تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كان يا ما كان , شاب ملتزم .. في عصر ما قبل الإنترنت.!]

ـ[أم مريم]ــــــــ[14 - 01 - 07, 05:42 ص]ـ

يحكى أنه في زمان قريب ..

كان هناك شاب ملتزم اسمه: فلان!

يبدأ يومه بصلاة الفجر مع الجماعة، وقد أرهف السمع لآيات الحكيم العليم

رق قلبه لآيات ربه

ونزلت الآيات على محل قابل وسمع شهيد

فلما سلم من الصلاة .. وكأنه فارق الحياة .. فقد انتهى لقاء مولاه

ظل يمني نفسه بأنه عما قريب تشرق الشمس ويمر وقت الكراهة فيدخل على من لاقرار لنفسه .. ولا راحة لقلبه إلا بذكره ............ سبحانه

* يبدأ رحلته اليومية مع الأذكار .. هذه رحلته في الغداة .. وله أخرى في العشي

رحلة (أولي الألباب)

يتفكر في خلق السماوات والأرض .. ويذكر الله .. ويدعوه خوفا وطمعا

فيجد من الفتوحات الربانية .. ما الله به عليم

كأن الجنة والنار رأي عين

يشهد قلبه معاني وآثار صفات من له الأسماء الحسنى والصفات العلا ..

سبحان الله وبحمده .... مائة مرة

لا إله إلا الله وحده لاشريك الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .... مائة مرة

سيد الإستغفار،، رضيت بالله ربا ..... إلخ

* يخرج مع إخوانه يمشون في الطريق

وقد بدأت نسمات البكور تداعبهم ..

قلوبهم مطمئنة، وقد ذابت عنها كل شحوم الغفلة

يتجاذبون أطراف الحديث

وكأن كل واحد منهم ينتقي أطيب الثمار .. ليقدمها لأخيه

أعذب الكلمات .. وأصدق الوداد

كل منهم خافض جناحه للآخر .. فإن أحدا منهم لايريد مجد نفسه وإنما الجميع يريد مجد الله

ولا يبتغي أحد منهم مدحا ... بل الكل يردد: الحمد لله

يشحذ هذا همة هذا للعمل الدعوي

يصبر هذا أخاه على إبتلائه

يدعون للمسلمين في أنحاء الأرض بقلوب مهتمة مغتمة ... واثقة في نصر الله

* يرجع صاحبنا فلان إلى البيت

يغلق بابه

فهذا وقته الذهبي للطلب

فبركة هذه الأمة جعلت في بكورها

وهو يحتسب في طلبه هذا

أن يرفع الجهل عن نفسه

وأن يدعو إلى الله على بصيرة

وأن يذب به عن المؤمنين

ويقوم به لله سبحانه .. لا يخش فيه لومة لائم

..... لا تذهبوا بعيدا .. فتظنون أنه يطلب العلم ليستطيل به على العالمين .... فذاك عصر لم يأتِ بعد!!!!! ..... اصبروا

* هو في عمله شعلة في الدعوة إلى الله

الكل يحبه ... لأنه رقيقا لطيفا .. هاشا باشا

لأنه فعلا يشفق على المسلمين، ويرجو لهم الهداية والصلاح

.. لا يسكت على منكر، ولكنه ينكره بحكمة وفطنة

فتخرج الثمرات مباركة طيبة

* هو في عمله تقيا نقيا

لأنه قد ألقى الدنيا وراء ظهره

لأنه يطلب الحلال .. ويعلم يقينا أن البركة فيه

* غاضا لطرفه .. حافظا لجوارحه عن كل ما يسخط ربه

* هو في بيته صبورا!

يصبر على أهله

ودودا معطاءا

إذا بدر منه خطأ- وكل ابن آدم خطاء - لا يستنكف عن الاعتذار

إذا رأى نقصا .. أو وجد خللا، غض الطرف مالم تنتهك محارم الله

أتدرون من العاقل؟؟ الفطن المتغافل

* هو في بيته صاحب القلب الكبير

يستمع إلى مشكلات أخته وأخيه، وأمه وأبيه، وزوجه وولده

ويسعى في حلها ..

يذكرهم بالله

يدعوهم إليه ..

مسابقات وكلمات

وموائد قرآنية

* واصلا لرحمه .. مكرما لجيرانه

داعيا إلى ربه حسبما تيسر له

متواصلا مع المشايخ والدعاة

وقته وقف لله

* إذا أخذ قسطا من النوم

قام

يتأهب .. يتطهر ويتعطر .. هذا السواك .. وهذا المصحف

يدخل

مدرسة رهبان الليل

التي خرجت على مر العصور: فرسان النهار

يناجي ربه ..

ويتلو كتابه

و .... تضيق العبارة عن وصف حاله

هكذا كان .. صاحبنا فلان

والزمان غير الزمان

أما الآن

فقد باتت هذه اليوميات .. ذكريات

لأنه

قد دخل عصر الإنترنت.!

صلاة الفجر .. كم ينام عنها؟؟

لماذا؟

إنه عصر الإنترنت .. كان يجاهد في سبيل الله.!

بالرد على أبي فلان .. وأم علان

* أذكار الصباح والمساء

كل عام وأنتم بخير!!!

يعني .. خلاص .. لم يعد لها نصيب؟؟

المائة أصبحت عشرة

والثلاث تقال مرة

ولربما قالها وهو بين المواقع والصفحات

يتفكر في عجائب الماسينجر والتشات!

.. أنسيتم

هذا عصر جديد ....... عصر الإنترنت

* إخوانه قلاهم .. وأهله جفاهم

تنادي أمه عليه ... أي فلان تعالى!

فيردد المسكين: (ربِ أمي والإنترنت؟! أمي والإنترنت؟!)

ويؤثر ..... الإنترنت!

* وماذا عن صبره؟

وتحمله للقاصي والداني؟

وبذله الندى في سبيل أحبابه؟

ذاك عهد مضى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير