تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حقوق المرأة و الواقع الافتراضي.]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 11 - 06, 06:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

حقوق المرأة

و

الواقع الافتراضي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.

و بعد، فلا يخفى على أحد تزايد وتفاقم االدعوات في العالم الاسلامي إلى تغريب المرأة، و تجريدها من دينها و أخلاقها و شرفها وعفافها تحت مسمَّى " تحرير المرأة" تارةً، أو "حقوق المرأة " تارةً أخرى، أو " إصلاح الأسرة "، أو غيرها من الأسماء المتلونة غير محدَّدة المعنى، و ذلك في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها في هذه الأيام من تسلط غربي على كل ما يَمُتُّ إلى الاسلام بِصِلة، و صدق الله عز و جل القائل في محكم كتابه: {و لايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا}، و قال تعالى عن أهل الكتاب {و ودُّوا لو تكفرون}.

ـ ولكن هل حقاً المرأة في الإسلام مضطهدة ممتهنة؟

ـ وهل الغرب قدَّم للمرأة أفضل مما قَدَّمه لها الاسلام؟

ـ أم أنَّ الغرب يريد منَّا أن نلبس نظارات محدَّدة مسبقاً بحيث نرى بالضبط ما يريده الغرب، حتى ولوكان ذلك غير ما هو مشاهدٌ و مشهودٌ به على أرض الواقع؟

ـ وهل وصلنا إلى درجة من الانهزامية و الانبطاح الثقافي بحيث لم نعُد نعرف أننا ننظر بعيون غربية إلى "واقع افتراضي"؟.

........... [للتوضيح: الواقع الافتراضي هو ما يراه الشخص عندما يلبس نظاراتٍ معيَّنة تتصل بتقنية عالية بحيث يعتقد ـ وقتياًـ أنّ ما يراه من صور ومشاهداتٍ هي حقيقة، وبالتالي يتصرف وفق ذلك الانطباع] ..............

فلنستعرض إذن بعض الثوابت التشريعية الخاصَّة بالمرأة في الاسلام، وكذلك في القوانين الغربية حتى تتشكَّل لدينا فكرة واضحة عن حقوق المرأة في المعسكرين و لدى الفريقين.

الحقوق التشريعية للمرأة الغربية:

و لنأخذ أهم النواحي والمجالات التي تهم المرأة، بل والرجل كذلك،وهي:

أـ احترام الكيان الشخصي للمرأة:

ينبغي ألاَّ ننسى أن الثقافة الغربية المعاصرة هي سليلة ثقافة غربية قديمة، وأقصد بذلك الثقافتين الاغريقية والرومانية، و كذلك تصطبغ في كثير من مفرداتها بالثقافة الكنسية، وكل تلك الثقافات كانت تمتهن المرأة وترى فيها منبعاً للشرور والآثام،ولا ترى فيها إلاَّ ظرفاً مكانياً للمتعة، بل كان الجدل يدور خلال القرون الوسطى في الأديرة والكنائس حول بشرية المرأة؟

بل حَول كونها من ذوات الأرواح أم لا؟.

ـ وهذا بالضبط ما يحدث الآن في الحضارة الغربية المعاصرة و لكن تحت شعارات مغايرة، فالرجل الذي كان في جميع أطواره التاريخية يلتزم قانونياً بإعالة المرأة وكفالتها أصبح ـ في زمن و منطق الحضارة الغربية ـ غير مسؤول عن إعالة حتى زوجته، و التي وجدت نفسها ملزمةً بمقاسمته المسؤولية تجاه المتطلبات الماليَّة والماديَّة في المؤسسة الأُسَرية.

ـ بل والأدهى من ذلك أن الرجل غير ملزم بالإنفاق حتى على ابنته بعد بلوغها الثمانية عشر عاماً، إذ تكون عند ذلك مسؤولة عن نفقتها الخاصَّة كما هو معروف ومشاهد، ولا يخفى بالطبع أن الفتاة في هذه السن ـ في الغالب ـ تكون في مقتبل الدراسة الجامعية، و بالتالي يكون من الصعب عليها الجمع بين الدراسة الجامعية و العمل الوظيفي ممَّا يجعلها لقمة سائغة و فريسةً مُمتهنةً لسماسرة الانحلال و السقوط.

ـ و الأغرب و الأدهى أن هذه المرأة الكادحة في العالم الغربي لا تمتلك حتى اسمها الخاص بها،بل هي تُنسبُ إلى زوجِها و يتغير اسمها بتعدد زيجاتها؟؟.

ب ـ الناحية الأمنية:

أمَّا من الناحية الأمنية فإن المرأة في العالم الغربي تفتقد أهم مفردات الأمن الاجتماعي، و ذلك أنها تفتقد الكافل والمسؤول عنها بعد سن النضج لديهم وهوالثامنة عشر، و بالتالي فإنها تسعى بكل جهدها للانخراط في قفص الزوجية، و لكن هذا المطلب يكون غير متيسر في كثير من الأحوال، وذلك لأن الرجل الغربي لديه الكثير من الخيارات، فهو بالتالي "سيد الموقف"، ولذلك فهو يتطلع إلى مواصفات جمالية و اقتصادية مرتفعة، مما يُلقي بكثير من النساء خارج المؤسسات الأسرية إلى عالم الانحراف و الرذيلة، و عالم الأمراض الجنسية و الاجتماعية، و أوحال المخدرات. [و مُدن الصفيح]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير