تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالت: نعم ولله الحمد وقد أسلمت أنا وزوجي وأولادي قبل سنتين، واسمي خديجة بعد أن كان اسمي (كاترين)، ومدينتنا (برايتون)، وقد جئت أنا وزوجي إلى المؤتمر السنوي للمسلمين في لندن ..

قلت لها: أنت في بريطانيا وكيف تلبسين هذا الحجاب ..

قالت: إن الله أمرنا بالالتزام بالحجاب، اسمعي يا أختي العربية المسلمة، ماذا يقول الله جل وعلا:

{يَا اَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِاَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ اَدْنَى اَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}

وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}

وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}

وقال جل شأنه: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ}

ثم قالت تلك المرأة إنني أعتز بهذا الحجاب يا أختاه، إنه يحصنني من الرجال، وأنت يا أختاه الفاضلة أرجو أن تمسحي هذه المساحيق التي على وجهك، وتنزعي هذا البنطلون، ارجعي يا أختاه إلى حجابك الحصين، واتلي آيات الحجاب واقرئي أحاديث الحجاب واسمعي الأشرطة الإسلامية، وعيب يا أختاه أن أنصحك وأنا أعجمية حديثة الإسلام، عشت طوال حياتي في همجية بريطانيا، فنحن أحق أن نسمع نصائحك وأنت من بلاد مكة والمدينة، وعربية الأصل ومسلمة منذ الصغر، ولكن مع الأسف الشديد أنكم تأثرتم بالحضارة الأوربية التي تريد سقوط المرأة في الهاوية والوحل، وبالفعل قد سقطت المرأة الأوربية في الحضيض، ومنهن أنا، لولا أن الله منّ عليّ بالهداية إلى الدين الإسلامي، فوجدت كرامتي وإنسانيتي.

عرفت الكرامة مع الإسلام، عرفت الستر والعفاف مع الإسلام، عرفت قيمة بيتي مع الإسلام، عرفت العلم الصحيح مع الإسلام، عرفت احترام زوجي مع الإسلام، اختاه ارجعي إلى حجابك، ارجعي إلى بلادك الإسلامية، ارجعي إلى كرامتك، ارجعي إلى بيئتك الإيمانية.

وختمت نصيحتها قائلة: اسمعي يا أختاه هذه الآية: {اِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَاَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ايَاتِنَا غَافِلُونَ * اُولَئِكَ مَاْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

ثم سلمت علي وقالت كلمة اهتز لها كياني ووجداني ((أرجو من الله أن أراك بحجابك الذي نزعتيه)).

وهنا وقفت كنخلة لا تتحرك وأخذت عيوني تنهمر منها الدموع لهذه النصيحة ومن أين؟!! من امرأة إنجليزية عاشت حياتها مستنقعات تحرير المرأة والتقدم المزيف.

سقطت الهدايا من يدي وخرجت من محلات هارديز كالمجنونة إلى بيتي والدنيا مظلمة أمامي وأسأل نفسي: أين حجابي، أين الإسلامية، أين التعليم الذي تعلمته في مدرسة البنات بواسطة الرئاسة العامة لتعليم البنات؟!! أين؟؟ ... أين؟؟؟ .. أين؟؟؟؟ .....

وأخيراً قررت التوبة والرجوع إلى الله تعالى، وأخبرت زوجي، ولكن أخذ يضحك بصوت عال قائلاً:

هذه الإنجليزية رجعية!!! ...

طلبت من زوجي الرجوع إلى الرياض.

إلى بلاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. بلاد الحرمين الشريفين .. بلاد المرأة المسلمة .. بلاد تحافظ على المرأة من الذئاب البشرية .. بلاد النور والسعادة.

وأصررت على الرجوع إلى بلادي أو الطلاق .. وجاء موعد إقلاع الطائرة المتجهة إلى الرياض .. لبست حجابي، حجاب الستر. حجاب العفاف. حجاب يستر جسمي ولحمي من الرجال الأجانب. حجاب عائشة وحفصة وزينب .. زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم.

رجعت إلى كرامتي التي دمرتها بكلمة شيطانية، وقد اتخذت منهجاً أسير عليه، ألا وهو الدعوة إلى الله تعالى بين النساء .. لعلي أكفر عن ذنبي.

وقد أخذت درساً قاسياً بعد أن عرفت أن شعارات تحرير المرأة والمنادين بتحريرها لا يريدون إلا إفسادها وتدميرها، وتحطيمها، وإخراجها من دينها وحجابها.

وقد منّ الله علي بأن جعل زوجي يتوب إلى رشده نادماً على ما فرط.

وهكذا رجعت الإبتسامة الإيمانية إلى القلوب التي تتلألأ إيماناً ونوراً وهداية وانقلب بيتي إلى مدرسة إيمانية لا تعرف إلا الذكر الحكيم.

وكلما لبست الحجاب للخروج من منزلي تذكرت أختي المسلمة الإنجليزية التي لها الفضل بعد الله في رجوعي إلى حجابي، فسلامي إليها أين ما تكون .. وأين ما ترحل.

فهذه قصتي يا أختي المسلمة .. فهل أيتها السافرة التي خدعت من الأشرار ترجعي إلى حجابك؟ فإنه يناديك قائلاً: أنا حجابك، أنا عفافك، أنا حصنك، أنا سترك، أنا حجاب زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا حجابك الذي يقول عنه جل وعلا: {اَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}

فارجعي إلى حجابك مهما قال بعض الغوغاء والمتحررين من القيم والأخلاق، وتقدمهم المزيف، ونشاطهم المخرب المضلل، فإنهم دعاة فساد وتدمير.

ارجعي إلى حجابك يا فتاة الإسلام.

ارجعي إلى حجابك يا أختي ويا أمي ويا ابنتي.

فإذا قالوا أنت رجعية قولي لهم: انا رجعية .. في حجابي.

فهذه رسالتي إليك - أختي المسلمة - أرجو من الله أن تجد منك آذاناً صاغية وقلباً مطمئناً، وحينئذٍ تتحقق لك السعادة في الدنيا والآخرة، وتتنكس أعلام الشعارات المزيفة، ويختفي التبرج من العالم الإسلامي، بذلك ترتفع راية الإسلام شاهقة خفّاقة يحملها رجال قد رضعوا من امهاتهم طهراً وحناناً، وبذلك يمكِّن الله لنا في الأرض ويجعلنا من ورثة جنة النعيم.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ..

كتيب \ أين حجابي

أخوكم

د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير