هذه الاسئلة وغيرها هي عماد كتاب “11/ 9 والامبراطورية الأمريكية” الذي نعرض له هنا. والكتاب من اعداد: ديفيد راي جريفن، وبيتر ديل سكوت، والأول استاذ لفلسفة الدين وعلم اللاهوت في احدى جامعات كاليفورنياوهو مؤلف أو محرر نحو 30 كتاباً، من بينها كتاب “واقعة بيرل هاربر الجديدة: اسئلة مغلقة بشأن ادارة بوش و11/ 9”، وكتاب “تقرير لجنة 11/ 9: حذوفات وتحريفات”.
أما بيتر ديل سكوت فهو دبلوماسي كندي سابق واستاذ للغة الانجليزية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وآخر كتبه هو: “المخدرات، النفط، والحرب: الولايات المتحدة في افغانستان، كولومبيا، والهند الصينية”.وكان المسهمون في كتاب “11/ 9” الذي نحن بصدده، وعددهم أحد عشر، أعضاء في منظمات المؤسسة الأمريكية وهيئاتها، يحظون بالاحترام الشديد قبل ان ينخرطوا في دراسة مسألة “11/ 9”. عشرة منهم حاصلون على شهادة الدكتوراه في تخصصات مختلفة، وتسعة منهم أساتذة في خيرة الجامعات الأمريكية.
والكتاب صادر عن دار “اوليف برافش برس” في ماساتشوستس.
برجا المركز التجاري العالمي سقطا نتيجة متفجرات من الداخل
يقدم الفصل الأول، من فصول الكتاب الأحد عشر، الذي كتبه ديفيد راي جريفن أحد محرري الكتاب، عرضا موجزاً لأهم دليل يوحي بتورط الحكومة الأمريكية في هجمات 11/،9 ويدعي أن الدافع وراء ذلك هو دفع مشروع الامبراطورية الأمريكية قدما، ثم يدين ذلك المشروع، ويعتبره لا أخلاقياً، استناداً إلى المعايير الاخلاقية الشائعة في العالم. عنوان هذا الفصل هو: “11/،9 الامبراطورية الأمريكية، والمعايير الاخلاقية الشائعة”، والفكرة الاساسية في هذا الفصل ان مشروع خلق امبراطورية أمريكية شاملة، البعيد كل البعد عن كونه مشروعا اخلاقيا، كما يدعي مؤيدوه من المحافظين الجدد، ينتهك المعايير الاخلاقية العالمية، وخير ما يوضح هذه الحقيقة الثابتة، العلاقة بين هذا المشروع وبين احداث 11/ 9.ويوضح الكاتب ان ما يقصده بالمعايير الاخلاقية الشائعة، هو المعايير المشتركة بين الديانات السماوية الرئيسية: اليهودية والمسيحية والاسلام، إلى جانب المعايير الاخلاقية والدينية الاخرى المشتركة بين بني البشر، التي تقوم على مبدأ أساسي مفاده: “لا تفعل للآخرين ما لا تحب ان يفعلوه لك”.
يطرح الكاتب اربعة تفسيرات لأحداث 11/ 9:
الأول يصدق فيه بعض الأمريكيين الرواية الرسمية، ويعتبرون ما حدث هجوما مفاجئاً على الحكومة الأمريكية وشعبها من قبل ارهابيين إسلاميين، ويعطي أمريكيون آخرون معنى اكثر تعقيداً لما حدث في 11/،9 فبينما يقبلون التفسير الرسمي للهجمات، يعتبرون ما جرى حدثا استغلته ادارة بوش بانتهازية واضحة لبسط نفوذ الامبراطورية الأمريكية، ومن الكتّاب الأمريكيين الذين يؤمنون بهذا التفسير ناعوم تشومسكي، وراهول ماهاجان، وكالمرز جونسون.
وهنالك فئة ثالثة من الأمريكيين ترى ان احداث 11/ 9 تنطوي على عنصر أشد خبثاً، ويعتقد هؤلاء المواطنون ان ادارة بوش كانت على علم مسبق بالهجمات، وأنها تركتها تحدث عن عمد، ويبين استطلاع للرأي أجرته مؤسسة زغبي ان 49% من سكان مدينة نيويورك كانوا يحملون هذا الرأي سنة 2004.
وهنالك فئة رابعة ترى ان ادارة بوش لم تكن فقط على علم مسبق بهجمات 11/ 9، بل هي التي دبرتها ونسقتها، وقد اشارت استطلاعات للرأي أجريت في المانيا وكندا سنتي 2003 و، 2004 إلى أن 15 - 20% من شعبي هذين البلدين كانوا يؤمنون بهذا التفسير، (ويشير استطلاع للرأي اجرته مؤسسة زغبي سنة، 2006 إلى أن 42% من الجمهور الأمريكي يعتقدون بأنه كان هنالك تستر من قبل الادارة الأمريكية).
ويوضح المؤلف ان رؤية كل من هذه الفئات الاربع لأحداث 11/ 9 تحدد موقفها من الامبراطورية الأمريكية، فالفئة الأولى تؤمن بعدالة الحرب على الارهاب، التي راحت تشنها ادارة بوش بعد احداث 11/ 9.
والفئة الثانية ترى ان احداث 11/ 9 كانت رد فعل على ما ارتكبه الامبرياليون الأمريكيون كما ترى أن الرد الأمريكي على هجمات 11/ 9 الذي اوقع حتى الآن مئات الألوف من الضحايا، أسوأ من هجمات 11/ 9 ذاتها، ومن شأن هذا الرأي ان يقود اصحابه إلى مساندة تحرك يهدف إلى تغيير السياسة الخارجية الأمريكية.
¥