والحنان كما تفضلت ليست اسما من اسماء الله تعالى الحسنى بل هي صفة من صفاته العلى
ولمزيد من الفائدة هنا بحث قيم عن المسئلة:
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
الشيخ- سلطان بن فهد الطبيشي
وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها (180)
{الأعراف: 180}.
فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.
قال ابن القيم: أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل (1).
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع.
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء (2).
وقال ابن الوزير: فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته: رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه
ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه"
{الأعراف: 180} (3).
وقال السفاريني: لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها ... والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما (4).
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلاّ بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع، وأمّا السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها.
ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع.
وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه.
أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلاّ واحداً؛ من أحصاها دخل الجنة" (5).
وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي:
1 - طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
2 - طريق مجاهد عن أبي هريرة.
3 - حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان.
4 - حديث أبي ذر.
5 - حديث جابر.
6 - حديث حذيفة.
7 - أثر علي.
8 - أثر عروة بن الزبير.
9 - أثر زيد بن عمرو بن نفيل.
10 - أثر الأسود بن يزيد.
أولاً: طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي {:
أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم" (6).
¥