غير أن العجيب والذي يثير الكثير من الأسئلة والكثير من الشكوك، هو أن التدمير والاقتحام لمرجعيون لم يستهدف إلا حي أهل السنة في القرية حيث أحرقوا ودمروا وقصفوا وأتلفوا، ولم يتعرض الصهاينة لأحد غيرهم إلا القليل من بيوت الشيعة الملاصقة لحي أهل السنة أو القريبة منهم ومثل هذا الانتقاء في القصف يسأل عنه حزب الله!!.
وطائفية مقيتة:
ولم تسلم هذه المنطقة من طائفية حزب الله المقيتة فقد أخبرنا مختار قرية مرجعيون حينما سألناه عن المساعدات التي قُدمت؛ فأخبرنا أنه حينما بدأ تقديم المساعدات من قبل رجالات حزب الله قاموا بإعطاء الشيعة فقط حيث اشتروا لهم خزانات الماء وأعطوهم قيمة إيجارات ليسكنوا بها في أية منازل بشكل مؤقت إلى حين أن يعطوهم ما يبنون به منازل جديدة، وحينما حضر بعض أهل السنة من المتضررين ليطلب المساعدات أخبره رجال الحزب أن كل إنسان يعطي جماعته فاذهب إلى جماعتك يعطوك!!
فتساءلوا هل يبيعون دينهم لحزب الله حتى يحفظوا صغارهم وأزواجهم أم يبقوا على عرائهم وجوعهم ويصبروا على ذلك ولعل بعد عسر يسراً؟!!
فرجعوا فارين بدينهم وتاركين دنياهم لحزب الله وأنصاره، وكلهم حزن وأسى من شدة ما أصاب أهليهم من ضرر وطائفية مقيتة وظلم من قبل من يفترض أنهم مسلمون مثلهم وأن الجميع في خندق واحد في تلك المحنة كما كانوا يسمعون ذلك من كثير من دعاة الجماعة الإسلامية بشمال لبنان بل ومرجعيات الشيعة أنفسهم ليل نهار!!!
وتذكر الجميع موقف ذلك الإمام أثناء الحرب وكيف كان يعطي الجميع سنة وشيعة ونصارى، فكان جزاؤه وإخوانه السنة الحرمان من أعطيات ما أرسلها إلا إخوانهم السنة في البلاد الإسلامية!!
وتأكد للجميع ازدواجية الشيعة في المعايير والأحكام والمواقف، وظهر لهم زيف الشعارات التي يرددها مرجعياتهم، وفي نفس الوقت تأكدوا من غفلة وسذاجة دعاة السنة الذين اكتظت بتصريحاتهم الفضائيات والصحف بطريقة غبية دفاعاً عن حزب الله وهجوماً على من هاجمه وكأنه صار هو الأصل في الولاء والبراء والمحبة والبغض!!
بعد ذلك استطاع إمام الجامع الحصول على مساعدات قليلة لشراء خزانات ماء فلما أعطى السنة جاءه الشيعة وطالبوه أن يعطيهم فلما سألهم عن المصادر الكثيرة التي تعطيهم ما يحتاجون وعن موقف رجال حزب الله منهم، اتهموه بالطائفية، وتأكد الجميع أنهم لم يكونوا بحاجة إلي المال بقدر ما قصدوا التحرش به وسلب الأموال.
حلت الغفلة فاستوطن الجهل:
ونشير هنا إلى أن هذه القرية لم يكن بها أحد من الشيعة من قبل، ولكن بسبب غفلة أهل السنة ووجود من يشتري الذمم ويستغل الحاجات تشيع من أهل القرية سبع وعشرون أسرة كما كان هناك نصيب للتنصر حيث تنصرت أربع أسر.
وأثناء الحرب استغل جنود حزب الله هذه القرية لقصف المستوطنات لكونها تطل عليها، وكانوا يفعلون ذلك عبر استغلال منازل القرية، وكان القصف 'الإسرائيلي' يرد على إحداثيات الإطلاق مما أدى إلى قصف المنطقة وما حولها، الأمر الذي دفع الناس إلى الهجرة من قراهم.
وتسود مخاوف في الوقت الحالي من أن يقوم الشيعة بتقديم عروض لشراء بيوت أهل السنة في هذه القرى لتكون خالصة لهم وبالتالي حماية الحدود الإسرائيلية من أي عمل مسلح في المستقبل، وهو ما أشار إليه وحذر منه من قبل 'صبحي الطفيلي' الأمين العام الأسبق لحزب الله.
كفر شوبا
قرية كانت سنية خالصة يبلغ عدد سكانها 10000 نسمة تطل مباشرة على الحدود مع سوريا من جهة، ومع فلسطين من جهة أخرى.
وتعد كفر شوبا من المناطق المستهدفة على الدوام من قبل اليهود كونها في مرمى القذائف اليهودية قصيرة المدى، وقد دمرت في حرب 1972 وما بعدها ولم يعوض أهلها بشيء إلى يومنا هذا لا لشيء إلا لكونهم من أهل السنة، فالقرى من النصارى والرافضة حصل أهلها على تعويضات إلا هذه القرية وباقي قرى السنة.
مأساة تجاهلتها الشاشات:
وقفنا على بيوت 'كفر شوبا' المدمرة كليًا، كان المنظر لا يوصف ولا يحكى، غير أن العجب هو أن الإعلام لم يكتف فقط بعدم نقل الصورة الحقيقية لنا عن هذه القرى بل تعمد عدم نقل أي شيء حتى ولو كان جزءًا من الحقيقة حتى يبقى المتضرر أمام الناس هم الشيعة فتبقى الإعانات لهم بمبانٍ جديدة وطرق معبدة أما أهلنا هناك فليس لهم من العير شيء!!
¥