تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد جعل الله عز وجل حسن معاملة الأم سبباً رئيسياً لدخول الجنة، بل وجعل طاعة الوالدين بعد طاعة الله عزوجل، قال تعالى: {و قضى ربك ألاَّ تعبدوا إلاَّ إياه وبالوالدين إحسانا}، و قال تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك}، إلاَّ أنَّ للأم مزيد عناية و تقدير، فقد سأل رجل النبي عليه الصلاة والسلام:من أحق الناس بحسن صِحابتي، فقال: (أمُّك)، قال ثم من، قال: (أمُّك)،قال ثم من قال: (أمُّك)، قال ثم من قال: (أبوك)، والنصوص الشرعية عن منزلة الأم في الاسلام كثيرة معلومة.

المرأة كزوجة:

لقد حثَّ الاسلام على حسن معاملة الزوجة:

ـ فقال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله، أنا خيركم لأهلي).

ـ كما نهى عليه الصلاة و السلام عن ضرب النساء.

ـ و جعل النفقة على الزوجة من أعمال البر و الصدقة.

ـ و أمر بالصبر على خلق المرأة نظراً لما يعتريها من التغير و التوتر النفسي خلال فترة الطمث أو الحمل أو غيرها من العوامل التي ترهق نفسية المرأة.

ـ و أثتى عليه السلام على من يصبر عليهن بقوله: (إنهن يغلبن الكريم ويغلبهن اللئيم)

ـ بل إن الزوجة تقدَّم على الزوج بعد الفرقة بينهما في أمور، من ذلك حق الحضانة، فإن للمرأة حق حضانة الطفل حتى يبلغ سن التمييز، وبعد ذلك يخيَّر الطفل بين أمِّه وأبيه، وفي الغالب فإن الطفل يختار أمَّه ـ التي عاش معها حتى ذلك السن ـ بحكم ميل الطفل الفطري لأمِّه.

ـ و جعل الاسلام لمن تزوجت حقوقاً ماليةً ثابتة، مثل: المهر و النفقة الزوجية للزوجة، و مثل المتعة و النفقة للمطلقة بعد الفرقة.

ـ و جعل لها حق الخلع من الرجل إذا كرهت البقاء معه.

المرأة كابنة:

ـ و المرأة في الاسلام لها اسم مستقل فهي تنسب لأبيها، وليست متاعاً تنتقل ملكيته

ـ يُلزم، بل يلتزم الأب طوعاً بالنفقة على ابنته حتى تتزوج، لِيلتزم بنفقتها بعد ذلك زوجها.

ـ و بين النبي عليه السلام أنَّ من كان له ابنتان فأحسن تربيتهما دخل بهما الجنة، قيل يا رسول فواحدة، قال: فواحدة.

ـ و لها كذلك حق الإرث من أبيها، للأنثى نصف ما لللذكر، مع أنها ليست مُلزمةً بأية نفقة.

و بقي في البحث بقية بقيةٌ لعلي أكملها فيما بعد أو يكملها غيري، و هي:

ب ـ الإسلام و الناحية الأمنية للمرأة:

ج ـ الإسلام و الأمن الاقتصادي للمرأة:

د ـ الإسلام و الناحية النفسية للمرأة والتخفيف عليها في التكاليف الشرعية:

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - 12 - 06, 02:30 م]ـ

ب ـ الإسلام و الناحية الأمنية للمرأة:

سبق أن مر بنا أن الإسلام هيَّأ للمرأة الكافل في جميع أطوارها العمرية، حيث يلتزم الأب بكفالتها و نفقتها و حسن تربيتها، فإن لم يوجد الأب فالجد، فإن لم يوجد فالأخ، فإن لم يوجد فالعم، فإن لم يوجد فالأقرب لها من عصبتها.

فإن لم يوجد فينفق عليها قاضي البلد من بيت مال المسلمين، و يجب عليه عندئذٍ أن يجتهد في تزويجها للأصلح مِمَّن يتقدم لخطبتها.

ـ إذن فالإسلام يكرِّم المرأة و يكفَلُها في جميع مراحلها و أطوارها العمْرية، و لا أدلَّ من ذلك من قصة عمر رضي الله عنه الخليفة الراشد الذي كان بعض الصحابة الكرام يفتقده جزءاً من الليل من بعد صلاة العشاء، فأراد بعضهم أن يتحقق من الأمر، فوجد عمر رضي الله عنه يأتي كل ليلة إلى بيت عجوز ضريرة فيكنس بيتها و يحلب شاتها و يعلف داجنها و يتفقد أحوالها يفعل ذلك كل ليلة رضي الله عنه و أرضاه.

ـ أمَّا الحضارة الغربية فهي لا تعرف معنى للمرأة إلاَّ الحسناء اللعوب الطروب، أمَّا المرأة المتقدمة في السن أو العجوز الكبيرة فلا تندرج في قاموسها اللغوي لتلك الكلمة.

ـ و إن كان ثَمَّة من حقوق تُعطيها تلك الحضارة للمرأة، فإن تلك الحقوق خاصَّةٌ بالفتيات صغار السن إلى أن تفقد قدرا كبيرا من جمالها و شبابها، و بالتالي تعود عبئاً اجتماعياً ثقيلا على تلك الحضارة المادية الصمَّاء.

و المرأة في الغرب تعرف ذلك جيدا، فلذلك تبذل قصارى وسعها وكل جهدها و تصرف مدخرتها المالية في سبيل المحافظة على شبابها و نضارتها، و هيهات ذلك.

ج ـ الإسلام و الناحية النفسية للمرأة والتخفيف عليها في التكاليف الشرعية:

كما مر بنا أنَّ المرأة الغربية تعيش في قلق دائم،فهي تخشى أن تتجاوز فترة الشباب و الجمال فتعود عنصرا آخر غير مرغوبٍ به في المجتمع الغربي، و حتى زهرة شبابها تمرُّ بها و هي تترقَّب غول التقدُّم في السن، و تتراقص أمام عينيها أشباح التجاعيد.

فلذلك فإنها تبذل وسعها و ترهق نفسها مادياًّ و نفسياًّ من أجل الاحتفاظ بأقصى قدْرٍ تسطيعه من ِمُهلة الصبا و الشباب، و هيهات ذلك.

و لذلك فهي تستهلك نفسيتها و مواردها المالية في المحافظة على ذلك الشباب و تلك النضارة، فتلجأ إلى طرق كثيرة، مثل:

ـ أنواع الرياضات الشاقة.

ـ أنواع الحِميات المضرة بدنياً و المنهكة نفسياً.

ـ ما تستطيع مواردهن المالية تحمله من نفقات الزينة و الملابس.

ـ و كذلك ما استطعن من عمليات التجميل.

فانتشرت جرَّاء ذلك بين النساء في الغرب اضطرابات غذائية مشهورة تؤدي إلى الهلاك في أحيان كثيرة، مثل:

انعدام الشهية للطعام، و في المقابل من ذلك الشره الزائد للأكل، و ذلك بسبب مباشر أو عكسي لتلك الحميات الغذائية الضارَّة و التي يتحمَّلنها.

ـ هذا إذن هو واقع المرأة الغربية، إذلال و امتهان، سُخرةٌ و إذعان،، عُهر و إدمان، جوع و حرمان.

ـ فلنقارِن حينئذٍ بين واقع المرأة الغربية المخزي و وضعها الشائن، و بين الحقوق التي كفلها الدين القويم للمرأة المسلمة في ظل مجتمعٍ اسلامي رحيم.

ـ و قد تعجبون عندما تقرؤون مبحثاً طريفاً و مسألة مشهورة تطرقت إليها كنب الفقه الاسلامي كثيراً، ألا و هي: هل يجب على المرأة الخدمة في بيت زوجها أم لا؟ ....

و لكن لا يأخذُ بنا التعجب كل مأخذ، و لنستبْقِ شيئاً من التعجب.

لأننا سنحتاج إلى شيءٍ منه حين نعلم أن قول لجمهور في المسألة هو عدم و جوب ذلك عليها، و على الله قصد السبيل، هو حسبنا و نعم الوكيل.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير