[مع العيد أمل جديد]
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 10 - 06, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ...
إن المربي الفاضل الذي يتميز بالإيمان العميق بالله تعالى يعيش في هذه الأيام هما كبيرا، وهذا الهم يتعلق بفلذات الأكباد، فأولادنا المساكين يعيشون حياة عجيبة في هذا الزمان، يعانون إهمال الأهل وتجاهل المجتمع لحقوقهم الفعلية، إن الاهتمام بالطفل لايكفي بأن يكون عبارة عن مؤتمرات وبحوث وندوات، بل واقع يعيشه كل المجتمع ويشعر به شعورا عميقا يعقبه عمل جاد لإنهاء هذا العذاب، ولابد أن يتأكد المجتمع أن الحديث عن الهموم المتعلقة بالطفل ليس ترفا فكريا، بل أمرا جادا إذا لم يتداركه سيؤثر عليه في دينه ودنياه.
وإذا سأل سائل كيف ذلك؟ الجواب: أن ديننا الإسلامي يأمرنا فيه الله تعالى بإعطاء كل ذي حق حقه، وللطفل حقوق متنوعة، جعلت كبار علماء الأمة يفردون كتبا خاصة به، مازالت تثير العجب والإعجاب، فالإسلام دين اهتم بالإنسان اهتماما عظيما، ويكفينا أن نذكر أن الله تعالى يسامح في حقه، لكن فيما يخص حقوق العباد فالأمر يختلف.
وإذا أصر المجتمع بعد علمه بذلك على هضم حقوق الأطفال، فلابد أن يعلم أن الله تعالى لن يوفقه في هذه الدنيا التي من أجلها تجاهل تعاليم دينه، فلا بد أن ينتظر المجتمع ما يشيب الرأس من الطفل، الذي يكبر سريعا هذه الأيام بسبب الوجبات السريعة الملوثة.
والحديث عن الطفل حديث ذو شجون، يجرني إلى الحديث عن نقطة مهمة، وهي دور الوالدين في تربية الأولاد، والعبور بهم إلى بر الأمان، وهنا أوجه كلامي لنوع واحد من الآباء والأمهات، وهو النوع المؤمن بالله تعالى، الخائف من يوم الحساب، لأن النوع الآخر ستتعب منه أقلامي وهي تكتب له فلا فائدة منه ترجى.
سيدتي الوالدة الرحيمة، سيدي الوالد الرحيم، إذا توكلتم على الله تعالى في تربية أولادكم، وذلك بتتبع كل تعاليم الإسلام وتنشأة الطفل عليها، وتسلحتم بالصبر والدعاء، والنية الصالحة، والأعمال الطيبة، وعمل كل مافيه الصلاح لأطفالكم، فسترون تأييدا من الله تعالى عظيم، وهو القوي العزيز، سيصبح الإعلام الفاسد غزما أمامكم، وأولاد السوء جرذان تتطاير من أمام أولادكم، فالله تعالى سيكون عونا لكم ومن أعز من تعالى أو أقوى.
قال تعالى: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} [محمد:21]
فلا مكان لليأس مع وجود الله تعالى، ولا مكان لليأس مع وجود القرآن الكريم و سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والذي هو أعظم مربي أوجده الله تعالى على الأرض.
يا أيتها الأم يا أيها الأب، الإسلام بكل مافيه مربي فاضل لأطفالكم بكل شعائره ومناسباته، وهاهو العيد المبتسم الوقور يحل علينا بعد غياب،ولو تأملتموه لرأيتم أن عنده كثيرا من الدروس التربوية، والفوائد الجلية، التي ستساعدكم على تربية أطفالكم الحلوين.
وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم إلى الله تعالى أقرب وأحب.