تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وشعروا بأهمية ما تقدمه لأولادهم وبناتهم ونسائهم، بل ولهم هم أنفسهم في البيت والشارع والمدرسة والجامعة والجامع والعمل. فإن لم يتوفر لنا التمويل الخيري، فلا بد من الأخذ بأسباب النجاح المادي ولا بأس من ذلك عند الضرورة، ولدينا بحمد الله تعالى ما نوازن به بين الهدفين، حتى لو تعارض ذلك مع أهداف رسالتنا في بعض جوانبها، فنكون هنا في دائرة الضرورة، ونطلب من الله العلي القدير أن يتقبل منا ذلك ويوفقنا فيه ويؤجرنا عنه خير الأجر وخير الثواب.

س: وفي حالة التزامكم بالرسالة والهدف اللذين تم تحديدهما، هل يعني ذلك أن المشروع ليس له أي مردود مالي، وأن المبلغ المدفوع للقمر الصناعي وللإنتاج الفني سوف يُنفق كله بلا عائد؟

ج: بمشيئة الله تعالى سوف يكون هناك عائداً، وعائداً ليس بالقليل إن شاء الله، لكنني أتمنى استمرار التمويل الخيري، لتطوير أداء القناة، ومعداتها، وتوسيع نشاطها دعوياً وجغرافياً، وتنوع خطابها اللغوي من العربية فقط إلى الأوردية والأمازيغية والدنكاوية والكردية والقبطية وغيرهم من اللغات الكبرى مثل الإسبانية والفرنسية والإنجليزية، فإن طموحاتي في الحقيقة لا حدود لها ما دام في العمر بقية إن شاء الله، وأستشعر أن الله جل وعلا قد اختارني ليستخدمني في أداء هذه المهمة.

س: بمناسبة استخدامك في أداء هذه المهمة، هل لنا أن نسألك: كم تتقاضى راتباً شهرياً مقابل هذا الجهد الكبير؟

ج/ جزاك الله خيراً أخي الحبيب على هذا السؤال، فإن فيه بيان مهم للناس الذين أسهموا في إنشاء هذا العمل والذين سوف يسهمون في المستقبل، والإجابة أنني والحمد لله لم أتقاضى قرشاً واحداً حتى الآن، واهباً كل وقتي وجهدي العقلي والعضلي طوال هذه الفترة في سبيل الله تعالى، إلى أن نحتفل بافتتاح الاستوديو في أول جمادي الأول بمشيئة الله، وعندها سأحدد لنفسي أجراً يساوي أقل أجر لمثيلي في قنوات المجد أو الفجر أو اقرأ، أو غيرهما، ولا أجد أدنى حرج شرعي أو وضعي في ذلك.

س: لأن شيء بالشيء يُذكر، سؤال مهم للغاية وهو: إلى من سوف تؤول هذه الأموال التي أنت جمعتها، والتي سوف تُجمع، بعد موتك (وندعو الله لك بالبركة في العمر) إن شاء الله؟

ج: سؤال مهم للغاية أخي الكريم، وأخبرك أنني استفتيت بعض أهل العلم في ذلك، فأفادوني أن مكاني من هذه الأموال هو مكان القائم على وقف للمسلمين، استأمنني أهل الخير لتشغيله وتنميته وظيفياً أو مالياً ما دمت حياً أو قادراً على ذلك، فإن أصابني العجز أو الموت يُستخلف عليه أحد أبنائي لأداء نفس المهام الدعوية والتنموية، الوظيفية أو المالية، إن قبل أحد أبنائي ذلك، فإن لم يقبلوا وهذا هو المؤكد، فيجب عليّ أن أختار من المسلمين من أَتَوَسَّم فيه القدرة على تحمل هذه الأمانة، ولا أنشغل بمن الأسبق لتحمل التبعة، أحد أولادي أو أحد المسلمين لعلمي برفض أولادي. لكنني أقترح وعلى وجه السرعة، تكوين مجلس أمناء من كبار المتطوعين بالمال، أو من كبار العلماء، تكون مهمته الأولى مراقبة هذه الأموال، ومتابعة أشكال وصور إنفاقها، والإسهام في ترشيد تنميتها، كما يكون لهم الحق في إعفائي من هذه المهمة وإسنادها لأحد غيري قد يكون أكثر مني قدرة على الإنجاز و التطوير في أي مرحلة من المراحل. وأنبه بشدة أن مجلس الأمناء هذا ليس هو المجلس الاستشاري الذي وضعه المتخصصون في الهيكل الوظيفي للعاملين بالاستوديو والقناة، إذ تكون المهمة الأساسية والوحيدة لمجلس الأمناء؛ هي الوصاية على المال بأي صورة وبأي شكل قانوني أو عُرفي، حسبما يشاءون ويرون، وتأخر تكوين هذا المجلس هو مسئولية العلماء والدعاة من لحظة نشر هذا الحوار، إذ قد عرضته على عدد منهم، لكنهم أبوا جميعاً لأسباب ليس هنا مكان لذكرها، ولا ذنب لي في موقفهم، ومرحباً بمن يتولى عنهم هذا الأمر حتى لو كانوا ثلاثة فقط، أو اثنين، أو واحد من علماء الأمة، وفوراً أستجيب لتقديم المستندات الدالة على الوارد والمنصرف من الأموال. أما المجلس الاستشاري والذي يتكون من عدة مستشارين؛ فقهي وإعلامي وقانوني وإداري ومالي وفني، فله مهام مخالفة تماماً.

س: وهل أنت مستعد لتسليم مهامك لشخص آخر إذا رأى مجلس الأمناء ذلك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير