ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 02:02 م]ـ
أعلن فى منتدى الفقه / www.alfeqh.com أنه لا يجوز شرعا أن يصوم أهل مصر وسوريا والأردن يوم السبت لعدم ثبوت الرؤية بهم علما بأن الشرف العام للمنتدى هو الشيخ / أمين سامى
عبدالعزيز حسن
وهذا هو نص المقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أحبتي في الله:
كل عام وأنتم بخير، وصحة وسلامة وسعادة.
اليوم السبت الأول من رمضان 1427 هـ الموافق 23/ 9 / 2006 م هو أول أيام رمضان حسب الرؤية الشرعية للمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت وعدد من الدول الإسلامية.
لكن بلادا أخرى لم تثبت فيها الرؤية الشرعية مثل مصر والأردن وسوريا.
وكثير من الناس يتحدث حول توحيد الرؤية، ويقول: بما أن الرؤية قد ثبتت في المملكة العربية السعودية، فلماذا لا نصوم؟؟
وهنا تثار مسألة فقهية حول وحدة المطالع من عدمها، وهي مسألة خلافية، ولا ريب، وكل من الطرفين يذكر فيها أدلته.
لكن: بما أن ولي الأمر أخذ باختلاف المطالع، وقال إن السبت هو المتمم، فيطاع لسببين:
1 ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم يصوم الناس. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني (والحديث يعني: أن وقت اجتماع الناس على الصيام هو رمضان حتى وإن أخطأوا في الرؤية)، وقد قال العلماء في شرح هذا الحديث إن الشخص إذا رأي الهلال رمضان بنفسه، ولم يأخذ الحاكم بقوله، فإنه ومع رؤيته للهلال بعينه، فإنه يفطر ولا يصوم مع إلا مع الناس، و لايفطر إلا مع الناس.
2 ـ قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم " فطاعة ولي الأمر واجبة ماداما مسلما، فإن علينا السمع والطاعة، في غير معصية، والعلماء يقولون: إن قول ولي الأمر قاطع للنزاع، ويقصدون بهذا أن المسائل الخلافية حين يأخذ ولي الأمر فيها بأحد القولين يكون قوله قاطع للنزاع، فيجب السمع والطاعة له حتى وإن كان الإنسان يرجح القول الثاني، ودليل صحة هذه القاعدة صلاة الصحابة في الحج خلف عثمان رضي الله عنه الصلاة تامة بدون قصر مع علمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة.
لهذا فإني أوصي إخواني في مصر والأردن وسوريا بعدم صيام السبت، والسمع والطاعة، فإن هذا هو الواجب شرعا حسبما ذكرت من أدلة.
، ووالله غير وجه الله ما قصدت بكلامي هذا، وقد رجوت من نشره نصح عباد الله بما علمني الله من علم، وإزالة الحيرة عن كثير من الناس الذين يحصل لديهم لبس وشك، والله حسبي ونعم الوكيل، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
أسأل الله جلت قدرته أن يوحد أمتنا على الحق، ويجمع فرقتها، ويمن على أمتنا بالنصر والعزة والتمكين.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وحقق لنا جميعا منانا. انتهى كلام الشيخ أمين سامي.
وهنا ترى أخي الكريم أن الأدلة التي ساقها الشيخ هي أدلة عليه، وبداية ظاهر كلام الشيخ أنه يرى أن مفتى مصر ممن يعتبر الرؤية الشرعية، ولا يعتد بالحساب الفلكي.
والشيخ قصد تجميع الناس بعدم إثارة القلاقل بين أهل المصر الواحد ففرق المسلمين، يوضحع أن الخطاب في دليله الأول موجه لكل مسلم (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، والهلال الذي يظهر إنما هو هلال واحد يرى في أوقات متعاقبه من على سطح الأرض.
ونجد الشيخ قد قاس صيام من ردت شهادته عند الحاكم على المسألة محل النزاع، وهي ظهور الهلال في بعض البلدان دون بعض، والشيخ لا يقول بلازم كلامه من أن شهادة البلاد التي صامت مردودة عند من أفطر فبان أن هذا قياس فاسد.
ثانيا نقول للشيخ ما هي حدود البلاد التي تسير عليها في فتواك، هل هي الحدود الاستعمارية أم مسافة القصر أم ماذا؟ أرأيت كيف أردت أن تجمع ففرقت؟!!!
وأنا قد استنبطت من كلام شيخ الإسلام فائدة عظيمة فيها تحديد هذه الحدود، وفيها توجيه لحديث كريب، وهي العلم، فمن علم في وقت يفيد فقد وجب عليه الصوم، وتكون البلاد في حقه كالبلد الواحد، ولهذا لم يأخذ ابن عباس برؤية معاوية رضي الله عنهم؛ لأن في ذلك تكليف بما لا يطاق، فتتبع رؤى البلاد في عصرهم لا يفيد لخروج زمن التكليف لبعد المسافات وصعوبة الاتصال بينهم، ولذلك ففي هذا العصر لا ينبغي إلا قولا واحدا وهو عدم اختلاف المطالع.
وكم كنت أود من الشيخ أن يوجه رسالة لمفتى مصر يبين له فيها خطأ الحساب الفلكي، وان العمل به في حالة الصحو قول مبتدع في الدين، وأن ينتبه لتحرير محل النزاع الذي ذكرته في مشاركتي السابقة.
وليس غرضي التنقيص لشخص الشيخ ولكن الحق ضالة المؤمن، وقد تعلمنا ألا نعرف الحق بالرجال.
ومعذرة فلعله الشيخ من عجلته أخطأ في كتابة الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
فنجد أن الأمر بالطاعة قد تكرر مع الله ومع رسوله ولم يتكرر مع أولي الأمر فدل على أن طاعتهم متبوعة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والحساب الفلكي كله معاصي ومحرم، فلا يطاع من عمل به، فضلا عن أن تجعل مخالفته معصية لا قربة.
والله الموفق.،
¥