ـ لا يمكن تصوُّرُ نجاحِ الثورة الخمينية بمنأى عن الدعم الأمريكي الثقيل، إذ في الفترة التي قامت فيها الثورة على الشاه كان في إيران وحدها 40000 عسكري أمريكي يعملون كخبراء و قادة في وزارتي الداخلية و الخارجية، و في دوائر الأمن، و السافاك (الاستخبارات الإيرانية في عهد الشاه)، و شركات النفط، و يمتلكون أحدث أجهزة التجسس؟، ونسبتهم واحد إلى سبعة من الجيش الإيراني، بل و على كل طائرة من طائرة من طائرات "اف 15" خمسة عشر خبيراً عسكرياً [حسب تقرير صحيفة اللوموند الفرنسية].
ـ وقد كتب الشاه في مذكراته: أن الجنرال هويزر نائب رئيس أركان القيادة الأميركية في أوربا وصل إلى طهران بسرية قبيل الثورة على حكم الشاه ودون معرفة الشاه بذلك سلفاً.
وقد قالت أجهزة الإعلام السوفيتية بعيد ذلك أن الجنرال وصل إلى طهران للقيام بانقلاب عسكري.؟
إن الأميركيون الذين أجهضوا ثورة الدكتور مصدَّق الليبرالية الديموقراطيَّة قبل ذلك بسنوات هم أنفسهم الذين تبنَّوا بل ودبَّروا ثورة الملالي الدينيَّة الرجعيَّة؟
بل إن "مجاهدي خلق" و "ثوار خلق" و الجبهة الوطنية للثورة الإيرانية التقدمية "سنجابي " رفضت التحالف مع حكومة الملالي الثورية؟ لكونها حكومة أميركية.
ـ جرى خلال الاضطرابات والقلاقل التي واكبت مراسم تنصيب الإمام الخميني رئيساً لمجلس الثورة تحييد الجيش الإيراني ـ الذي كان قادراً على حسم الموقف ـ، و ذلك من قِبَل المخابرات والوجودِ الأميركي في إيران، في حين كان أي طيار من الجيش الإيراني يستطيع اسقاط طائرة الخميني، و إفساد مراسم الزفَّة الفرنسية الأميركية الخمينية، و هذا أقل ما يمكن الجيش فعله في ذلك الوقت.
ـ ليأتي بعد ذلك روح الله الخميني عام 1979 م من دولة خارجية ـ بكلِّ بساطة ـ على ظهر طائرة فرنسية، متأبطا كتف طيار فرنسي، لكي يتولى زمام الحكم في إيران، و ليتسنَّم ذروة ثورة إيرانية كانت تدور رحاها في البلاد ويقتل رؤساؤها؟ بينما كان المستفيد يقضي عطله السنوية في ردهات فنادق "كان" و يتسوق من محلات ومعارض "الشانزليزيه".
ـ و في 11 شباط1979 أجهضت الولايات المتحدة محاولة انقلابية عسكرية دبرها الجيش الإيراني على الحكومة الخمينية.
ـ هاجم رئيس الحزب الجمهوري آنذاك"جورج بوش" الرئيس كارتر ووصفه بالنفاق، و أنه: (هو الذي أعطى كلمة السر للمخابرات الأميركية بأن تبدأ بتدمير الشاه).
ـ ولنفي ما شاع في الأوساط الإيرانية و غيرها من ارتباط الثورة الإيرانية بالمخابرات الأميركية، ومن أجل التوطئة لتصدير الثورة الرافضية لبلدان العالم الإسلامي قام الطلاب الإيرانيون بإيحاء من حكومة الملالي الإيرانية و بالتنسيق مع المخابرات الأميركية بمهاجمة السفارة الأميركية و احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين في مسرحية هزلية فجَّة انتهت بالإفراج عن الرهائن و العفوعن المهاجمين؟ و عدم اتخاذ أي عقوبات أميركية ضد الحكومة الإيرانية من قِبَل أميركا؟ عجبي؟
ـ و خلال الحرب العراقية الإيرانية وفي عهد الرئيس رونالد ريغان اشتهرت فضيحة "ايرانغيت"، حيث اكتشفت الدوائر الإعلامية أن حكومة الولايات المتحدة التي كانت تشن حربا إعلامية ضدَّ إيران كانت في نفس الوقت تُموِّل الحكومة الإيرانية بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية ممَّا حرَم الرئيس ريغان من الفوز بفترة رئاسية ثانية.
* بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران:
كان من أوائل ما قام به الخميني لدى توليه الحكم في إيران قتل المعارضين له باسم تصفية أعداء الثورة أو أعداء إيران، والقضاء على حركة مجاهدي خلق في إيران، و كذلك قتل و إقالة كبار العسكريين، وكذلك الطيارين الذي كان يًَخشى فرارَهم بطائراتهم من إيران، ثم بعد ذلك إعلان الحرب على العراق في نفس العام الذي تولى فيه الحكم في إيران، و كذلك القضاء على الديموقراطيين والليبراليين.
ـ وكذلك تمرير ورقة ولاية الفقيه في مجلس الثورة الإيرانية، و ذلك عن طريق حسين آيت و سحابي وهما من المحسوبين على أمريكا.
¥