اللجوء إلى الكذب لكي تجعل الجيش يبدو بريئاً من اللوم، يوحيان بأن قادة الجيش كانوا متواطئين في الهجمات. ويصل المرء إلى النتيجة ذاتها، بتفحص الهجوم على البنتاجون.
ضرب البنتاجون
يقول الكاتب ان احدى النقاط المثيرة للجدل بشأن هذا الهجوم هي ما اذا كان البنتاجون قد ضُرب من قبل طائرة تابعة لشركة الخطوط الأمريكية في رحلتها رقم،77 كما تقول الرواية الرسمية، أم من قبل طائرة عسكرية. ويقول الكاتب ان كلتا الروايتين على كل حال توحيان ضمناً بأن الهجوم كان عملاً داخلياً، ولو جزئياً. ويتابع قائلاً: لو افترضنا ان البنتاجون قد ضرب من قبل طائرة الخطوط الأمريكية في الرحلة، 77 فلا بد ان نتساءل كيف حدث ذلك.
فالبنتاجون بكل تأكيد هو المبنى الذي يحظى بأقوى دفاعات على كوكب الارض، لاسباب ثلاثة. اولها، انه لا يبعد سوى اميال قليلة عن قاعدة اندروز التابعة لسلاح الجو الأمريكي، التي يوجد فيها على الاقل ثلاثة أسراب من الطائرات تُبقي المقاتلات النفاثة على أهبة الاستعداد في جميع الاوقات لحماية عاصمة الدولة. ومن دون ريب، يقول جزء من الرواية الرسمية ان قاعدة اندروز لم تكن تحتفظ بأي مقاتلات في حالة استعداد في ذلك الوقت. ويضيف الكاتب: ان ذلك الادعاء لا يمكن تصديقه.
والسبب الثاني، ان الجيش الأمريكي يملك أفضل انظمة رادار في العالم. وهو يتبجح قائلاً: ان أحد أنظمته “لا يخطئ اكتشاف اي شيء يحدث في الفضاء الجوي لأمريكا الشمالية”. ويقال ان هذا النظام قادر على مراقبة ورصد عدد كبير من الاهداف في وقت واحد، كما ينبغي ان يكون في حال وقوع هجوم صاروخي ضخم.
وبأخذ هذه المقدرة بعين الاعتبار، تبدو الرواية الرسمية، التي تنطوي على ان طائرة الرحلة 77 قد طارت نحو البنتاجون مدة 40 دقيقة دون ان تكتشف منافية للعقل، خصوصا في وقت يعلم فيه البنتاجون ان البلاد كانت معرضة للهجوم. وأي طائرة غير مصرح لها، تتجه نحو البنتاجون كان لا بد في الظروف العادية ان تكتشف وتعترض قبل اقترابها بوقت طويل.
والسبب الثالث، ان البنتاجون مطوق بالبطاريات المضادة للصواريخ، المبرمجة لتدمير اي طائرة تدخل المجال الجوي للبنتاجون، باستثناء اي طائرة ذات جهاز ارسال واستقبال عسكري أمريكي.
واذا كانت طائرة الرحلة،77 قد حالفها الحظ لدخول المجال الجوي للبنتاجون، فلن تنجو من اسقاطها الا اذا كان المسؤولون في البنتاجون قد أبطلوا عمل دفاعاته المضادة للطائرات.
ويخلص الكاتب إلى القول: اننا حتى لو قبلنا الرواية الرسمية التي تقول ان البنتاجون قد ضرب من قبل طائرة الرحلة 77 تحت سيطرة الخاطفين من حركة القاعدة، فيجب علينا ان نستنتج ان الهجوم لم ينجح الا لأن البنتاجون اتاح له ذلك. ويضيف الكاتب: ان هنالك العديد من الاسباب الاخرى التي تدعو إلى رفض الرواية الرسمية.
اولها، ان الطيار المزعوم هاني حنجور كان طياراً مبتدئاً لا يتوقع منه ان يستطيع قيادة الطائرة عبر ذلك المسار المعقد الذي اتخذته طائرة الرحلة 77. وثانيها، ان الطائرة ضربت جناح البنتاجون الغربي، الذي هو اقل الاجنحة احتمالاً لان يستهدفه الارهابيون الغرباء: فقد كان ضرب الجناح الغربي يتطلب مناورة صعبة جدا، وكان هذا الجناح يخضع للتجديد، ولذلك كان يضم عددا قليلا جدا من الناس، وكان العديد منهم من المدنيين الذين يعملون على تجديده، وكانت عملية التجديد تتضمن تعزيزه، ولذلك سببت الضربة للجناح الغربي ضررا اقل بكثير مما يمكن ان تسببه لأي جزء آخر من البنتاجون، وكان رامسفيلد وجميع كبار المسؤولين، الذين يريد الارهابيون قتلهم، في الجناج الشرقي، في ابعد نقطة ممكنة عن الجناح الغربي.
وثالثا، مهما يكن من ضرب البنتاجون، فإنه لم يسبب الأذى، أو يخلف الانقاض المتوقعة من تحطم طائرة عملاقة وتلك حقيقة شهد على صحتها المصورون وشهود العيان.
ورابعا، خلافا للغارات على البرجين التوأمين، لم تخلق الغارة على البنتاجون علامة زلزالية ملحوظة.
وخامسا، توحي حقيقة عدم اسقاط الطائرة من قبل نظام الدفاع المضاد للطائرات التابع للبنتاجون، بأنها كانت طائرة عسكرية، ذات جهاز ارسال واستقبال عسكري أمريكي، وربما صاروخا.
¥