الذي نتمنى أن يثمر عودة نافعة لتلك العقول في مواجهة ما تشهده الساحة العربية والإسلامية من بيئات طاردة للتميز والإبداع.
معالجة البطالة والجريمة
ألا ترى معي أن فكرة هذه الجائزة كان من المفترض أن يتم تبنّيها من قِبل مؤسسات ومنظمات ذات طابع رسمي؟
- ليس هناك محددات لأي عمل داخل نطاق القدرة البشرية، والمجتمع المدني، والمنظمات الرسمية لا يمكن لأحدها الاستغناء عن الآخر. كل فريق يعمل في اتجاه، وفي النهاية يبنغي أن يكون بين هذه الفعاليات تنسيق تام، بحيث يتيح للمستفيد النهائي - وهم أبناء المجتمع - تحقيق أكبر قدر من الفائدة. وقد أسلفت أن المسابقة ولجانهها العاملة قامت بمخاطبة مؤسسات تعليمية رسمية وأهلية وكثير من القوى الفاعلة في المجال العلمي دون أن تشعر بفارق بين الرسمي وغير الرسمي، وكل ذلك من منطلق إيماني عظيم يدعونا للتعاون على البر والتقوى، وبهذه المناسبة أسعد بتقديم شكري للجان المسابقة العاملة (لجنة التحكيم، واللجنة العلمية، واللجنة الإعلامية)، ولكل المؤسسات الرسمية والأهلية التي ساهمت وتساهم في نجاح فكرة المشروع، ويجب أن يدرك الجميع أنه لم يعد سائغاً تحميل الجهات الرسمية كافة المسؤوليات والتبعات عن ضعفنا أو تخلفنا. فمؤسسات المجتمع المدني في العالم كله - بما فيه العالم المتقدم - أصبحت ذات مسؤولية في بناء المجتمع ورقيه، ومعالجة ظواهر التخلف والبطالة والجهل والجريمة فيه.
هل تسمح الأجواء العربية والإسلامية الحالية بنهضة علمية وتقنية واسعة؟
- رغم كل ما يدور في فضاء هذه الأمة من محبطات، إلا أننا نلمح في ذات الوقت بشائر كبرى لعل أبرزها ذلك الإحساس الجارف الذي تلحظه عند الشعوب المسلمة والرغبة الأكيدة التي نشهدها في تعابير وجوههم، وفي نبرات أصواتهم بالخروج من زاوية التخلّف ومنطقة الركود إلى عوالم أخرى ننافس فيها، ونقدم حضارتنا الأصيلة، ونحمل على عواتقنا وفي مسارات حياتنا منار التغيير والاستخلاف.
هناك محطات كثيرة يمكن التوقف فيها، وكلها تسير في ركب التفاؤل من مؤتمرات، وندوات، وكتب، ومؤلفات، واختراعات فردية نشهدها تقارع كبريات المخترعات العالمية. ولعل هذه المسابقة مؤشر أكيد على حسن تغير الأمة، وجدية قرارها في التقدم.
أسباب تخلف الأمة
برأيك .. ما هي أهم أسباب تخلّف الأمة على الصعيد التقني والعلمي؟
- الحديث عن تخلّف الأمة على الصعيد التقني والعلمي لا ينفك عن واقع التخلّف على كافة الأصعدة. والمسألة – برأيي - تظل متشابكة، وكل دائرة تلتقي مع الأخرى في منطقة وتفترق معها في الأخرى، وتظل الأزمة - بغض النظر عن مسبباتها التاريخية وتراكماتها- ليست مشكلة المسلمين في هذا العصر؛ لأنهم ضمن الحلقة التاريخية التي تبعتها منحنيات الهبوط (عصر من العصور)، لكن واجب الأمة في هذا العصر، وقد حباها الله عز وجل بوعي، ومنحها فرصة الالتقاء بالعالم عبر وسائل حديثة ساهمت في قراءتها لذاتها ومكانها بين الأمم أن تبدأ هي بمعالجة المشكلة لا أن تحيلها بتراكمات سلبية جديدة إلى أجيال أخرى .. يهمني هنا أن أؤكد على أن حتمية المبادرة للحل أبرز سمات المنهج الإسلامي، وهي تنطلق من مفهوم المسؤولية الذاتية ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
ما هو دور الإعلام ومؤسسات التعليم في العالم الإسلامي لدعم مسيرة مثل هذه المسابقات؟
- نحن هنا نتحدث عن الدور الأبرز في هذه المرحلة، برأيي الشخصي أن الإعلام ومؤسسات التعليم، وإن كان لكل منهما إطار عمل خاص به، إلاّ أن سهولة وصول هذه المؤسسات التعليمية إلى الشباب أمل الأمة التقني الذي ينبغي رعايته، وقدرة الإعلام الهادف في تغيير القناعات السلبية، وتحريك المجتمع بالاتجاه العلمي، وتعظيم قيمة المبتكرين والمبدعين من أبنائنا، وتحوّلهم إلى قدوات إيجابية للشباب سيكون الوعاء المؤثر الذي يحوّل مسألة التقنية إلى ثقافة عامة، تتلقفها الشعوب بإرادة المشاركة لا بحسرة العاجز. فالناس دائماً تبحث عن قدوة وأسوة ((اهدنا الصراط المستقيم, صراط الذين أنعمت عليهم .. )) الآية.
هل هناك قصور واضح في مناهج التعليم أو طرق التدريس في الجامعات أو المدارس في عالمنا العربي لإيجاد مبدع في مجال الاختراعات والتقنية؟
¥