قَالَ: وَلَيْسَ لِشِفَاءِ الْقُلُوبِ دَوَاءٌ قَطّ أَنْفَعُ مِنْ الْقُرْآنِ، فَإِنّهُ شِفَاؤُهَا التّامّ الْكَامِلُ الّذِي لَا يُغَادِرُ فِيهَا سَقَمًا إلّا أَبْرَأَهُ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهَا صِحّتَهَا الْمُطْلَقَةَ،وَيَحْمِيهَا الْحِمْيَةَ التّامّةَ مِنْ كُلّ مُؤْذٍ وَمُضِرّ،وَمَعَ هَذَا فَإِعْرَاضُ أَكْثَرِ الْقُلُوبِ عَنْهُ،وَعَدَمُ اعْتِقَادِهَا الْجَازِمِ الّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ أَنّهُ كَذَلِكَ،وَعَدَمُ اسْتِعْمَالِهِ وَالْعُدُولُ عَنْهُ إلَى الْأَدْوِيَةِ الّتِي رَكّبَهَا بَنُو جِنْسِهَا حَالَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشّفَاءِ بِهِ،وَغَلَبَتْ الْعَوَائِدُ وَاشْتَدّ الْإِعْرَاضُ،وَتَمَكّنَتْ الْعِلَلُ وَالْأَدْوَاءُ الْمُزْمِنَةُ مِنْ الْقُلُوبِ،وَتَرَبّى الْمَرْضَى وَالْأَطِبّاءُ عَلَى عِلَاجِ بَنِي جِنْسِهِمْ وَمَا وَضَعَهُ لَهُمْ شُيُوخُهُمْ وَمَنْ يُعَظّمُونَهُ وَيُحْسِنُونَ بِهِ ظُنُونَهُمْ؛فَعَظُمَ الْمُصَابُ،وَاسْتَحْكَمَ الدّاءُ وَتَرَكّبَتْ أَمْرَاضٌ وَعِلَلٌ أَعْيَا عَلَيْهِمْ عِلَاجُهَا،وَكُلّمَا عَالَجُوهَا بِتِلْكَ الْعِلَاجَاتِ الْحَادِثَةِ تَفَاقَمَ أَمْرُهَا وَقَوِيَتْ، وَلِسَانُ الْحَالِ يُنَادِي عَلَيْهِمْ:
وَمِنْ الْعَجَائِبِ وَالْعَجَائِبُ جَمَّة ٌ ***** قُرْبُ الشّفَاءِ وَمَا إلَيْهِ وُصُولُ
كَالْعِيسِ فِي الْبَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظّمَا ***** وَالْمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُ
انتهى .. من زاد المعاد (4/ 93 - 94).
الطيران إلى الله!!!
قال سفيان الثوري رحمه الله: إنما الرُّقَي والدعاء بالنية، فالنية تُبَلِّغُ العبدَ عناصر الأشياء، والنيَّاتُ على قَدْر طهارة القلوب؛ وسعيها إلى ربها في تلك المراتب، وتفسير النية: النهوض؛ يُقال: نَاءَ يَنُوءُ أي نَهَضَ ينهض؛ فالنية: نهوض القلب بعقله ومعرفته إلى الله، فعلى قدر العقل والمعرفة يقدر القلب على السَّعْي والطيران إلى الله، فالشارب لزمزم إن شرب لشبع أشبعه الله، وإن شربه لري أرواه الله، وإن شربه لشفاء شفاه الله، وإن شربه لسوء خُلُق حسَّنَهُ الله، وإن شربه لضيقِ صدرٍ شرحه الله، وإن شرب لانفلاق ظلمات الصدر فلقه الله، وإن شربه لِغِنَى النفس أغناه الله، وإن شربه لحاجةٍ قضاها الله، وإن شربه لأمرٍ نابَهُ كفاه الله، وإن شربه للكربة كشفها الله، وإن شربه لنصرة نصره الله، وبأية نية شربها من أبواب الخير والصلاح وَفَّى اللهُ له بذلك؛ لأنه استغاث بما أظهره الله تعالى من جنته غياثا [نوادر الأصول (3/ 182)].
نية صادقة وعزيمة صالحة
قال المناوي: ويكون «ماءُ زَمْزَمٍ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» إذا شربه بنية صادقة وعزيمة صالحة وتصديق لما جاء به الشارع [فيض القدير (5/ 516)].
اللَّهُ مَعَ الْمُتَوَكِّلِينَ، وَهُوَ يَفْضَحُ الْمُجَرِّبِينَ
وقال ابن العربي المالكي رحمه الله: وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ هَذَا مَوْجُودٌ فِيهِ إلَى يَوْمِهِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ يَكُونُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ، وَسَلِمَتْ طَوِيَّتُهُ، وَلَمْ يَكُنْ بِهِ مُكَذِّبًا وَلَا شَرِبَهُ مُجَرِّبًا؛ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَوَكِّلِينَ، وَهُوَ يَفْضَحُ الْمُجَرِّبِينَ [أحكام القرآن» (3/ 1124)].
ولي دراسة لم تُنشر بعد أسميتها: " التداوي والاستشفاء بماء زمزم "، فيها مزيد بيان، والله المستعان وحده .. والحمد لله رب العالمين ..
وكتبه
أبو عبد الرحمن
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:56 ص]ـ
قال الحميدى كنا عند الشافعى فسأله رجل فقال الشافعى قضى فيها رسول الله بكذا وكذا فقال
الرجل وماقولك انت فغضب الشافعى وقال للرجل معنفا وموبخا اترانى ادرس فى بيعه او فى كنيسه
اترانى البس زنارا اقول قال رسول الله فتقول ماتقول انت
اخوانى تذكرت هذه القصه بعد ما قرات موضوع اختى ام الليث نقول قال رسول الله ويقولوا
قال الباحثون ولا اقول الا تكرار قول الاخوه
صدق رسول الله وكذبت بطونهم واختباراتهم ومعاملهم هذا ان كان اصلا هناك ابحاث قد جرت
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:50 ص]ـ
الأخت الفاضلة (أم الليث) تنقل كلاماً بين أقواس التنصيص، وتنسبه إلى عوام مجهولين بعبارة من عندها، ثم تقول:
كذبت البحوث وكذب الطب
وتنسبين إلى العلماء والأطباء أنهم قالوا
لا تشربوا ماء زمزم
ثم يتتابع الإخوة الأفاضل على شتم الطب والعلم، من نشيط إلى نشيط!
سبحان الله!!
أين التوثيق؟! أين التثبُّت والتبيُّن؟! أين الإنصاف؟!
لقد خاض كثير من الناس العاديين في هذا الموضوع قبل حوالي عشرين سنة، لا بدافع النفاق وتكذيب الشرع، بل لأجل ما صار لمنطقة الحرم من التوسع العمراني الهائل من غير شبكة مجاري، فكان هناك من يخشى اختلاط ماء زمزم بمياه المجاري، وهي خشية مشروعة. ولأجل ذلك سارعت السلطات المختصة إلى تحليل ماء زمزم ولا تزال تفعل ذلك بصفة مستمرة
وقد نقل الأخ المسيطير وفقه الله أسماء الشركات العالمية التي أجرت هذه البحوث والتحليلات، وليس فيها هذا الهراء المنسوب إلى البحوث والطب، بل العكس هو الصحيح، وهو أن البحوث العلمية هي التي أثبتت نقاوة هذه المياه.
فأنا أطالب الأخت الفاضلة (أم الليث) بتسمية البحوث الطبية الكاذبة وأسماء أصحابها وأين نشرت، وإلا فموضوعها مجرد كلام عوام، مع الأسف
¥