[فصة واقعية]
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[05 - 09 - 06, 11:04 م]ـ
أين حجابي؟
(قصة واقعية)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه الكرام، أما بعد:
المقدمة
في هذه الأيام ازداد دعاة السفور والتبرج والخنوع، فأخذوا ينادون بنزع الحجاب ونزع كل ما يؤدي إلى العفة والشرف، وكذلك طالبوا بالاختلاط بين الجنسين ومشاركة المرأة في العمل.
وحين جاء الإسلام أعطى المرأة كل حقوقها التي كانت مسلوبة، ولا تملك من أمر نفسها شيئاً، بل كانت تباع وتشترى كالمتاع يتحكم فيها جنس الرجال دون وازع من دين أو ضمير، وقد استمر هذا الوضع حتى مجيء الاسلام فأنصفها طفلة، وأختاً، وأماً، وجدة، وكلما كبرت سناً زادت مقاماً، على حين أن أوروبا التي تتباهى بأنها سباقة في إعطاء المرأة لحقوقها، فإننا لم نسمع ذلك إلا في عهد قريب، ففي الماضي كانوا يطلقون عليها بأنها مخلوقة شريرة لا ترتقي إلى جنس البشر، وفي وقتنا الحاضر فهي سلعة تباع وتشترى، وكلما كبرت سناً وبهت جمالها انحطت مقاماً، وتلقى في البيت للمسنين، فنحن نرى المرأة في الغرب ماهي إلا لحم رخيص ورقيق يباع لمن يدفع الثمن، فهذه هي جاهلة القرن العشرين التي يباهون ويتفاخرون بها ليل نهار، وقد اتبعهم في ذلك بعض الأبواق المنافقة في ديار الإسلام، حيث نادوا بإعطاء المرأة الحرية الكاملة في التصرف في كل ما تملك، دون رقابة من وازع أو ضمير، وهذه هي الفوضوية والإباحية التي تريد ثلة من أهل النفاق ترويجها في ديارنا.
وقد حصن الإسلام المرأة بالعفة والعفاف، وحين قرنت المرأة في بيتها والتزمت حجابها، وحصنت أطفالها، وأخرجت جيوشاً دقت أبواب الكفر والبهتان، أمثال أسامة بن زيد، وقتيبة ابن مسلم الباهلي، وصلاح الدين الأيوبي.
والحق ما شهد به الأعداء.
قال نابليون بونابرت: ((المرأة التي تهز المهد بشمالها، تهز العالم بيمينها)).
وقد فطن الأعداء إلى هذا السر الخطير، فأخذوا يشخصون الداء الذي ألم بهم، فتوصلوا إلى الدواء الذي يشفي غليلهم، ويدمر أعداءهم، ألا وهو ((انسلاخ المرأة المسلمة من تعاليم دينها)) فيشيدوا الجامعات في أوروبا التي جذبت أبناءنا وبناتنا إليها، وعندما رجع أبناءنا إلى ديارهم، عادوا وهم يحملون سلاحاً فتاكاً يقوضون به بنيان الأمة، ألا هو ((التمرد على الله وتعاليم نبية)).
فهذا رفاعة الطهطاوي الأزهري وهو تلميذ من تلاميذ الاستشراق الفرنسي، درس في فرنسا بعد أن تخرج من الأزهر، وجاء وهو يحمل أفكاراً مسمومة دونها في كتابة المشؤوم (تخليص الإبريز في تخليص باريز) وفي هذا الكتاب يرفع لواء تحرير المرأة المسلمة، حيث زعم أن ((السفور والاختلاط بين الجنس ليس داعياً إلى الفساد)).
وكذلك فهمي مرقص في كتابه (المرأة في الشرق) وقاسم أمين في كتابه (تحرير المرأة) ينادي برفع الحجاب والدعوة إلى السفور.
وغير هؤلاء الكثير الذي يعبثون في الأرض فساداً، ومع ذلك ورغم ذلك التيار الجارف من العلمانية والمفسدين، ظلت المرأة في الغالب ملتزمة بأوامر الله جلا وعلا، ولهن في النساء الصحابة الأسوة الحسنة.
تقول عائشة -رضي الله عنها-: ((يرحم الله نساء المهاجرات الأولى، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرن بها)) (رواه البخاري).
فهذه رسالة صغيرة الحجم، كبيرة المعاني، من فتاة انخدعت بالبرق الحضاري الزائف، وبالشعارات الكاذبة التي تسمى (تحرير المرأة) وانساقت خلف السراب، ولولا الله جل وعلا ثم تلك المرأة الإنجليزية التي أطلقت على نفسها اسم (خديجة) بهد اسلامها لكانت صاحبتها في الهالكين، ولكن الله قد منَّ عليها بالهداية والتوبة.
فسطرت بقلمي هذه الرسالة على لسانها لكي تكون نبراساً لكل فتاة، ولتعرف قيمة حجمها الذي هو رمز من رموز العفة والشرف، ولتعلم أن أعداءها يحاربون في كل مكان.
¥