وتَتَبُّع حاضر الدول يشهد لما يُسَيِّر به اليهود هذه الدول لمصالحهم،فرئيس الحزب الجمهوري الامريكي يجزم في يوم – 14 نوفمبر 2006 - بان إسرائيل تنفذ الإرادة الإلهية، وأن على اميريكا مساعدة إسرائيل في كل شيء، حتى تستطيع القضاء على حزب الله، وتصرح فرنسا في اليوم ذاته بأن أمن إسرائيل لا يمكن المساومة عليه.
يتفق العالم كله على إدانة المجزرة، وإن إسرائيل قتلت النساء والأطفال والشيوخ العزل، فياتي الفيتو الامريكي فيكبتهم جميعا، فيسكتون رغم انوفهم صاغرين.
وإني لأسأل هذا العالم الذي يحكمه قانون الغابة (قانون حكم القوى على الضعيف) اليست الدول المنضمة إلى الامم المتحدة تتساوى في كل شيء، لكل دولة صوت تدلى به، فبأي حق تملك الدول الخمس (أمريكا – روسيا – بريطانيا – فرنسا – الصين) حق النقض، لكل قرار يمس جانبها، أو جانب من يحتمى بحماها، فأين المساواة التى يتباهون بوجودها، في أنظمتهم الديموقراطية في همجية الفيتو، أين العدالة في إنكار القتل في برج الفيتو العاجي، اين الجيوش الاممية التى تحمي العزل وتدافع عنهم.
فمتى اعتدى اليهود خرجت الكلمات الجوفاء (نستنكر ونشجب ... ) من الدول المقهورة، المتوهمة بالسيادة، وتأتي المظلة الامريكية المدافعة عن اسرائيل، بأن ذاك دفاع عن النفس، وهو حق مشروع، حتى لو ادى ذلك إلى إبادة جماعية للعزل والضعفاء والنساء والاطفال.
ولليهود معرفة بالأمم، وثقافاتها ومناهج تربية أفرادها، وانهم موقنون أن الامة الإسلامية هي الامة الوحيدة التى تستطيع الوقوف والصمود في وجههم، متى انصهروافي بوتقة الإسلام، وخرجوا في القالب الإلهي الذي طلبه القرآن الكريم،ومن نزل عليه القرآن.
والمعروف عن اليهود أنهم جبناء، الخوف إزارهم، والهروب من الموت رداؤهم،لا يقاتلون إلا من وراء جدر محصنة، {لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة او من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} الحشر اية 14
وما الجدار الفاصل في فلسطين الا تمثيل واقعي لهذه الصفات، لا ينشئون الاحداث، وإنما يحسنون استغلالها،واستنزاف ما فيها من مصالح لليهود، وَضَعُوا في جل الدول دُماً تحافظ على مصالحهم، تُوهم شعوبَها أنها مصالح بلادهم،فتقف دفاعا عنها، وفي الحقيقة يدافعون عن مصالح بني اسرائيل.
أما آن الأوان لتتحد الدول الإسلامية، وتدافع عن الحقوق المسلوبة، وتقول كلمتها الفاصلة (لا للعدوان) وان أي أعتداء اسرائيلي على مسلمي فلسطين سيكون أعتداء على الدول الإسلامية كلها.
وإني اقترح على الدول المنضمة إلى جامعة الدول العربية وإلى منظمة المؤتمر الإسلامي أن تقول بصوت واحد، إن اعتديتم ايها اليهود بعد الآن فاننا سنفتح الحدود، أمام ضغط الشعوب واحتجاجاتهم، للدفاع عن إخوانهم المسلمين في فلسطين، وستتحملون عواقب اعتدائكم منفردين، فلا تلوموا آنذاك إلا انفسكم.
وإن هذا التخويف كافٍ لردعهم، ويتطابق مع نفسياتهم الجبانة، فهل نملك هذه الجرأة،وهل فينا من يعلنها على الملأ،وهل فينا من يوقع وثيقة الدفاع هذه، التى تُعَدُّ واجبا شرعيا تجاه اخواننا المسلمين في فلسطين، اولى القبلتين وثالث الحرمين.
اللهم انزع خوف امريكا من قلوب المسلمين، وهَبْ لهم جرأة كجرأة الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وثبتهم على ذلك أنك قادر حكيم.
كتبه المشرف على موقع صوت الحق د. خادم حسين الهي بخش في 24/شوال/1427 هـ الموافق 15 / نوفمبر/2006
[email protected]