اليوم الذي قلت لحجابي مع السلامة أيها الحجاب الرجعي.
اليوم الذي انتصر فيه زوجي علي.
اليوم الذي نزعت فيه حجابي وكشف عن محياي.
اليوم الذي ضحك زوجي طرباً وفرحاً بنزع حجابي.
اليوم الذي دقت أجراس الشياطين فرحاً.
اليوم الذي صعدت فيه إلى الطائرة وجلست على الكرسي، إذ تمتد يد زوجي إلى الغطاء الذي على وجهي وينزعه بقوة ثم عباءتي وحجابي نزعهما أيضاً!!
وأنا مستسلمة لا أدري كيف أتصرف والركاب أمامي وأخذ يردد عليّ نغمة أن الأعمال في القلوب قائلاً: كم فتاة متحجبة لكنها تفعل الأفاعيل، كم فتاة متحجبة جلبت على أهلها العار، كم فتاة متحجبة أساءت إلى الإسلام.
وأنا أستمع إليه لا أعرف كيف أرد تارة، وأنظر إلى أولادي خوفاً من أين يطلقني تارة أخرى وأنظر إلى الركاب لا أريد الفضيحة، خاصة أن هذه أول مرة أخرج من بلادي (السعودية).
واستسلمت للأمر الواقع وأغضبت ربي وأرضيت زوجي، فتناسيت حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ". ووصلت فرنسا، وأنا أرتجف من الحياء، والخوف، ونزلت من الطائرة ولكني تركت في داخلها أعز شيء هو حجابي (الغطاء والعباءة)، وسمعت داخل مطار باريس الميكرفون أن هذه الطائرات سوف ترجع إلى الرياض، فرجع حجابي إلى السعودية كما بدأ، رجع إلى موطنه الأصلي الأصيل، رجع إلى الموطن الذي عاهد الله على المحافظة على المرأة، رجع إلى موطن التوحيد.
رجعت الطائرة وهي تحمل حجابي وقلبي، ومرت الأيام والأسابيع، وأنا وزوجي وأطفالي نتنقل إلى بلدان أوروبا الغربية، ونشاهد معالمهم ومتاحفهم.
ونسيت حجابي وبدأت أرتدي الملابس الفاخرة وأضع على وجهي المكياج الفاخر وألبس الحذاء الذي يمشي على وحدة ونص، وأذهب إلى الكوافيرة، وزوجي يغدق علي من المال الوفير، وهو في أشد فرحة، وأخذت أأخر الصلاة، بالأصح أجمع الصلوات الخمس خاصة صلاة الفجر فلا أصليها إلا في الضحى، بل وصل بي الأمر أن تجرأت ولبست القميص الحرير والجينز.
وبهذا الأمر عرفت أوروبا على حقيقتها المزيفة، وعرفت المرأة الأوربية التي لا تفرق بين زوجها وعشقها. وعرفت العائلة الأوربية التي يختلط معها عشيق بناتها في مائدة واحدة.
وعرفت أوروبا الاستعمارية العدوة للعرب والاسلام، وعرفت أوروبا التي تعتبر العري والخلاعة هو (تحرير للمرأة) وأن المرأة المتحررة ينبغي أن تكون: عارضة أزياء، وراقصة هي الملاهي، ومن فتيات الضيافة (البغاء).
عشت أيامي في ظل تعاليم الشيطان، وتركت تعاليم الإسلام، وانغمست في الحياة وزخارفها، فنسيت بلادي وتعاليمها الدينية، التي علمتني منذ الصغر حب الدين والالتزام بالحجاب وأوامر الله.
بلادي السعودية التي حصنتني من الذئاب البشرية وجعلت لي كياناً كامرأة لها احترامها وتقديرها لدى المسؤولين، فانغمست في بلاد الغرب والحياة الصاخبة، ورأيت الرذيلة في شوارعها، متمثلة في ملكات الجمال، وملكات الاغراء، اللائي يستخدمن كل مفاتن جمالهن لترويج البضائع التجارية، وبيع اللحم الرخيص.
اللقاء العجيب بيني وبين الإنجليزية
وفي يوم من الأيام كنت أنا وزوجي وأولادي نتجول في المحلات الكبرى في بريطانيا، خاصة محلات هارديز أنا مندمجة في الشراء من ملابس وحلي وهدايا لأهلنا وأصحابنا في الرياض وكانت وعيوني تطير هنا وهناك على الملابس والإكسسوارات وغيرها، وأنا منغمسة في ملذات الحياة رأيت امرأة تتسوق ولكنها امرأة تختلف عن النساء الأوروبيات، امرأة متحجبة من رأسها إلى أخمص قدميها، فلا يرى منها إلا عيونها، فيدها متحجبة بالقفازات ورجلها بالجوارب.
امرأة يسطع الإيمان في زيها، امرأة تسير في الهدى وطمأنينة، امرأة لا تسمع صوتها، امرأة غريبة في المجتمع الغربي فوقفت كالمجنونة وسقطت الهدايا من يدي، وبدأت يدي ترتجف ونفسي تسأل من هذه المرأة: أهي عربية مسلمة؟!! أم هي أجنبية مسلمة؟!! ماذا يا ترى؟!! من هذه يا ترى؟!!.
فأسرعت كالعاصفة، وقلبي تزداد خفقات ضرباته، بين الخوف والفرج والتعجب!!، حين اقتربت منها، وقفت أنظر إليها نظرات إيمانية، وهي تنظر إلىَّ وكأن بيننا شيئاً مشتركاً لا أعرفه.
فقلت لها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فردت التحية بأحسن منها ..
قلت لها: أنت عربية؟
قالت: لا ..
قلت لها: أنت مسلمة بريطانية؟
¥