تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفاتح من سبتمبر]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 10 - 06, 07:57 م]ـ

[الفاتح من سبتمبر]

بقلم: محمد بن حسن المبارك

مع الاعتذار الشديد لسيادة العقيد

الفصل الأول

قصَّة الأمرنة

أوتاريخ ثلث قرن من التصدير الأميركي للتشيع الإيراني إلى بلدان العالم الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

توطئة:

لا يخفى على باحث في التاريخ المعاصر ما كان للنفوذ البريطاني في بلدان العالم الإسلامي من تأثير في صياغة تاريخ المنطقة الحديث، فقد استطاعت وزارة المستعمرات البريطانية الإفادة من جهود دوائرها الاستشراقية الحثيثة في تقييم مفاتح اللعب السياسي في المنطقة.

ـ تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية التي استطاعت بالتحالف مع مريديها من جحافل الباطنية و أعداء الإسلام تقويض الخلافة العثمانية، واستخدمت لذلك مع الأسف كثيراً من الأدوات الهدَّامة من أبناء العالم الإسلامي، ومن أولئك السيد جمال الدين الأفغاني بل الإيراني الرافضي، ثمَّ عبدالرحمن الكواكبي (سليل الصفويين الرافضة)، واللذان أسهما بشكل كبير في ظهور حركات مناوئة للخلافة، ومن ثمَّ إضعاف الخلافة العثمانية.

ـ وقد أنشأت بريطانيا أيضاً المحافل الماسونية في عواصم العالم الإسلامي، و كان وِزرَ افتتاح أول المحافل الماسونية في مصر يقع على الأمير عبدالقادر الجزائري الصوفي الاتحادي [صاحب كتاب "المواقف" في مذهب الاتحادية]، و قد قام ابنه الأمير سعيد بعد ذلك بافتتاح المحفل الماسوني السوري.

ـ و استطاعت تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية الإسهام في طرح مناهج التغريب في المنطقة، و كذلك أسهمت بشكل مباشر في ظهور كثير من المذاهب الهدامة كالبابية و البهائية و القاديانية و البريلوية وغيرها.

ـ وبعد الحرب العالمية الثانية ونظراً لتزايد النفوذ الأمريكي في منطقة "الشرق الأوسط" انحسر الاستعمار البريطاني في المنطقة تمهيداً لظهور قوة كبرى تهيمن على مفاتح اللعب العالميَّة، ممَّا كوَّن بالضرورة حلفٌ استعماري براغماتي بين أداتي الاستعمار السابقة و اللاحقة.

*أمريكا والتَّرِكَة البريطانية:

ـ ولا شك أن المتابع الدقيق لمناهج السياسة الإمريكية في الشرق الأوسط ليعجب أشد العجب من هذا التطابق الأميركي الواضح مع مراحل الانتشار السياسي و الثقافي الإيراني في المنطقة العربية و بلدان العالم الإسلامي، ولكن يزول هذا العَجَب إذا علمنا أن أمريكا قد ورثت ورقة العمل البريطانية في بلدان العالم الإسلامي، و استطاعت الإفادة من ذلك الجهد المتراكم الهائل الذي أعدَّته وزارة المستعمرات البريطانية من خلال دوائر الاستشراق البريطانية و أجهزتها الاستخباراتية خلال حقبة الاستعمار البريطاني للمنطقة.

ـ إن مراحل تكون الدولة الثورة أو الثورة الدولة الإيرانية " الإسلامية " تمُرُّ بقنوات أمريكية معروفة بدءا من سرقة الثورة من "مجاهدي خلق" و ما عرف بـ " الثورة النسائية" في مقتبل تكوُّن الثورة الإيرانية: حين خرج آلاف النساء إلى شوارع طهران حاسراتِ الرؤوس يدعون إلى الثورة على كل ما هو بهلوي و داعياتٍ إلى دولة ليبرالية علمانية.

ثم تمَّت السرقة الأميركية للثورة، و تمَّ تغليفها إعلاميا باسم " ثورة الشريط الإسلامي "، و مِن ثَمَّ تسليمها في طبق من ذهب إلى الآيات و الملالي تحت زعامة روح الله الخميني، و الذي كان قبل ذلك يدرِّسُ الفلسفة الشرقية في جامعات فرنسا "حليق الذقن"؟.، ليظهر بعد ذلك ـ في نقل مباشر؟ ـ على شاشات التلفزيون العالمية ينزل من الطائرة الفرنسية؟ متكئاً على كتف كابتن الطائرة الفرنسي؟

* الإشكالية التي كانت تمنع من قيام حكومة شيعية

كانت هناك قبل قيام الثورة الإسلامية الإيرانية معضلة "إمامية" كبرى تعوق قيام حكومة شيعية قُمِّية في إيران، وهذه المعضلة هي غياب الإمام المهدي المنتظر، و بالتالي فإنه لا يحق لأحد أن ينوب عنه في قيادة الدولة "الإسلامية"، لأن وجه اعتراض الاثني عشرية على الحكومات الإسلامية السُنية هي كون الإمام لا بد أن يكون معصوماً، و إلاَّ لساغَ لعلي رضي الله عنه و بنُوه مِن بعده أن يعيشوا في ظِلِّ خلفاء غير معصومين و قضي الأمر و استوت على الجودي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير