تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسادسا، هناك صور فيديو التقطت من مبان مجاورة من شأنها ان تبين ما اذا كان الذي ضرب البنتاجون طائرة بوينج 757 حقا، ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالي صادر تلك الصور بعد الضربة مباشرة، ورفضت وزارة العدل منذئذ الافراج عنها.

وفي شهر مايو/أيار 2006 تم الافراج عن شريطي فيديو، ولكنهما لم يظهرا وجود طائرة. ويخلص الكاتب إلى القول: في جميع الاحوال، تشير الأدلة إذن إلى ان الهجوم كان عملاً داخلياً، ولو جزئياً.

انهيار مبنيي مركز التجارة يقول الكاتب اننا نستطيع استنتاج الشيء ذاته فيما يخص الهجمات على مركز التجارة العالمي. لماذا؟ لأن انهيار البرجين التوأمين والمبنى رقم 7 لا بد من اعتباره مثالا على الهدم المسيطر عليه، الذي تم بفعل متفجرات بثت في كل من هذه المباني.

ويوجز الكاتب الاسباب التي دعته إلى استخلاص هذه النتيجة فيقول ان احد الاسباب التي تدعو إلى الاعتقاد بأن هذه المباني الثلاثة هدمت بفعل المتفجرات، هو كونها انهارت انهيارا بالمعنى الحرفي للكلمة. فلم يسبق لأي مبنى شاهق الارتفاع، ذي هيكل فولاذي، لا قبل 11/ 9 ولا بعده، ان انهار بفعل النيران، حتى حين كانت النيران، كما حدث في حريق فيلادلفيا سنة، 1991 وحريق كاراكاس سنة، 2004 اضخم بكثير واشد حرارة، واطول مدة من الحريق في البرجين التوأمين وفي المبنى 7 (حيث استمرت النيران في البرجين الشمالي والجنوبي 102 دقيقة و56 دقيقة فقط، على الترتيب).

والسبب الثاني هو طبيعة الانهيارات التي حدثت، وتشير كل سماتها إلى وجود متفجرات. فقد انهارت المباني إلى اسفل تماما وبسرعة سقوط عمودي حر. وبالنسبة إلى البرجين التوأمين بوجه خاص، قال كثير من الناس داخل المبنيين أو بالقرب منهما، انهم سمعوا صوت انفجارات أو شعروا بحدوثها.

وفي واقع الأمر، فإن كل خرسانة هذه المباني هائلة الحجم، قد انسحقت وتحولت إلى غبار ناعم جدا (واذا حاول المرء اسقاط قطعة من الخرسانة من ارتفاع شاهق، فسوف يلاحظ كيف ستتكسر إلى قطع صغيرة، من دون ان تتحول إلى ذرات من الغبار الناعم). وقد تطاير الكثير من هذا الغبار افقيا وعلى بعد مئات عدة من الاقدام، وكذلك قطع الفولاذ والالمنيوم.

وقد انهار معظم الدعائم الفولاذية والاعمدة ضمن قطع صغيرة بما يكفي لتحميلها في شاحنات. وقد ذكر العديد من شهود العيان وجود فولاذ منصهر تحت الانقاض، وقال بعضهم انه عندما كانت ترفع الدعائم الفولاذية من أعماق الركام، كان أحد طرفي الدعامة يقطر فولاذا منصهرا. ولا يمكن تفسير وجود هذا الفولاذ المنصهر بأنه ناتج عن النيران، لأن الحرائق الهيدروكربونية المفتوحة، وفي ظل أفضل الظروف المناسبة للاحتراق، لا يمكن ان تتجاوز درجة حرارتها 1700 درجة فهرنهايت، والفولاذ لا يبدأ بالانصهار قبل ان تصل الحرارة إلى 2800 درجة فهرنهايت.

ولكن انصهار الفولاذ يمكن تفسيره بسهولة بأنه ناتج عن استخدام متفجرات مثل الترامايت أو “آر دي اكس”، اللذين يشيع استعمالهما في تقطيع الفولاذ إلى شرائح. وتشير كل هذه الدلائل وغيرها إلى وجود متفجرات شديدة جدا، وموضوعة بدقة فائقة.

والحقيقة الثالثة التي تدعم نظرية الهدم المسيطر عليه، تتكشف من خلال التستر المتعمد الذي جرت به الأمور، فإذا كانت الدعائم الفولاذية لهذه المباني قد تقطعت فعلا باستخدام متفجرات، فإنه كان بالإمكان ان يكشف فحص الفولاذ هذه الحقيقة. ولكن ما حدث ان معظم الفولاذ قد تم تجميعه بسرعة، وابعاده قبل التمكن من فحصه، ثم جرى تحميله في سفن وشُحن إلى آسيا، حيث يتم صهره.

وعلى الرغم من ان ازالة الدليل من مسرح الجريمة تعتبر جرما اتحاديا في العادة، الا ان إزالة الفولاذ، التي تمت تحت اشراف دقيق، قد تم تسهيلها على ايدي مسؤولين اتحاديين. ويضيف الكاتب قائلاً: وهكذا توحي الدلائل بأن تدمير مبنى التجارة العالمي كان عملا داخليا، وان بعض الضالعين فيه على الأقل، كانوا على المستوى الاتحادي.

فلم يكن بوسع أي ارهابيين اجانب ان يحصلوا على منفذ إلى المباني التي تم تدميرها، بينما يمكن ببساطة تفسير نفاذ أناس مستأجرين من قبل ادارة بوش اليها: فقد كان مارفن بوش، وهو احد اشقاء الرئيس، يعمل مديرا لشركة سكيوراكوم، وهي الشركة التي كانت مسؤولة عن الأمن في مركز التجارة العالمي من سنة 1993 إلى سنة، 2000 وهي المدة التي جرى خلالها تركيب نظام امني جديد، كما ان احد ابناء عمومة بوش، وهو ويرت ووكر الثالث، كان المدير التنفيذي العام لهذه الشركة من سنة 1999 وحتى نهاية يناير/كانون الثاني 2002.

سلوك الأجهزة السرية

يذكر الكاتب أن الرئيس بوش كان في حجرة دراسية للصف الثاني في فلوريدا عندما ابلغ بخبر الضربة الثانية لمركز التجارة العالمي. ويضيف الكاتب ان هذا التقرير لم يدع مجالا للشك بأن البلاد تتعرض لهجوم ارهابي. ومع ذلك ظل الرئيس جالسا هناك بهدوء.

ويتساءل كثير من الناس، لماذا لم يهب واقفا ويسارع إلى العمل وممارسة دوره كقائد أعلى. ولكن السؤال الآخر الذي يتبادر إلى الذهن، هو لماذا لم تقم الاجهزة الأمنية على الفور بإبعاد الرئيس عن المدرسة إلى مكان أمين، فقد انكشف مكان وجوده الآن وبات عرضة للخطر، لأنه قد يكون هو ذاته هدفا لهجوم الارهابيين، وقد تتوجه احدى الطائرات المخطوفة اليه في تلك المدرسة. ولكن حقيقة الأمر ان رجال الأمن المدربين هؤلاء تركوا الرئيس يقضي عشر دقائق أخرى في غرفة الصف، ثم سمحوا له بتوجيه كلمته المعتادة على شاشة التلفزيون كما كان مخططا لها من قبل، وهم بذلك يعلنون لأي خاطفين انتحاريين انه لا يزال هناك، ويمنحونهم فرصة أوسع للنيل منه.

ويضيف الكاتب أنه لا يوجد لأي من هذه التصرفات أي معنى إلا إذا كان أعضاء الاجهزة السرية يعلمون ان الهجمات المخططة لا تتضمن هجوما على الرئيس، “وكيف يمكن معرفة ذلك بالتأكيد، اللهم الا اذا كان تنفيذ الهجمات يجري على أيدي أفراد داخل حكومتنا؟ ”.

ديفيد راي جريفن

وبيتر ديل سكوت

عرض وترجمة: عمر عدس

عن دار الخليج

25/ 2/2007

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير