تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما يحسن ذكره ها هنا أن عبد الملك بن مروان خطب خطبة بليغة ثم قطعها وبكى بكاء كثيراً، ثم قال: يا رب! إن ذنوبي عظيمة، وإن قليل عفوك أعظم منها، اللهم فامحُ بقليل عفوك عظيم ذنوبي. فبلغ ذلك الحسن البصري فبكى وقال: لو كان كلامٌ يكتب بالذهب لكُتِب هذا الكلام [8].

ومع أن ابن تيمية - قدس الله روحه - ينكر على الشاعر المتنبي مبالغته في قوله:

يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره

لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره إلا أنه يقول: ((ربما قلتُ هذين البيتين في السجود أدعو الله بما تضمناه من الذل والخضوع)) [9].

وقد رئي أبو الحسين الرازي (304 ت هـ) في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بقولي عند الموت: اللهم إني نصحت الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً؛ فهب خيانة فعلي لنصح قولي [10].

ونختم المقالة بخير الهدي؛ فقد كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وذلّ لك جسده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقياً، وكن ربي رؤوفاً رحيماً! يا خير المسؤولين،ويا خير المعطين!)) [11].


[1] ذيل طبقات الحنابلة، 1/ 422.

[2] ذيل طبقات الحنابلة، 1/ 422.

[3] انظر: كتاب الرد على شبهات المستعينين بغير الله، ص 47.

[4] أخرجه ابن بطة في الإبانة (القدر) 2/ 195.

[5] انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية، 10/ 108.

[6] مجموع الفتاوى، 10/ 333، 334.

[7] أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، رقم 15، معنى (أبوء): أقر وأعترف.

[8] البداية والنهاية، لابن كثير، 9/ 67.

[9] البداية والنهاية، لابن كثير، 11/ 259.

[10] البداية والنهاية، لابن كثير، 11/ 127.

[11] أخرجه الطبراني.

ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 03:11 ص]ـ
أثابكم الله

ـ[الرايه]ــــــــ[02 - 09 - 06, 01:03 م]ـ
بارك الله في علم هذا الشيخ الفاضل

وزاد من أمثاله

ـ[حيدره]ــــــــ[02 - 09 - 06, 02:34 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل نيااااااااااف
محبك في الله
حيدره

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير