تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:) من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه

(رواه البخاري).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار) رواه مسلم

وعن جابر رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)

(رواه مسلم)

فيا أيها الظالم لغيره:

اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب (فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) (إبراهيم:43،42)

ثم نادى بالهداية فقال سبحانه

يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم.

طلب الهداية من الله في كل وقت

(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) القصص56

وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعاد فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.

ثم بين لجميع الخلائق أنهم فقراء إلى الله وهو الغني عنهم فقال سبحانه

يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم.

وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى ملح عجينة وعلف شاته

(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور31

الحمد لله رب العلمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمد عبده ورسوله

أما بعد

ثم بين طلب المغفرة فإنه لا يغفر الذنوب إلا الله فقال سبحانه

يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم.

يارب إن ذنوبي في الورى عظمت

وليس لي من عمل يوم الحشر ينجيني

وجئتك بالتوحيد?يصحبه

حب النبي وهذا القدر يكفيني

يارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن ***** فبمن يلوذ ويستجير المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرضا ***** وجميل عفوك ثم أني مسلم

في الحديث الصحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالى, يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي

ثم بين سبحانه أن أعمالنا قد أحصاها علينا وهو وجده الي يجازينا بها فقال سبحانه

يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).

(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) الزلزلة7

(وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) الزلزلة8

اللهم اجعل أعمانا صالحة لوجهك الكريم

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا

وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا

بالماء والثلج والبرد

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين

وارفع بفضلك رايتي الحق والدين

وصل اللهم على سيدنا محمد

وأقم الصلاة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير