تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كاتب يهودي يرد على قس الفاتيكان!]

ـ[محمود المصري]ــــــــ[29 - 09 - 06, 06:52 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(رجاء إلى المشرف: إن وجدت أن هذه المشاركة غير مناسبة أن تحذفها وتعذرني على إضافتها)

هذه مقالة أرسلها إلي أحد إخواني وهي لكاتب يهودي (بالعربية والإنجليزية) يرد فيها على إفتراء قس الفاتيكان على دين الإسلام.

أوري أفنيري

23.9.06

سيف محمد

منذ أن كان قياصرة روما يقذفون بالمسيحيين إلى الحلبة، فريسة للأسود، شاهدت العلاقات بين القياصرة ورؤساء الكنيسة تقلبات كثيرة.

لقد حوّل القيصر قستنطين الأكبر، الذي ارتقى السلطة عام 306 - قبل 1700 سنة بالضبط - الدين المسيحي إلى دين الإمبراطورية، التي كانت تضم أرض إسرائيل أيضا. مع مرور الزمن انقسمت الكنيسة على ذاتها بين فرعيها الشرقي ("الأرثوذكسي") والغربي ("الكاثوليكي")، وقد طالب البطريرك الغربي، الذي أصبح البابا فيما بعد، من القيصر الاعتراف بسلطته العليا.

لقد تصدرت النزاعات بين القيصر والبابا، في العديد من الأحيان، مركز تاريخ أوروبا وجزأت الشعوب. لقد عرفت هذه النزاعات مدا وجزرا. كان هناك قياصرة أقالوا البابا أو نفوه وكان باباوات أقالوا أو نفوا القيصر. أحد القياصرة، وهو هاينريخ الرابع، "ذهب إلى كانوسا"، حيث وقف هناك حافي القدمين على الثلج لمدة ثلاثة أيام متواصلة أمام مقر البابا حتى وافق الأخير على إلغاء النفي الذي فرضه عليه.

غير أنه كانت هناك فترات طويلة عاش فيه القياصرة والباباوات بسلام أحدهم مع الآخر. نحن نشهد في الفترة الحالية انسجام يثير الدهشة، بين البابا الحالي، بندكتوس السادس عشر، والقيصر الحالي، بوش الثاني،. علينا أن ننظر، على هذه الخلفية، إلى خطاب البابا الذي أثار ضجة عالمية: أنه يندمج بشكل جيش في الحملة الصليبية التي يقودها بوش ضد "الفاشية الإسلامية"، في إطار "صراع الحضارات".

في خطابه الذي ألقاه في جامعة ألمانية، أراد البابا، المائتان الخامس والستين، أن يثبت أن هناك فرق جوهري بين المسيحية والإسلام: بينما ترتكز المسيحية على المنطق، فإن الإسلام ينكره. بينما يرى المسيحيون منطقا في أعمال الله، ينكر المسلمون أية منطق في أعمال الله.

بصفتي ملحد يهودي، أنا لا أنوي أن أجز نفسي في هذا النقاش. من أنا لأتتبع منطق البابا. غير أني غير قادر على التزام الصمت حيال مقطع واحد من خطابه، متعلق بي كإسرائيلي يعيش إلى جانب خط الجبهة في "حرب الحضارات".

لكي يثبت انعدام وجود المنطق في الإسلام، يدعي البابا أن النبي محمد قد أمر أتباعه بنشر دينه بقوة السيف، وهذا أمر غير منطقي، على حد تعبير البابا، لأن الروح هي مصدر الإيمان وليس الجسد، وكيف يمكن للسيف أن يؤثر على الروح؟

لتدعيم أقواله، اقتبس البابا أقوالا أدلى بها قيصر بيزنطي بالذات، وهو من أتباع الكنيسة الشرقية المنافسة. في أواخر القرن الرابع عشر روى القيصر عيمانوئيل الثاني عن نقاش أجراه، على حد زعمه (هذا الأمر مشكوك فيه) مع مثقف فارسي مسلم مجهول. وفي خضم النقاش قال القيصر بخشونة (على حد قوله) أمام شريكه في الحديث:

"أرني شيئا جديدا أتى به النبي محمد، وسترى أشياء سيئة وغير إنسانية فقط، مثل أمر نشر دينه بقوة السيف."

تثير هذه الأقوال ثلاثة أسئلة: (أ) لماذا قالها القيصر؟ (ب) هل هي صحيحة؟ و (ج) لماذا كررها البابا الحالي؟

عندما سجل عيمانوئيل الثاني هذه الأقوال، كان مليكا على إمبراطورية آفلة. لقد ارتقى السلطة عام 1391، حيث كانت قد تبقت محافظات قليلة من الإمبراطورية العظيمة. لقد هدد الأتراك باحتلال هذه المناطق أيضا في أي لحظة.

في تلك الفترة، كان الأتراك قد وصلوا إلى ضفاف الدانوب. لقد احتلوا بلغاريا وشمال اليونان وهزموا الجيوش التي أرسلتها أوروبا مرتين، بهدف إنقاذ القيصرية الشرقية. في عام 1452، بعد بضع سنوات فقط من موت عيمانوئيل، احتل الأتراك عاصمته القسطنطينية (اسطنبول اليوم) وأدوا إلى نهاية الإمبراطورية التي دامت أكثر من ألف سنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير