تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكي يثبت انعدام وجود المنطق في الإسلام، [يؤكد] البابا أن النبي محمد قد أمر أتباعه بنشر دينه بقوة السيف، وهذا أمر غير منطقي، على حد تعبير البابا، لأن الروح هي مصدر الإيمان وليس الجسد، وكيف يمكن للسيف أن يؤثر على الروح؟

لتدعيم أقواله، [و من بين كل الناس] اقتبس البابا أقوالا لقيصر بيزنطي، وهو [بطبيعة الحال] من أتباع الكنيسة الشرقية المنافسة.

في أواخر القرن الرابع عشر روى القيصر عيمانوئيل الثاني نقاشاً أجراه، على حد زعمه ـ هذا الأمر مشكوك فيه ـ مع [عالم] فارسي مسلم مجهول.

وفي خضم النقاش قال القيصر بخشونة (على حد قوله) أمام شريكه في الحديث:

"أرني شيئا جديدا أتى به النبي محمد، وسترى [فقط] أشياء سيئة وغير إنسانية، مثل أمر نشر دينه بقوة السيف."

تثير هذه الأقوال ثلاثة أسئلة: (أ) لماذا قالها القيصر؟ (ب) هل هي صحيحة؟ (ج) لماذا كررها البابا الحالي؟

عندما سجل عيمانوئيل الثاني هذه الأقوال، كان مليكا على إمبراطورية آفلة. لقد ارتقى السلطة عام 1391، حيث كانت قد تبقت محافظات قليلة من الإمبراطورية العظيمة. لقد هدد الأتراك باحتلال هذه المناطق أيضا في أي لحظة.

في تلك الفترة، كان الأتراك قد وصلوا إلى ضفاف الدانوب. لقد احتلوا بلغاريا وشمال اليونان وهزموا الجيوش التي أرسلتها أوروبا مرتين، بهدف إنقاذ القيصرية الشرقية. في عام 1452، بعد بضع سنوات فقط من موت عيمانوئيل، احتل الأتراك عاصمته القسطنطينية (اسطنبول اليوم) وأدوا إلى نهاية الإمبراطورية التي دامت أكثر من ألف سنة.

في أيام حكمه، تجول القيصر عيمانوئيل في عواصم أوروبا طلبا للمساعدة. لقد وعد بتوحيد الكنيسة من جديد. لا شك في أنه كتب القصص عن نزاعاته الدينية ليثير حفيظة أوروبا ضد الأتراك وليقنعها بالخروج إلى حملات صليبية جديدة. كانت نيته سياسية، وما كانت اللاهوتية إلا لخدمة السياسة.

إن [اقتباس البابا] من هذه الناحية، [يخدم تماماً] احتياجات القيصر الحالي، جورج بوش، فهو أيضا يحاول توحيد العالم المسيحي ضد "محور الشر" [المسلم بالدرجة الأولى]. إضافة إلى ذلك فإن الأتراك أيضا يطرقون باب أوروبا وفي هذه المرة بوسائل سلمية. من المعروف أن البابا [يدعم] القوى التي [ترفض] انضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي.

هل هناك حقيقة في ادعاء القيصر عيمانوئيل؟

لقد شكك البابا ذاته بأقواله. كلاهوتي جدي له سمعته، لا يمكنه أن يسمح لنفسه بتزييف ما هو مكتوب. لذلك ذكر أن القرآن قد منع بشكل واضح نشر الدين بقوة السيف. لقد اقتبس عن سورة البقرة، الآية 256 ([خطأ غريب من البابا]: لقد قصد الآية 257.) لقد جاء فيها: "لا إكراه في الدين! ". [الصحيح هو الرقم الذي أشار إليه البابا 256، أبو إسماعيل]

كيف [للمرء] أن يتجاهل قولا بسيطا وقاطعا إلى هذا الحد؟

يدعي البابا [ببساطة] أن هذه الآية قد كتبت في بداية طريق محمد، بينما كان ما زال يفتقر إلى القوة، ولكن مع مرور الوقت، أمر باستخدام السيف من أجل الدين. لا يوجد لمثل [هذا الأمر الأخير] أي ذكر في القرآن. صحيح أن محمداً قد دعا إلى استخدام السيف في معاركه ضد خصومه من القبائل - مسيحيين ويهود [و غيرهم]- في شبه الجزيرة العربية عندما أسس دولته، غير أن هذا كان عملا سياسيا وليس دينيا، معركة على الأرض وليست على بسط الدين.

يسوع المسيح قال: " من ثمارهم تعرفونهم." علينا أن [نحكم على] تعامل الإسلام مع الديانات الأخرى حسب اختبار بسيط: كيف تصرف [الحكام المسلمون] خلال أكثر من ألف سنة، بينما كانت [لديهم القوة "لنشر دينهم بقوة السيف"

[حسن]، هم لم يفعلوا ذلك.

لقد سيطر المسلمون في اليونان طيلة مئات السنين. هل اعتنق اليونانيون الإسلام؟ هل حاول أي شخص إدخالهم في الإسلام؟ على العكس، لقد شغل اليونانيون وظائف كبيرة في الحكم العثماني. كما أن شعوب أوروبا المختلفة مثل البلغاريين، الصرب، الرومانيين، الهنغاريين، الذين عاشوا [في فترة أو أخرى] تحت حكم الأتراك، قد تشبثوا بدينهم المسيحي. إن أحدا لم يجبرهم على اعتناق الدين الإسلامي، وظلوا مسيحيين متدينين.

لقد أسلم الألبان وكذلك البوسنيون، ولكن أحدا لا يدعي بأنهم قد أكرهوا [على] ذلك. لقد اعتنقوا الدين الإسلامي ليكونوا محببين إلى السلطة وليتمتعوا بخيراتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير