تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بائسة وكهوفاً ولم يروا مصانع نووية أو كيميائية أو مراكز للأقمار الاصطناعية، وواصلوا سعيهم لتخويفنا، تذكروا أنه في لحظة ما قيل لنا إن لحظة الخراب قد حلت بالعالم وأنه سيسقط ملايين القتلى في العالم الغربي، وكان الناس يتوقعون حدوث ذلك بين الفينة والأخرى، وفي بلدي فرنسا اتُّخذت إجراءات استثنائية لمنع الإبادة الجماعية للسكان بسبب وباء الجمرة الخبيثة، العالم كله كان خائفاً، وماذا حدث؟ كل ما في الأمر خمس رسائل ملوثة وخمسة قتلى، ذلك لم يكن سوى تمثيلية استمتعوا فيها بإخافة الناس وتلاعبوا بهم لجعلهم يقبلون سياسة ما.

د. فيصل القاسم: طيب، أخيراً سيد ميسان سمعتك تقول في محاضرتك في مركز " زايد للتنسيق والمتابعة " في دولة "الإمارات العربية المتحدة" بأنك تعرضت لبعض التهديدات الأميركية بعد صدور كتابك، هل حصل هذا فعلاً، أم أنك يعني بطريقة أو بأخرى تريد أن تروج للكتاب ليس إلا؟

تيري ميسان: منذ اللحظة التي صدر فيها كتابي بدأت أتلقى التهديدات بالقتل من الولايات المتحدة، تعرفون أن هذا كله ليس مقلقاً، وفي كل الأحوال تلك التهديدات ليست من الطبيعة نفسها للتهديدات التي تترصد البلدان التي حددها بوش أهدافاً مستقبلية، فلنحتفظ بحس التوازن، فهناك جهود من الحكومة الأميركية لمحاولة منع نشر تحقيقنا في الخارج، وهذه الصورة أريتك إياها منذ قليل البنتاجون هي (للأسوتشيتد برس) ولم نشترِها إلا من فرنسا، لتظهر على غلاف هذا الكتاب، لكن الحكومة الأميركية تحاول بكل الوسائل منع تداول هذه الصورة في أنحاء العالم الأخرى لاستعمالها على أغلفة ترجمات الكتاب، إذن نرى أن موقف الحكومة الأميركية هو منع التعرف على هذا التحقيق في الخارج ولهذا السبب بالذات أشكركم على إتاحة الفرصة للحديث عنها.

* إيران و الوضع في القطر العراقي:

لا شكَّ أن السياسة الإيرانية في العراق تصطبغ بكثير من المطامع الفارسية في أرض الرافدين، لا سيما أن في العراق تواجد شيعي يصل إلى قرابة الأربعين في المائة من سكان العراق.

ـ و قبل أن تدخل الولايات المتحدة العراق قامت باستقطاب المعارضة الشيعية إلى خارج العراق،و وضع المؤتمرات للتبشير بقيام حكم رافضي عميل للولايات المتحدة في العراق.

ـ وقد صرَّح خلال ذلك تقي المدرسي وهو أخو العلاَّمة محمد المدرِّسي العالم الشيعي العراقي بأنَّ الولايات المتحدة لن تقضي على الإرهاب في الشرق الأوسط إلاَّ من خلال تعاونها مع الشيعة ضد أهل السنَّة الإرهابيين.

ـ و صرح إذ ذاك جورج دبليو بوش بإن الشيعة ليسوا إرهابيين، لأنَّ الذين يفجرون أنفسهم لقتل الآخرين هم السنة فقط، [أين مظاهر عاشوراء].

ـ و منذ أن دخلت أمريكا العراق وضحت معالم سياسة "الأمرنة" التي تنتهجها، فافتتحت أعمالها في العراق بضرب جماعة "أنصار الإسلام" السنيَّة الكردية في شمال العراق، و ذلك قبل أن تشتبك مع القوات العراقية الحكومية.

ـ و حين قتل الزعيم الشيعي في كربلاء عبدالمجيد الخوئي الأرمن الأصل تدخلت أمريكا لوقف الاقتتال بين صفوف الشيعة، وكذلك حين قتل الزعيم السياسي الشيعي محمد باقر الحكيم تدخلت أمريكا لوقف نزيف الدم الشيعي.

ـ وكوَّنت الولايات المتحدة بعد ذلك مجلس الحكم الانتقالي من ثلاثة وعشرين عضوا سبعة عشر منهم شيعة، و ستة من هؤلاء الشيعة لا ذوي أصول إيرانية، و لا حاملين للجنسية الإيرانية فقط، بل مواطنون إيرانيون أصلاً، وهم و بيان باقر جبر صولاغ وزير الإسكان وحامد البياتي (واسمه أصفهاني)، و محمد بحر العلوم، و ابنه ابراهيم وزير النفط، وموفق الربيعي، وقد تبرأت قبيلة رُبيعة من انتسابه إليها في بيان لها و ذكرت أنه إيراني يُسمَّى كريم شهربور، و عبدالعزيز الحكيم الإيراني النشأة.

ـ وقامت بعد ذلك الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي، لتقيم بدلاً منه قوات الشرطة العراقية الذي اعتمدت تكوينه من "فيلق بدر" الشيعي الموالي لإيران و المطعَّم بعناصر شيعية أكثرها من "جيش كربلاء" الموالي لمقتدى الصدر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير