ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 11:56 ص]ـ
-3 -
تكلف خطير!
في حوالي الساعة العاشرة مساءً بدأ المجلس يغص بالأقارب ..
جلسن يرتشفن فنجان الشاي ..
ثم نهضن بعدها سريعاً للعشاء ..
رفعت إحداهن صوتها على مائدة العشاء ..
- أرجوكن في بيتنا بعد الغد .. لا تتأخرن عن المجيء ..
رجعت أصوات النساء تختلط بالأحاديث التي لن تنتهي!
بعد الغد ..
استعدت صاحبة البيت للزائرات ..
عند الساعة السابعة لم يطرق بابها أحد ..
الثامنة كذلك ..
حتى التاسعة ..
عندما قاربت الساعة العاشرة رن جرس الباب ..
بدأت المدعوات بالوفود ..
اكتظ المجلس ..
بالخالات .. والبنات والأحفاد!
عندما تم العدد كانت الساعة الحادية عشر والنصف ..
ما هذا!!
تأخر الوقت ..
بسطت المائدة حينها ..
وتقدمت النساء للعشاء .. أكلن وشربن حتى شبعن ..
ثم نهضن ليغسلن أيديهن ويلبسن عباءتهن!!
- أكرمكم الله يا خاله .. مع السلامة ..
خلا المنزل من الحضور بسرعة فائقة ..
جلست صاحبة البيت تحلف بينها وبين نفسها أن لا تقيم اجتماعا في بيتها قط ..
وهكذا في كل بيت حصل ..
تقطعت الأواصر ..
قلت اللقاءات ..
كبر الأولاد ..
والأحفاد ..
لكن الوجوه تغيرت ..
الأبناء لا يعرفون أبناء خالتهم ..
ولا يذكرونهم ..
بسبب خنجر التكلف وحياة المادة البغيضة!
المنعطف القادم
سيكون يوم الأربعاء
/
\
/
-4 -
منعطف قاتل
يا حسرة!
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 12:33 م]ـ
.................................
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:17 ص]ـ
-4 -
منعطف قاتل
يا حسرة!
نعم هي مدينة هادئة!
هي مضرب المثل في السمو والالتزام الديني ..
في اجتماعاتهم لو رأوا طفلة قاربت أيامها لتصبح شابة يافعة، وهي تتمايل ببنطال حتى لو كان واسعاً .. لغضبوا عليها وزمجروا بالرفض القاطع ..
فكيف بالملبس القصير .. بل كيف بالشفاف الكاسي وهو في الحقيقة عاري ..
أبناء هذه المدينة يفخرون بانتمائهم لها ..
بل حريصون على أن يكونوا بحلة إسلامية ملتزمة ..
غبت عنها بضع سنوات ..
ثم عدت إليها وأنا بشوق عظيم إلى نسماتها ..
لكني أحسست بشيء لم أعهده فيها ..
نعم هي ما زالت هادئة ..
لكن رأيت هناك شيئا غريبا فيها ..
لقد لمحت أكثر من مرة هذا البنطال يمر أمام عيني وكأنه يخبرني بتحد صارخ بأنه استطاع فرض وجوده بينهم ..
تساءلت ..
- كيف يحصل هذا هنا! ..
- الشيخ لم يحرم البنطال مادام القميص طويل ..
- لكني أراه قصير!!
- لا أنا أراه طويل!!!
فجأة انسلت التنورة القصيرة أمامي بحياء ..
نعم بحياء ..
فلم تكف هذه الفتاة عن مط التنورة للأسفل في كل مرة ..
مازالت بها بقية حياء لم ينقشع!
تساءلت ثانية وأنا مذهولة!
- ما هذا!!
- الشيخ يقول عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبة!! ..
أغمضت عيني والألم يعتصر قلبي، وحسرة حارقة في روحي ..
ثم قفلت هاربة من هذه المدينة الهادئة ..
بعد أن صدمت بل صعقت حين رأيت الحياء يزحف عنها رويدا، رويدا!
وهي ما تزال مضرب المثل بالالتزام الديني!!!
المنعطف القادم
/
\
/
-5 -
اجتماع لأجل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم!
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[25 - 10 - 06, 11:34 ص]ـ
-5 -
اجتماع لأجل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم!
تساءلت يوماً مع ابنة الخالة:
سبع ساعات في الطريق براً .. لِمَ لم تركبوا الطائرة؟!
ردت بسأم: لم نجد مقاعداً لنا قبل الموعد ..
ثم أردفَتْ بدعابة: يبدو أن من على متن الطائرة كلهم أقاربنا ليحضروا هذا الاجتماع!!
ضحكت من قولها ..
لم يكن ثمة شيء أشعر به حينها سوى شيء من الإكبار لاهتمام الأقارب بحضور مثل هذا الاجتماع ..
تجهزت سريعا للذهاب ..
دخلت قاعة الاجتماع .. ولم اهدأ من السلام ..
ناس أعرفهم وناس تعرفت عليهم ..
هم من أقاربي لكني لم أعرفهم سوى في هذا المكان ..
سمعت صوت المكبر الصوتي عن بدء الاحتفال للتكريم ..
مرت مسيرة بنات العائلة المتفوقات ..
كان شعورا جميلا حينما أصفق بحرارة لقريباتي عند استلامهن للدروع والهدايا ..
حتى أطفال العائلة لم تغب الابتسامة عن وجوههم فقد كان المكان مجهزاً لترفيههم بطريقة مرتبة ومذهلة!! ..
تقدمنا للعشاء .. بحثت عن علبة مشروب غازي ..
لم أجد سوى العصائر الطازجة ..
تساءلت عنها .. فتوقعت أنها لم تقدم لضررها الصحي ...
ابتسمت لهذا الاهتمام الرائع ..
توجهت لأجلس على طاولة العشاء ..
وبدأ حولها سلام آخر لأقارب أخر ..
وعند الخروج لم يكن الوداع بل سلام لناس لم نرهم مع صخب الاحتفال ..
يا الله ..
كان شعوراً جميلا أن أعرفهم وأجدد علاقتي بهم بعد انقطاع الصلة للانشغال بمشاغل الحياة ..
كان شعوراً جميلا أن أشعر بانتماء وحب لهذه العائلة التي أنتسب لها ..
بل الأجمل والأسمى أن يكون هذا الاجتماع تحقيق لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلة الأرحام ..
وحتى أقلل من حدوث مثل هذا التساؤل ...
- هل بينك وبين نورة قرابة!
- لا أدري ربما!
-كيف ألا تعرفين أقربائك!
- أأ .. أ .. لكن تعرفين عائلتنا كبيره .. كبيرة جدا!
المنعطف القادم
/
\
/
-5 -
قلت لها: يبدوا أنك منعطف قادم .. فإذا بها منعطف باكي!!
¥