تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك الحال بالنسبة للشيخ أسامة حفظه الله وتنظيمه الشهير .. فهو يظهر حسب حاجةالمخرج الأمريكي لتحقيق الأهداف الصهيوأمريكية .. وهذا سبب بقائه طليقا حتى الآن وكذلك سمعنا نفس الكلام عن قناة الجزيرة الفضائية التي تعد الأقرب لنقل الوقائع في عالم الفضائيات اليوم .. فهى تخدم مصالح أمريكا رغم خطة بوش بقصفها

وقبل ذلك سمعنا عن الرئيس العراقي صدام حسين وأنه عميل لأمريكا وقام - بعلمه - بتحقيق هدف أمريكا وهو مجيء القوات الأمريكية للخليج ومن ثم السيطرة على الخليجوفي كل الأمور .. عندما يظهر لنا بصيص أمل في مجاهد أو غيره .. يتم التطرق لنظرية المؤامرة هذه فتتزعزع الثقة .. ولا نعلم مع من نقف .. فلو ساندنا شخصا ما ثم في النهاية عرضت وثائق تقول بأنه عميل وما أسهل التزوير عند الصهيوأمريكية .. فماذا يكون موقفنا عندها!!

أتمنى يا فضيلة الشيخ أن توضح لي الأمور فقد اختلطت علي اختلاطا شديدا ..

وجزاك الله عنا خير الجزاء

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

العجب من هذا الأشياء المتجمّعة في الجماجم التي يظنونها عقولا!!

نعم الشيخ بن لادن، والزرقاوي كانا عميلين لله تعالى، عاملا الله تعالى كما يعامله الصادقون، فعاملهما الله تعالى بما يعامل به عباده الصادقين، نحسبهما كذلك، والذين يعرفون معاملة الله تعالى لخاصته، يعرفون هذا، والذين يجهلونها يجهلونه، وقد ضرب الله بهما مثلاً لايخفى على ذوي البصيرة، يؤثر أثرا بليغا في صالحي السريرة.

أما السؤال عن (نظرية المؤامرة)، فالجواب نعم،، ليس ثمة خدمة لأعداء الإسلام أثمن من تكريس هذه النظرية الحمقاء عن المؤامرة،

ولاريب أنّ هذا النمط من التفكير ينتشر بين الناس في أزمنة الشعور بالضعف، والتبعيّة للأجنبيّ، وهيمنة ثقافة الإنهزام، ولذلك أسباب:

منها: ولع النفس الفطري بعالم الغموض، وتطلّعها التلقائي لعالم المجهول والرغبة في اكتشافه، فإنّ فيها اندفاعا لذلك، ربما من غير شعور، فهي تصنع أحيانا المجهول من الأوهام،وتحاول اكتشافه بأوهام أيضا!

ومنها انتشار الأميّة السياسيّة في الأمّة، وبسبب الجهل، يلجأ العقل إلى تفسير الأحداث تفسيراً سهلاً ومريحاً، فلايجد أسهل من نظرية المؤامرة.

ومنها ترسّبات من زمن ماض، لعبت فيها وسائل إعلام غربية دوراً كبيراً في ترسيخ الشعور بهيمنة الغرب على كلّ شيء، وهو نوع من الحرب النفسية بالغة التأثير في الشعوب، وقد بيّنا في فتوى سابقة ـ على سبيل المثال ـ أنّ كذبة الصعود على القمر كانت من هذا القبيل، وقد انطلت على أكثر الشعوب، وألقت برداء من الذلّ والانهزام على نفوسهم، أمام الغرب المتطوّر الذي تستحيل مجابهته!

ومنها الجنوح إلى تسويغ الانهزام، والإستسلام، المناسبيْن للدّعَة، وإيثار السلامة، فتعظّم النفس قوّة العدوّ، وتضخّم سيطرته، لتحوّلها إلى ذرائع للقعود عن النهضة، والأخذ بأسبابها.

ومنها تشبع الشعوب العربية من ثقافة رقّ الإستخبارات، فغالب شعوبنا تعيش في هذه الأجواء، حتى باتت تتنفسها كالهواء، وهي تقوم على أنّ جهاز الإستخبارات الذي يدير الشؤون كلّها في الحقيقة، يستغل العامل النفسي للغموض، ووسائل نفسية استخباراتية معروفة، ببث الرعب في نفوس المواطنين، فيتطوّعوا من تلقاء أنفسهم ويروّضوها أن تخاف من كلّ شخص، وتحسب حساب كلّ حركة، ثم إن هذا الخوف يقودها إلى أن كلّ شيء حتى ما نراه خلاف ذلك، إنما يجري تحت علم الدولة وسيطرتها، ولهذا فحتّى لو رأوا معارضا جريئا، فسّروا ما يرونه تلقائيا على أنه جزء من تدبير الدولة نفسها!! لأنهم لم يعودوا قادرين على تنفس غير هذا الهواء أصلا!

ثمّ أصبحوا ينظرون إلى المشهد العالمي أيضا من هذا الصندوق العجيب!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير