في عام 1099 احتل الصليبيون القدس وذبحوا سكانها المسلمين واليهود من دون تمييز، وكانت هذه الأمور تنفذ باسم يسوع طاهر النفس. في تلك الفترة، وبعد 400 سنة من احتلال المسلمين [لفلسطين]، كان ما زال معظم سكان البلاد من المسيحيين. طيلة كل تلك الفترة لم تجر أية محاولة لفرض [الإسلام] على السكان.
فقط بعد أن طُرِدَ الصليبيون من البلاد، بدأ معظم [السكان] بتبني اللغة العربية واعتناق الدين الإسلامي - وكان معظم هؤلاء هم أجداد الفلسطينيين في أيامنا هذه.
لم تُعرف أية محاولة لفرض [الإسلام] على اليهود.
[كما هو معلوم تماماً] لقد تمتع يهود أسبانيا، تحت حكم المسلمين، بازدهار لم يسبق له مثيل في حياة اليهود حتى أيامنا هذه تقريبا. شعراء مثل يهودا هليفي كانوا يكتبون باللغة العربية، كذلك الحاخام موشيه بن ميمون (الرمبام). كان اليهود في [إسبانيا] المسلمة وزراء، شعراء علماء. لقد عمل في طليطلة المسلمة مسلمون، يهود ومسيحيون معا على ترجمة كتب الفلسفة والعلوم اليونانية القديمة. لقد كان ذلك "عصراً ذهبياً" بالفعل.
كيف كان لهذا أن يحدث كله، هل أمر النبي محمد أتباعه "بنشر الإيمان بقوة السيف"؟
المهم هو ما حدث لاحقا، حين احتل الكاثوليكيون أسبانيا من أيدي المسلمين، فقد بسطوا فيها حكما من الإرهاب الديني. لقد وقف اليهود والمسلمون أمام خيار قاس: اعتناق المسيحية أو الموت أو الهرب.
وإلى أين هرب مئات آلاف اليهود، الذين رفضوا تغيير دينهم؟
لقد استقبل معظمهم على الرحب والسعة في الدول الإسلامية. لقد استوطن [السفارديم] "يهود الأندلس" من المغرب في الغرب وحتى العراق في الشرق، من بلغاريا (تحت حكم الأتراك آنذاك) في الشمال وحتى السودان في الجنوب. لم تتم ملاحقتهم في أي مكان. لم يواجهوا هناك أي شيء يضاهي تعذيب محاكم التفتيش، لهيب المحارق، المجازر والطرد الذي ساد في معظم الدول المسيحية حتى حدوث [الهولوكوست].
لماذا؟
لأن [الإسلام] قد منع بشكل واضح [اضطهاد] "أهل الكتاب".
لقد تم تخصيص مكانة خاصة في المجتمع الإسلامي لليهود وللمسيحيين. لم تكن هذه المكانة مساوية تماما، ولكنها كادت تكون كذلك. كان يتوجب عليهم دفع جزية خاصة، ولكنهم قد أعفوا من الجيش مقابلها، وهذه الصفقة كانت مجدية جدا لليهود. يقولون أن الحكام المسلمين قد عارضوا محاولات إدخال اليهود في الإسلام حتى بالوسائل اللطيفة، لأن هذا الأمر كان منوطا بخسارة عائداتهم من الضرائب.
كل يهودي مستقيم، يعرف تاريخ شعبه، لا يمكنه إلا أن يشعر بالعرفان تجاه الإسلام، الذي حمى اليهود طيلة خمسين جيلا، في الوقت الذي كان العالم المسيحي فيه يلاحقهم وحاول في العديد من المرات إجبارهم على تغيير دينهم "بالسيف".
قصة "نشر دين محمد بالسيف" هي أسطورة [شريرة]، جزء من الأساطير التي نشأت في أوروبا أيام الحروب الكبيرة ضد المسلمين: إعادة احتلال أسبانيا من قبل المسيحيين، الحروب الصليبية، وملاحقة الأتراك الذين كادوا يحتلون فيينا.
أشتبه في أن البابا الألماني يؤمن هو أيضا بهذه الأساطير إيمانا تاما. هذا يعني أن زعيم [العالم الكاثوليكي]، وهو لاهوتي مسيحي هام بحد ذاته، لم يبذل جهدا في التعمق في تاريخ أديان أخرى.
لماذا صرح بهذه التصريحات علنيا؟ ولماذا الآن بالذات؟
لا مناص من النظر إلى الأمور على خلفية الحملة الصليبية الجديدة التي يخوضها بوش ومؤيدوه الإنجيليون، وحديثه عن "الفاشية الإسلامية" و"الحرب العالمية ضد الإرهاب"، [حيث أصبح الإرهاب مرادفاً للمسلمين]. إن هذا الأمر بالنسبة لمن يوجه بوش هو محاولة ساخرة لتبرير الاستيلاء على مصادر النفط. هذه ليست المرة الأولى التي تلبس فيها المصالح الاقتصادية الجرداء قناعا دينيا، وهذه ليست المرة الأولى التي تتحول فيها حملة نهب إلى حملة صليبية.
يندمج خطاب البابا بشكل جيد في هذه المساعي. ولا أحد يعرف ما هي [العواقب الرهيبة].
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[05 - 10 - 06, 11:20 ص]ـ
النص الإنجليزي
http://www.avnery-news.co.il/english/index.html
Muhammad's Sword
Uri Avnery
Since the days when Roman Emperors threw Christians to the lions, the relations between the emperors and the heads of the church have undergone many changes.
¥