[فائدة حول المكتبات مع قصة طريفة!]
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[17 - 01 - 07, 02:21 م]ـ
•فائدة حول المكتبات:
من المعروف قديما في الأندلس بأن أشبيلية مدينة اللهو و الطرب، و قرطبة مدينة العلم و الكتب.
فإذا مات إنسان في تلك المناطق أو ما قاربها و ترك أدوات الطرب ذهبوا بها إلى أشبيلية لتجد من يثمنها حق التثمين.
و إذا ترك الميت كتب و أدوات علم؛ فإنهم يذهبون بها إلى قرطبة لما فيها من أسواق و مزادات للكتب، بل قيل بأن قرطبة هي أكثر مدن الأندلس كتبا، و أشد الناس اعتناء بخزائن الكتب هم أهل قرطبة، ففي كل بيت خزانة كتب.
" حتى أن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة، يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب، بل و ينتخب فيها، ليس إلا لأن يقال: فلان عنده خزانة كتب!، و الكتاب الفلاني ليس هو عند أحد غيره، و الكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله و ظفر به ". (1)
أقول: ما أشبه الليلة بالبارحة، هذا أيضا موجود في زماننا، و ما من بيت بحسب علمي إلا و فيه مكتبة، و إن كان صاحب البيت من أجهل الناس!، و ليست أي مكتبة بل أمات الكتب ذات المجلدات الضخمة؛ حيث أنها أجمل في منظرها و هي راقدة في المكتبة بالأيام الطوال، تنتظر من ينفض عنها غبار الديكور و يبحث و يقرأ و يستفيد في شتى الأمور ـ (إنا لله و إنا إليه راجعون) ـ و لكن كما قال الشاعر: حنانيك فإن بعض الشر أهون من بعض!.
و من الطريف في ما ذكره صاحب نفح الطيب عن محمد الحضرمي قال: " أقمت مرة بقرطبة، و لا زمت سوق كتبها مدة أترقب فيها وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع و هو بخط جيد و تسفير مليح ـ أي تجليد مليح ـ؛ ففرحت به أشد الفرح، فجعلت أزيد في ثمنه، فيرجع إلي المنادي بالزيادة علي، إلى أن بلغ فوق حده، فقلت له: يا هذا، أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي.
قال: فأراني شخصا عليه لباس رياسة، فدنوت منه، و قلت له: أعز الله سيدنا الفقيه، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده؛ فقال لي: لست بفقيه، و لا أدري ما فيه، و لكني أقمت خزانة كتب، و احتفلت فيها لأتجمل بها بين أعيان البلد، و بقي فيها موضع يسع هذا الكتاب، فلما رأيته حسن الخط جيد التجليد استحسنته، و لم أبال بما أزيد فيه، و الحمد لله على ما أنعم به من الرزق فهو كثير.
قال الحضرمي: فأحرجني ..... " (2).
أقول: و قد توفي الحضرمي في بداية القرن السابع 609 هـ، و هو نفس الحال جاري في وقتنا تجميل البيوت!!! انظر و تأمل و اعتبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نفح الطيب 4: 462
(2) نفح الطيب 1: 463
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[01 - 02 - 07, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا