تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نحن أولى بموسى منهم ...]

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 08:49 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا تقبل الله منكم العام المنصرم

وأسأل الله لي ولكم خيرا في العام القادم

ثم هذه مقالة حول عاشوراء ومن وحيه

لعلها تكون أنسا لكم في وقت فراغكم

=============================

من وحي عاشوراء:

" نحن أولى بموسى منهم

==========================================

بقلم:

محمد القاضي

================================================

تقدم الأحاديث النبوية الصحيحة المتعلقة بيوم " عاشوراء " عطاء فقهيا وتاريخيا وأخلاقيا غاية في الثراء، فهي تبين فضله، ومنها يستنبط حكم صيامه وحكمته، والطريقة النبوية الشريفة في الاحتفال به، وبحسبه من المزية والفضل أن يقول فيه الرسول الكريم:

" وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله "

فيا هنيئا لمن صام إيمانا واحتسابا، يا هنيئا له بهذه الغنيمة الباردة، والفضيلة العالية؛ أن يكفر له حول كامل، وعام كربت من الذنوب والسيئات.

مزية متجددة

بيد أن المزية السابقة ليست هي المزية الوحيدة التي بقيت من معطيات هذا اليوم الكريم؛ فإن المعاني التي تنم عليها أحاديث " عاشوراء " – فيما وراء العطاء الفقهي – ذات محصول عميق في الدلالة على فضيلة الأمة النبوية – أمة آخر الزمان، بل ربما لم نتعد الحق إذا زعمنا أن عطاء هذه الأحاديث في هذا المجال أوسع من عطائها في ميدان الفقه المجرد، فمن الملاحظ أن نبي الله ? - لما أخبرته اليهود أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى من آل فرعون، وأنه صامه – الملاحظ أنه علق على ذلك بقوله:

" نحن أولى بموسى منهم "

فصامه، وأمر بصيامه هذا الأمر الحاث الجازم، حتى إنه دفع الذي أفطر أول يومه أن يمسك.

هذا التعليق القولي، واللازم العملي، يعطى دلالة قوية على موقف أمتنا من الأنبياء السابقين، وتوصيفا حيا لعلاقتها بهم:

" نحن أولى بموسى منهم "

بل نحن أولى بكل نبي من قومه – حسب ما تقتضيه شريعتنا الغراء، وحسب ما سنرى في الأسطر القادمة من شواهد إن شاء الله تعالى.

هذه الأمة الخيرة الكريمة الوسط هي التي رفع الإسلام شأنها؛ فكانت أمة آخر الزمان هي أمة الزمان كله؛ ألسنا نقرأ في الكتاب قول الله تبارك اسمه:

? إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين ?

قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى:

" إن أحق الناس بإبراهيم ونصرته وولايته (للذين اتبعوه) يعني:

الذين سلكوا طريقه ومنهاجه فوحدوا الله مخلصين له الدين، وسنوا سننه، وشرعوا شرائعه، وكانوا لله حنفاء مسلمين غير مشركين به، (وهذا النبي) يعنى: ? وآله وسلم، (والذين آمنوا) يعنى: والذين صدقوا ?، وبما جاء به من عند الله تعالى "

ومثل ذلك قالت طائفة من السلف، منهم قتادة والربيع وابن عباس. قال قتادة:" كان محمد رسول ? والذين معه من المؤمنين أولى الناس بإبراهيم "

والذي يتأمل سياق الآيات الكريمات يتبين أن الحق – سبحانه – قد تجاوز عن اعتبار اليهود والنصارى – صراحة وتلميحاً – في ولاية إبراهيم – حيث قال:

? وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا، ولكن كان حنيفا مسلما، وما كان من المشركين. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين ?

قال العلامة المفسر الفقيه أبو محمد عبد الحق بن عطية الغرناطى الأندلسي في تفسيره:

" أخبر الله سبحانه في هذه الآية عن حقيقة أمر إبراهيم؛ فنفى عنه اليهودية والنصرانية والإشراك، الذي هو عبادة الأوثان، ودخل في ذلك الإشراك الذي تتضمنه اليهودية والنصرانية، ودخل النفي على غاية الفصاحة؛ نفي نفس الملل، وقرر الحال الحسنة "

إلى أن قال:

" ثم أخبر – تعالى – إخبارا مؤكدا أن أولى الناس بإبراهيم الخليل – عليه السلام – هم القوم الذين اتبعوه على ملة الحنيفية، وهنا يدخل من اتبع الحنيفية في الفترات، وهذا النبي محمد ?، لأنه بعث بالحنيفية السمحة "

لماذا نحن أولى؟

ثم ألسنا نقرأ في كتاب الله تعالى ما يدل على أننا أولى بموسى من بني إسرائيل واقعا وعدلا؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير