تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كذبة يوليو]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - 10 - 06, 11:29 م]ـ

كتب الفقيد الكاتب الإسلامي المصري الكبير محمد جلال كشك (طبعا هو غير الشيخ عبدالحميد كشك) عن علاقة ثورة 26 يوليو بأمريكا، فرد عليه بعض أبواق الصحافة بأنه لم تكن هناك أية علاقة بين "أبطال" ثورة يوليو و بين السفارة الأمريكية .............. إلاَّ عشية الثورة فقط.

فكتب عند ذلك كشك في كتابه: (ثورة يوليو الأمريكية) ساخرا منهم ـ إذ كيف يكون ذلك و الأسطول السادس الأمريكي كان قبل ذلك على مشارف الموانئ المصرية ـ

فلنقرأ ماكتبه كشك سخريةً من تلك الأبواق ـ يقول جلال كشك:

(أدلى ” علي صبري” بتصريح قال فيه إنه قابل عبد الناصر لأول مرة في حياته ليلة الثورة وطلب منه عبد الناصر في أول مقابلة: حاجة بسيطة خالص .. يخطف رجله للسفارة الأمريكية ويطلب منهم منع بريطانيا من التدخل ضد الثورة! ..

واسمعوا القصة: وكان من الطبيعي أنه في ليلة 23 يوليو أن الرسالة التي يراد أن تبلغ إلى السفارة الأمريكية تبلغ من خلالي بحكم العلاقة الشخصية مع الملحق الجوي الأمريكي وقد اتصل بي البغدادي ليلة الثورة واستدعيت إلى القيادة وقابلت عبد الناصر وكانت هذه أول مقابلة، وأبلغني نص الرسالة الشفوية التي من المفروض أن أبلغها للملحق الجوي الأمريكي والرسالة بسيطة جدا فالجيش قد قام بحركته لتطهير القوات المسلحة من العناصر الفاسدة وليس للحركة أية أبعاد سياسية والشعب كله سيؤيدها لأنها ستتمشى مع مصالحه، والمطلوب أن تتدخل سفارة الولايات المتحدة لمنع أي تحرك للقوات البريطانية من منطقة القناة وقد ذهبت إلى الملحق الجوي الأمريكي وأبلغته الرسالة واتصل أمامي بالسفير الأمريكي في الإسكندرية لينقل إليه ما سمعه منى وفعلا وصلت الرسالة إلى السفارة البريطانية فيما بعد وكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى عدم تدخل عسكري بريطاني في الأيام الأولى “.

وتفسير ذلك بالبلدي أن الملحق الجوى الأمريكي قاعد لا بيه ولا عليه بياكل همبرجر .. دق الباب ..

- مين؟

- آنا علي صبري.

- أهلا علوة.! .. اتفضل همبرجر .. بيبسي!

- ألف هنا وشفا .. أصل أنا مستعجل ..

- خير كفى الله الشر ..

- لأ أنا قصدك في خدمة ..

- تؤمر ياعلوة.!

- إحنا احتلينا القيادة العامة والإذاعة ومسكنا البلد .. لكن وحق العيش والهامبرجر .. ولا ينقلب على عيني عدس يا شيخ لا إحنا بتوع سياسة ولا لينا أهداف سياسية .. غيرشي كام ضابط عايزين نطهرهم!!

الملحق الجوى- أنا تحت أمرك عايز مطهرات من أمريكا؟!

علي صبري- لأ .. أبسط من كد… عايزين السفارة تشد تليفون للسفير البريطاني وقائد جيش الاحتلال البريطاني .. وتقول لهم حسك عينك تقربوا ناحية الجيش وحركة الجيش ..

الملحق الجوي- غالي والطلب رخيص يا علي! .. والله ما تقوم إلا مبسوط هاتي التليفون يابت.

ألو- السفير كافري؟! حذر فزر مين هنا؟! .. لأ .. هيكل مشغول معاهم؟! .. علي صبري صاحبي اللي كنت بأسهر عنده… هو الحقيقة جاي قاصدني .. وأنا قلت بقى إنك مش حتكسفنا .. هو أصله قاصدنا ندِّي إنذار لبريطانيا العظمى حليفتنا رقم واحد في حلف الأطلنطي، والمسئولة رقم واحد عن مصر .. لأن هم عملوا حركة قصدها تطهير الجيش .. وأنا صدقته وقلبي انشرح له.

السفير الأمريكي- على ضمانتك؟ أوعوا يكونوا بتوع سياسة ..

الملحق الجوي- أعوذ بالله .. دا وشه سمح ولا يمكن يكذب!

واتصل السفير الأمريكي على الفور بوزير الخارجية في واشنطن:

اتشيسون: خير الساعة كام دلوقتي .. فيه ايه؟. الملك عايز حاجة؟!

كافري: ملك مين؟ كل سنة وأنت طيب .. في واحد اسمه علي صبري .. طبعا ما تعرفوش ولا أنا أعرفه .. لكن هو بينه وبين الملحق الجوي بتاعنا عيش وملح .. الستات زي الأخوات .. وهو اتصل بالملحق الجوي علشان التطهير ..

- تطهير ايه يا سفير الكلب!! .. تصحيني من النوم علشان عاوز شوية مبيدات ..

- لأ اسم الله على مقامك .. دول مش عايزين حاجة غير إنذار صغير يرسل للندن الليلة علشان ما حدش يتدخل.

واتصل وزير الخارجية الأمريكي بالرئيس الأمريكي ..

اتشيسون: صباح الخير يا ريس.

رئيس الولايات المتحدة: خير ايه وبتاع ايه الساعة كام؟!

وزير الخارجية: متأسف يا ريس .. إنما تعرف سفيرنا اللى في مصر؟ لأ. اسمه كافري .. عنده ملحق، والملحق مراته تعرف مرات واحد اسمه علي صبري .. لأ .. بالإس يا ريس!! ..

أيوه طول بالك .. علي ده زار الملحق النهارده وطالبين إنذار لبريطانيا .. هم مش بتوع سياسة أبدا، ولا ليهم أهداف سياسية .. دا مجرد تطهير.

- طب ما يكلموا منظمة الصحة العالمية؟ ..

- لأ هم عندهم مستشفى المواساة وعندهم مطهراتية بس عاوزين تليفون منك لتشرشل تقول له إذا تدخلت بريطانيا الأسطول السادس حيضربها ..

وقد كان واتصل ايزنهاور بتشرشل، وشُلت يد بريطانيا ولم تتدخل بفضل زائر الفجر علي صبري ووجهه السمح الذي كسب قلب الملحق الجوي!) انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير