء لهم دور كبير بإشعال فتن طائفية، ولإلقاء نظرة عن عدد اليهود بين صفوف الجيش الأمريكي يراجع مجلة " البيان " العدد (207) صفحة 74 - 75 بعنوان " فلوجة العز ".

وإنَّ ما يدفع المحتلين للتعاون ضد أهل السنة هو أنَّ أهل السنة هم العدو العقدي والإستراتيجي والسياسي لدول وقوات الاحتلال؛ لأنَّ أهل السنة في العراق هم القوة الوحيدة التي يمكنها مقاومة الاحتلال، وهزيمته وتحقيق الاستقلال.

أما نساء أهل السنة فقد كان لهنَّ النصيب الأوفر من تحمل البلاء، فهي تتحمل أعباء الموت إنْ مات زوجها فهي أرملة وصاحبة أيتام، وإنْ مات أبوها أو أخوها أو إبنها فهي تتحمل مسؤليات كبيرة زيادة على ما تعانيه المرأة من اعتقالات كبيرة واغتصابات، فضلاً عن كثرة المداهمات المستمرة للبيوت التي تجعل هاجس الخوف لا يغادرها لكن نقول: إنَّ ما يتعرض له العراقيون عامة وأهل السنة خاصة لم يتعرض له شعب على مر التأريخ، ولكن الله معه وناصره لا محالة مادامت بشائر العودة إلى الدين تنتشر بقوة بين نساء المسلمين ورجالهم

إنَّ ما يحصل كل يوم في بلدنا الجريح هو ممارسات بشعة منها اغتيالات للعلماء ولشخصيات سنية واعتقال ومداهمات للمساجد والبيوت السنية، وعمليات تهجير قسري للسنة في المناطق الشيعية جنوب العراق، وما شهدته مدينة المدائن من توتر طائفي كان حلقة في المسلسل الطائفي البغيض.

وكل هذه الجرائم تتم مع تعتيم إعلامي كبير من وسائل الإعلام الغربية والسائرة في ركبها.

نعم إني أقول إنَّ أهل السنة في العراق يواجهون الآن تحدياً كبيراً لم يشهد مثله التأريخ فهم في محنة كبيرة، فالأمريكان ومن معهم مستمرون على اعتقال رموز أهل السنة من العلماء والخطباء، مع كثرة اقتحام المساجد والمؤسسات العلمية، وإن من أسباب هذه المحنة الكبيرة أنهم يواجهون تحدياً كبيراً في نسج العلاقة مع الشيعة من ناحية؛ لإحباط خطة تقسيم العراق ومواجهة التمدد الشيعي الذي يحاول تغيير هوية العراق إلى هوية شيعية، ومن ناحية أخرى لمنع استفادتهم من المخطط الأمريكي الراهن لإنجاز مشروع التغيير الاستراتيجي داخل الأمة الإسلامية، ولا يخفى أنَّ التحدي الرئيس الذي يواجهه أهل السنة هو تحدي مقاومة الاحتلال وهزيمته باعتباره السبب الرئيس لما جرى ويجري على ساحة أرض العراق. وكلمتي الأخيرة أقول فيها: إنَّ بلاد الرافدين يحصل فيها من الظلم والتقتيل والتشريد ما الله وحده به عليم، وإنَّ ما يحصل في العراق منكرٌ من أعظم المنكرات؛ ويجب على كل مسلم أنْ يعمل لرفع هذا الظلم المستطير والمنكر الكبير، وأنَّ الله محاسب كل نفس على ما آتاها من قوة ومقدرة، فليتق الله المسلمون وحكام المسلمين فالموعد الله.

منقول ...... المصدر: موقع عودة ودعوة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير