تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسيشارك في المؤتمر علماء متخصصين من مختلف دول العالم، وسيناقش بشكل رئيس موضوع رؤية الهلال والإشكاليات المتعلقة به، خاصة البدايات الخاطئة لبعض الدول الإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية.

ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل عام تنشأ مشكلة اختلاف المطالع في البلدان الإسلامية لهلال رمضان ولهلال شوال وأقترلحل هذه المشكلة ما يلي:

1 - اعتماد الحسابات الفلكية مع الرؤية البصرية فإن توافقتا عمل بهما وإن اختلفتا لا يعمل برؤية الأشخاص التي تخالف الحسابات لأنهم في الحقيقة واهمين في رؤيتهم وأعتقد جازما أن رؤيتهم غير صحيحة لأنهم في الحقيقة لم يروا الهلال وإنما وهموا في ذلك فلماذا تكون الحسابات دقيقة في كل يوم تطلع فيه علينا الشمس والفجر والظهر ولا تكون في رؤية الهلال صحيحة ولم يحدث في الغالب خطأ هذه الحسابات من خلال أكثر من 15 سنة مرت إلا في حالة واحدة وهي عدم الرؤية بسبب الغيم أو القتر وحل هذه المشكلة يكون في إنشاء مراصد لرؤية الهلال في كافة أنحاء العالم

5 - هذا اجتهاد مني فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فأتوب إلى الله

وإليكم تقريرا فلكيا في رؤية الهلال لهذه السنة

.

بل الرؤية البصرية. وافقت الحسابات الفلكية أم لم توافقها. لأننا متعبدون بذلك.ومقتضى كلامك أعلاه أن العمدة على الحسابات الفلكية فقط ولا داعي للرؤية البصرية إطلاقاً - مع أنها الأصل - لأنهما إن اختلفا قدمنا الحساب - حسب ماتراه - لأنه أصح وأحكم. فإن اتفقا أخذ بهما لا لاتفاقهما بل لصحة الحساب بدلالة اختلافهما. أليس كذلك؟

ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة القاضي الرشيد محمد بن الحُبُلي قاضي مدينة "برقة" في وقته - رحمه الله- و الذي رفض أن ينصاع لأمر العبيديين في تفطير الناس بالحساب، وقتل صابراً محتسباً، ظلماً وعدواناً،: (أتاه أمير برقة فقال: غداً العيد؛ قال: لم نر الهلال، ولا أفطر الناس وأتقلد إثمهم؛ فقال: بهذا جاء كتاب المنصور - وكان هذا من رأي العبيديين يفطرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية – فلم يُر هلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد، فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي؛ فأمر الأمير رجلاً خطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه فأحضر، فقال له: تنصل ((هكذا وجدته في الشبكة من حيث نسخت)) وأعفو عنك؛ فامتنع، فأمر فعُلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش فلم يسق، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة "رسالة الهلال": (وكان مقتضى تقدم هذه "المقدمة" أني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضاً منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب، من أن الهلال يرى، أولا يرى، ويبني على ذلك، إما في باطنه، وإما في باطنه وظاهره، حتى بلغني أن من القضاة من يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب أنه يُرى أولا يُرى؛ فيكون ممن كذب بالحق لما جاءه؛ وربما أجاز شهادة غير المرضي لقوله، فيكون هذا الحاكم من السماعين للكذب، فإن الآية تتناول حكام السوء.

إلى أن قال: وفيهم من لا يقبل قول المنجم لا في الباطن ولا في الظاهر، لكن في قلبه حسيكة من ذلك، وشبهته قوية لثقته به، من جهة أن الشريعة لم تلتفت إلى ذلك، لا سيما إن كان قد عرف شيئاً من حساب النَّيِّرَيْن، واجتماع القرصين، ومفارقة أحدهما الآخر بعدة درجات، وسبب الإهلال والإبدار والاستتار والكسوف والخسوف، فأجرى حكم الحاسب الكاذب الجاهل بالرؤية في هذا المجرى.

إلى أن قال مكذباً ما نسبه بعض المالكية للشافعي رحمه الله: وحكاه بعض المالكية عن الشافعي أن من كان مذهبه الاستدلال بالنجوم ومنازل القمر لم يتبين له من جهة النجوم أن الهلال الليلة وغم عليه جاز له أن يعتقد الصيام ويبيته ويجزئه، وهذا باطل عن الشافعي لا أصل له عنه، بل المحفوظ عنه خلاف ذلك كمذهب الجماعة).

وقالت هيئة كبار العلماء في ردها على سؤال ورد عليها في هل يجوز العمل بالحساب في العبادات أم لا؟: (أولاً: القول الصحيح الذي يجب العمل به هو ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة"، من أن العبرة في بدء شهر رمضان وانتهائه برؤية الهلال، فإن شريعة الإسلام التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خالدة مستمرة إلى يوم القيامة.

ثانياً: أن الله تعالى علم ما كان وما سيكون من تقدم علم الفلك وغيره من العلوم، ومع ذلك قال: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" الحديث، فعلق صوم شهر رمضان والإفطار منه برؤية الهلال، ولم يعلقه بعلم الشهر بحساب النجوم، مع علمه تعالى بأن علماء الفلك سيتقدمون في علمهم بحساب النجوم وتقدير سيرها، فيجب على المسلمين المصير إلى ما شرعه لهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من التعويل في الصوم والإفطار على رؤية الهلال، وهو كالإجماع من أهل العلم، ومن خالف في ذلك وعول على حساب النجوم فقوله شاذ لا يعول عليه).

حفظك الله ورعاك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير