تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم أسلم الناس، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة، ولما سمعت قريش عيبت النبي آلهتهم وتسفيه دينهم ناصبة العداء، وتربص به، وحدب عليه عمه أبو طالب، ومنعه وقام دونه، طيلة حياته، فلم يصلو إليه صلوات الله عليه بأذى.

أما بقية القبائل فقد هبت على من قبلهم من أصحابه رضوان الله عليهم يعذبونهم ويفتنونهم، ومنع الله نبيه بعمه أبي طالب، ونزلت آيات الصبر، والتعزية، مواكبة لمعركة الحق والباطل؛

فاصدع بما تؤمر، وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين، الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون، ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمدك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.

[فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون]

[ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهو لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين. أم حسب الذي يعملون السيئات أن يسبقونا. ساء ما يحكمون. من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت. وهو السميع العليم]

[ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر، و لقد جاء آل فرعون النذر.كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم اخذ عزيز مقتدر. أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزّبر.ام يقولون نحن جميع منتصر ,سيهزم الجمع ويولون الدبر, بل الساعة موعدهم ,والساعة أدهي وأمر] وغير ذلك من الآيات.

وفي وسط لدادة قريش وأذاهم للنبي صلي الله عله وسلم- اسلم بعض كبارها ,ومنهم حمزة بن عبد المطلب ,وعمر بنالخطاب.

واشتد ازر المستضعفين قليلا" باسلامهما ,فجهر عبدالله بن مسعود بالقرآن في مكة ,وكان اول من جهر بالقرآن _ رضي الله عنه _ اذ قام في الضّحي عندالمقام حيث اجتماع قريش في انديتها فرفع صوته يقرأ:

بسم الله الرحمن الرحيم

"الرحمن. علّم القرآن "

ثم استقبل قريشا" يقرأها. فتأملوه وقالوا:ماذا قال ابن أم عبد؟ قالوا انه يتلو بعض ما جاء به محمد.

فقاموا اليه يضربون في وجهه , وجعل هو يقرأ وهم يضربونه ,وهو يقرأ, حتي بلغ من سورة الرحمن ما شاء الله له أن يبلغ ,ثم انصرف الي المسلمين وآثارالضرب في وجهه , فقال أصحاب النبي _صلي الله عليه وسلم _ "هذا الذي خشينا عليك ".قال:"ما كان أعداء الله أهون عليّ منهم الآن."

ولعل هذه الحادثه جعلت سادة قريش يتسللون سرا لسماع قراءة الرسول_صلي الله عليه وسلم _ بالليل وكان قد فرض عليه قرآن الليل ,فخرج أبو سفيان , وأبو جهل بن هشام ,والأخنس بن شريف الثقفي،وخرجالوليد بن المغيرة، وجاء عامر بن الطفيل الشاعر العاقل.

وكلما بلغ النبي شاواً من الدعوة قابلته قريش بمزيد من الأذى، فأذن الله بهجرة الحبشة، فياهر نفر من الصحابة، ومكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، واشتد أذى قريش للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي طالب ثم موت خديجة رضي الله عنها، خصوصاً من أعداء الله تعالى: أبي لهب، وعقبة بن أبي معيط، وعدي بن حمراء، وابن الأصداء الهذلي وكان معهم الحكم بن العاصي بن وائل – لكنه أسلم بعد.

وظهرت هنا أخلاق النبي وأصحابه، من شدة الصبر، وشدة الاستمساك بالحق، ورد السيئة بالحسنة، والتعالي على الأحداث الصغار انتظاراً للأحداث الكبار.

وكان أول الأحداث الكبار حادثة الإسراء والمعراج، الإسراء الرباني ليدل على أن هذا الرجل فوق العادة، وأن هذا الدين فوق العادة، وأن نصر الله فوق العادة؛ وليزيد الثقة في نفوس المسلمين بربهم ونبيهم و بدينهم،وليجدد عزيمة رسوله المبارك الكريم برحلة تنسيه هموم القوم، نعم: لقد رجع النبي صلوات الله عليه من هذه الرحلة كيوم ولدته أمه. كيف لا؟ وقد صعد الي الملك فوق سماواته "وهو بالأفق الأعلي. ثم دنا فتدلي، فأوحي الي عبده ما أوحي،ما كذب الفؤاد ما رأي،أفتمارونه علي ما يري،ولقد رآه نزلة أخري،عند سدرة المنتهي،عندها جنة المأوي، إذ يغشي السدرة ما يغشي، ما زاغ البصر و ما طغي، لقد رأي من آيات ربه الكبري، أفرأيتم اللات والعزي، ومناة الثالثة الأخري."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير