" فجعل القرآن مهيمنا، والمهيمن: الشاهد الحاكم المؤتمن، فهو يحكم بما فيها مما لم ينسخه الله، ويشهد بتصديق ما فيها مما لم يبتدل "
ثم قال:
" ولهذا كان مذهب جماهير السلف والأئمة: أن شرع من قبلنا شرع لنا، ما لم يرد شرعنا بخلافه "
قلت:
وقد بان شئ من جلالة شرعنا الكريم، حتى فيما وافق فيه ما سبقه من الشرائع، في صيام يوم عاشوراء – ويعد هذا من عجائب الدلالة على محاسن الشريع الكريمة، وطرائف التفسير للآية السابقة ونحوها؛ فلقد صامت بنو إسرائيل يوم عاشوراء – تعظيما له واحتفالا به – إلا أنهم لم يكونوا يحسبونه بالهلال، وإنما حسبوه بالشهور الشمسية، فكانوا – على رغم إرادتهم صومه – لا يصيبونه، وهذا من إضلال الله لهم مزية اليوم ليدخرها لأمة محمد ?، كما فعل في يوم الجمعة، وصحت بذلك السنة. ولعل إضلال اليهود يوم عاشوراء يلمح من أن النبي ? لما قدم المدينة رأي اليهود تصوم يوم عاشوراء، فالمعروف أنه صلوات الله عليه إنماقدم المدينة في شهر ربيع الأول، قال في (الفتح):
" … ويحتمل أن يكون أولئك اليهود كانوا يحسبون يوم عاشوراء بحساب السنين الشمسية، فصادف يوم عاشوراء بحسابهم اليوم الذي قدم فيه المدينة. وهذا التأويل مما يترجح به أولوية المسلمين وأحقيتهم بموسى عليه السلام - لإضلالهم اليوم المذكور، وهداية الله المسلمين له "
قلت:
وقول الحافظ (يحتمل) فيه بعض النظر، لأنا لا نعرف لليهود حسابا بالقمر، إنما اعتمادهم على الشمس، ويؤيد ذلك قول زيد بن ثابت في هذا اليوم:
" .. وكان يدور في السنة .. وكانوا يأتون فلانا اليهودي – يعنى لحساب موقع هذا اليوم "
فحتى صيام هذا اليوم – وقد صاموه – كانت للمسلمين فيه مزية أي مزية؛ فقد صامه المسلمون صحيحا صائبا موافقا لحسابه بينما صامه بنو إسرائيل على غير وجهه لأنهم حسبوه بالشمس في حين حسبه المسلمون بالهلال، وهي مزية دائمة ومتجددة إلى أن تقوم الساعة أو يقضى الله أمرا كان مفعولا.
وكتب
محمد بن القاضي
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 02 - 07, 09:55 ص]ـ
موضوع جميل ... جزاك الله خيرا ..
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 07:12 م]ـ
وجزاك خيرا أخي صخر
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[22 - 02 - 07, 01:38 م]ـ
[جزاكم الله خيرا وجعل الله ذلك فى ميزان حسناتكم ولكننا
افتقدناك فى الخطب المنبريه أليس كذلك
فإلى الله المشتكى وربنا يهدى اللى منهم السبب
عماد
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 01:41 ص]ـ
حفظك الله اخي عماد
والله المستعان
=============
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 09:37 م]ـ
فضيلة الشيخ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
وجدت أشياء لم تعجبنى فكتبت كلاما بعنوان
{مكايد الشيطان فى الملتقى}
أغضب هذا الكلام الكثير من الناس ولم أقصد به إلا النصح
فأرجو من حضرتك أن تخبرنى برأيك بعد القراءة كى أعرف الخطأ من الصواب
والعنوان فى نفس الصفحة التى بها مقالك
عماد