فانزَع عنك رداءَ الكبر والتعاظم، فإنهما ليسا لك، بل هما للخالق، والبَس رداءَ الانكسار والتواضع، فما دخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكبر قطّ إلا نقَص من عقلِه بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر. ومنشأ هذا مِن جهلِ العبدِ بربّه وجهله بنفسه، فإنّه لو عرف ربَّه بصفاتِ الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسَه بالنقائص والآفاتِ لم يستعلِ ولم يأنف، يقول سفيان بن عيينه رحمه الله: "مَن كانت معصيّته في الكبرِ فاخشَ عليه، فإبليس عصى متكبِّرًا فلُعِن".
والعذاب يقع على من تغلغَل ذلك في قلبه، وتكون خفّته وشدّته بحسَب خفّتها وشدّتها، ومن فتحها على نفسه فتح عليه أبوابًا من الشرور عديدة، ومن أغلقها على نفسه فتِحَت له بإذن الله أبوابٌ من الخيرات واسعة.
والكبر المبايِن للإيمان لا يدخُل صاحبه الجنّة، كما في قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)) [غافر:60]. ومِن الكبر ما هو مبايِن للإيمان الواجِب, بل كبرُه يوجِب له جحدَ الحقّ واحتقارَ الخلق, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقالُ ذرّة من كبر))، قالوا: يا رسول الله، إنّ الرجلَ يحبّ أن يكونَ ثوبه حسنًا ونعله حسَنة، قال: ((الكبر بطرُ الحقّ وغَمط الناس)) رواه مسلم.
ولا تفخر على أحدٍ فدنياك زائلة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((حقٌّ على الله أن لا يرتفِع شيءٌ من الدّنيا إلا وضعه)) رواه البخاري.
أسأل اللهَ العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بهذه المقالة طلبة العلم وإياي أيضاً إنه هو السميع العليم، وأن يجعلها في قلوبنا, وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
باب تحريم الكبر وبيانه 1 ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47424)
باب تحريم الكبر وبيانه 2 ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47425)
آفة الكبر 1: تعريف الكبر وما جاء في ذمه وأقسامه ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=32501)
آفة الكبر 2: الفرق بين العجب والكبر وبيان ما يتكبر به المتكبرون ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=32502)
آفة الكبر 3: مقامات علاج الكبر ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=32503)
آفة الكبر 4: دفع العوارض التي تَعرض للإنسان وتجعله من المتكبرين ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=32504)
آفة الكبر 5: علاج الكبر وكيفية القيام بذلك عملياً ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=32505)
الكبر والتواضع ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10125)
السخرية والكبر وتتبع العورات ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=8944)
ما جاء في الترهيب من الكبر ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=52801)
تابع ما جاء في الترهيب من الكبر ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=52802)
ـ[الراشد]ــــــــ[08 - 04 - 07, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
الرياء
1 ـ الرياء وحدُّه:
الرياء مأخوذ من الرؤية والسمعة من السماع. وحدُّ الرِّياء المذمومِ إرادةُ الْعاملِ بِعِبادتهِ غيرَ وَجهِ اللَّهِ تَعالَى كأن يَقصِدَ اطلاعَ النَّاسِ على عبادته وكماله حتى يحصل له منهم نحو مال أو جاه أو ثناء.
¥