تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلم نسمع مسلماً في الشرق أو الغرب يطالب ببناء مسجد جديد، ولم نعرف مسلماً شعر أن هناك ظلماً وقع على إخوانه المسلمين الذين يدفعون الضرائب لحكوماتهم، وأن من أهم حقوقهم الإنسانية، أن تهيئ لهم هذه الحكومات مكاناً يتعبدون فيه من غير عناء أو أذى، إلا أن المسلمين لم يستشعروا أن هذا حق من حقوقهم في يوم من الأيام، فلم يطالبوا به، ولم يقدموا بسببه الشكاوى، إذ أصبح الظلم وشيجة من وشائج مشاعرهم وأجسادهم. فالاحتقان إذن، هو وليد مطامع وخطط وأهداف غير المسلمين في المجتمعات الإسلامية، يجدون مصالحهم في استنفار المسلمين والكيد لهم بوسائل متعددة، أعلى صورها هي التعاون مع أعداء الأمة وتأليب أهل الكفر عليهم وجعلهم أوصياء على بلادنا، أما أدناها فهي فتح جسور الود مع حكوماتنا الإسلامية وتحقيق مكاسباً ليست من حقوقهم، لكنها تبدو وكأنها حقوقاً مهضومة، في الوقت الذي يُحرَم فيه المسلمون من هذه المكاسب والحقوق، مثل حرية الدعوة والدعاة، ومثل برامج دور العبادة في خدمة الشباب والفتيات والرجل والمرأة والأسرة والبيئة والترفية، ومثل المشروعات الخدمية والإعلامية والفنية والتربوية والتعليمية، فكل ذلك وغيره كثير من المهام الميدانية، هو من المحرمات على المساجد وأئمتها، إذ ليس من حق أي مسجد في أي وطن من أوطان المسلمين أن ينظم أسبوعاً ثقافياً أو دعوياً بغير إذن الحكومة، ولا أن ينظم رحلة ترفيهية لرواده، ولا أن ينشيء نادياً رياضياً لخدمة شبابه، ولا أن يصدر صحيفة أو مجلة مسجدية، أو ينشيء مطبعة خاصة، وتخضع أيام الاعتكاف العشرة في شهر رمضان من كل عام إلى ضوابط أمنية ومحاذير دعوية، بينما يمارس غير المسلمين في بلاد المسلمين كل هذه الحقوق والممارسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية والإعلامية والدعوية على أوسع نطاق وعلى مدار اليوم والليلة بلا رقيب أو رقابة، فلماذا يستشعر المسلمين احتقاناً ليس فيهم، وغلياناً لا شأن لهم به؟ إن في كنائس مصر على سبيل المثال لا الحصر أكثر من خمسين مطبعة، تُصدر بصفة دورية أكثر من ثلاثين صحيفة ومجلة، فهل يملك المسلمون واحدة من ذلك؟ إن أديرة النصارى فوق القانون، والرهبان فوق القانون، والكنائس فوق القانون، والتعليم الكنسي فوق القانون، والأنشطة الاقتصادية الكنسية فوق القانون، والأرصدة البنكية وتدفق الأموال من الخارج فوق القانون، فهل يملك المسلمون شيئاً من ذلك؟ إن المصيبة تتجسد في تبني المسلمين لحقوق غيرهم ومعرفتهم بها، بينما غفلوا عن معرفة حقهم هم في ذات الحقوق وأكثر منها، لقد استطاع غير المسلمين من خلال المسرحيات البكائية الدائمة أن يشغلوا المسلمين عن همومهم وحقوقهم والاهتمام بحقوق غير المسلمين وهمومهم. فإذا ما انتقلت إلى الشطر الأول من السؤال وهو: لماذا هذه القناة، والإجابة باختصار شديد ومباشر هي: لمقاومة الهجمتين التنصيرية والشيعية الشرستين على أمة الإسلام، وحفاظاً على هيبة المسلمين التي ... ، ودفاعاً عن مقدسات المسلمين التي أهينت، وقرآن المسلمين الذي استهزئ به، ونبي المسلمين صلى الله عليه وسلم الذي سُخِرَ منه، وسنته التي حُقِّرَت بسبب جهل هؤلاء المعتدون بعظمة ديننا، وجهالتهم بسمو عقيدتنا، وغبائهم في فهم إسلامنا، وتخلفهم وشركهن ووثنيتهم فيما يعتقدون وبما هم به يؤمنون، في الوقت الذي نري فيه سلبية شديدة وواضحة من مؤسساتنا الإسلامية التي انشغلت بما شغلتها به مؤسسات التنصير والتشيع، تحت لافتة كاذبة مخادعة هي الحوار: الإسلامي المسيحي أو التقريب بين المذاهب، ففي الوقت الذي يتعطل فيه حق الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وأزواحه وأصحابه وسيرته العطرة، واعتُبِرَ ذلك في العرف المحلي والدولي إرهاباً وتعدياً وفتنة طائفية من المسلمين، رأينا بأعيننا حجم الجهود المكثفة للمؤسسات غير الإسلامية وهي ترتع بجرأة غريبة وكذا المؤسسات الشيعية وهي تنخر في عظام الأمة، دون خشية أو وجل، ونحن أعلم وأعرف بالواقع وبالنتائج أكثر من غيرنا، ومن يريد الوقوف على حجم الكارثة فليتصل بنا مباشرة.

س: إذا كان هذا هو الهدف النبيل من إنشاء هذه القناة، فلماذا لا تقم به مؤسسة إسلامية؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير